الأستاذ أبو جرة سلطاني، رئيس المنتدى العالمي للوسطية في حوار مع جريدة البصائر / حاورته: فاطمة طاهي

– “شعارنا هو أن نتعاون فيما اتفقنا عليه ونتحاور فيما اختلفنا فيه”.
– “المنتدى فضاء أوسع يستوعب الإنسانية بأسرها، إلا من رفض أن يكون وسطيا، وأبى إلا أن يكون متطرفا”.
– “نعيش أزمة مصطلحات، والمنتدى في بداية تأسيسه يسعى إلى تصحيح المفاهيم ووحدتها”.
– “خصصنا داخل المنتدى العالمي للوسطية منتدى للشباب”.
بعد ستة أشهر من تأسيس المنتدى العالمي للوسطية، ومن خلال اللقاءات الجهوية التي ينظمها المنتدى في ولايات الوطن، ارتأت جريدة البصائر أن تحاور رئيس المنتدى، الأستاذ أبو جرة سلطاني، عن أهم النقاط التي أتفق عليها في إطار استراتيجية المنتدى العالمي للوسطية؟، وما هي مهامه ودوره ورسالته داخل الوطن وخارجه؟ وما هي الوسطية التي يطرحها المنتدى العالمي للوسطية؟ وكيف يخدم هذا المنتدى الجزائر والجزائريين داخل وخارج الوطن؟ وإذا كان المنتدى العالمي للوسطية يظم كل الفئات الاجتماعية، فما هو نصيب الشباب من هذا المنتدى باعتبارهم الفئة الأكثر استهدافا لمختلف تحديات العصر؟ كل هذه النقاط وأخرى تحدث عنها رئيس المنتدى العالمي للوسطية، الشيخ أبو جرة سلطاني في حوار خص به جريدة البصائر الجزائرية.
* الأستاذ أبو جرة سلطاني رئيس المنتدى العالمي للوسطية، أهلا بكم.
– بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين، أولا أنا شاكر لكم على سعيكم الحثيث من أجل الوصول إلى كل ما هو مهم في الجزائر، وإلى ما يكمل رسالتنا المشتركة بين المنتدى العالمي للوسطية وبين جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبر لسانها الناطق باسمها جريدة البصائر، التي تذكرنا بالتأسيس الأول للشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس وبعده الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمة الله عليهما، وكل من ساهم في تأسيس جمعية العلماء المسلمين، التي نسميها دائما أم الجمعيات في الجزائر.
* كيف جاءتكم فكرة تأسيس المنتدى العالمي للوسطية؟
– لأنه ينقصنا العمق الثقافي، فمنذ بداية الانفتاح السياسي بعد أحداث 5 أكتوبر 1988م، وبعد ميلاد الدستور التعددي في 23 فيفري من سنة 1989م، اتجهنا وجهة سياسية ثم ضيقنا رواقاتنا التي نتحرك فيها، لتكون رواقات حزبية خالصة للأحزاب المعتمدة في الجزائر، والتي هي كثيرة جدا، ومع مرور الزمن اكتشفنا أن خطابنا صار خطابا حزبيا، وأن حكمنا على الآخر صار حكما منطلقا من اللون الأيديولوجي، وهذا ما بدأ يشكل خطرا على هويتنا وعلى مرجعيتنا إذا لم نتدارك هذا النقص الفادح في تعاطينا مع مفهوم مكونات الهوية، هذه الأخيرة التي تمثل عمقنا الثقافي، كما أن تضييق مفهوم الهوية جعل كثيرا من الناس لا يتحمسون كثيرا للعمل الخيري وللعمل الاجتماعي والسياسي، وذلك من باب الحكم المسبق على الناس، فأردنا نحن أن نفتح هذا الفضاء الجديد “المنتدى العالمي للوسطية”، الذي لا يشترط اللون السياسي ولا يقصي أحدا من أبناء الجزائر وبناتها، يمارس كل شيء إلا الحزبية، وذلك لاعتقاده أن خانة الحزبية مشبعة بكثير من الأحزاب، وأنه لابد من ملءِ الساحات الفارغة كالساحة الثقافية والفكرية، ولهذا جعلنا شعارنا “فكر _حوار _تنمية”، ومن خلال هذا المسار القصير الذي عمره ستة أشهر فقط، اكتشفنا أن الكثير من الجزائريين يبحثون عن فضاء يقدمون فيه خدمات لوطنهم غير الخدمات السياسية، وغير الفضاءات الحزبية، فحينما نحدثهم عما نحن بصدد إنجازه في إطار ما قررناه في القانون الأساسي من أهداف، ينضمون إلى هذا الفضاء من أجل أن يقدموا الشيء الذي نعتقد أنه بعد أشهر سوف يكون فيه الخير للجزائر.
* كيف تعرفون المنتدى العالمي للوسطية في الفضاءات الوطنية والدولية؟
– المنتدى العالمي للوسطية هو فضاء حر، يهتم بالاقتصاد والاجتماع والسياسة والثقافة والرياضة، لا يقصي أحدا إلا من أراد أن يقصي نفسه، أو أقصته الثوابت الوطنية، الشعار الأعلى لهذا المنتدى هو أن نقبل الحوار على أساس القاعدة التي وضعها الإمام الشافعي رحمة الله عليه “رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب”، وبالتالي يجتمع أبناء الجزائر ويتناقشون في كل ما هو من المشترك الأوسع الذي يجمعنا جميعا.
* من أجل توضيح أكثر للقراء، ما هي الوسطية التي يطرحها المنتدى العالمي للوسطية؟
– الوسطية في تعريفها الشرعي هو مصطلح قرآني جاء في منتصف سورة البقرة التي تتكون من 286 آية، لتأتي نصفها الآية 143:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}، وبالتالي منتصف سورة البقرة هي منتصف الوسطية الإسلامية، لكن الآن الوسطية صار مفهومها أعمق وأوسع بظهور التطرف اليميني من جهة، وميلاد مصطلح الإسلام فوبيا من جهة أخرى، والاحتكاكات التي حصلت بين الكثير ممن يحملون أيديولوجيات متطرفة من اليمين أو الشمال، فصارت النداءات اليوم عالمية بأن ينحو الناس نحوا وسطيا في الاقتصاد وفي الفكر وفي السياسة وحتى في الممارسات الدبلوماسية، فلذلك نحن ننطلق من مرجعيتنا الشرعية من مفهومنا للوسطية الإسلامية إلى أن نعممها حتى تكون وسطية فكرية ووسطية حضارية، ننادي بها الجميع للحوار، لأننا نعتقد أن الإسلام جاء خطابا للإنسان، والرسول صلى الله عليه وسلم جاء رحمة للعالمين، وأمرنا ربنا عز وجل أن نعدل بين الناس جميعا وليس بين المسلمين فقط، فالمنتدى فضاء أوسع ليستوعب الإنسانية بأسرها، إلا من رفض أن يكون وسطيا، وأبى إلا أن يكون متطرفا أو حاملا لأفكار مسلحة أو حامل لأفكار تقصي الآخرين.
* ما هو برنامجكم المسطر لأداء مهام المنتدى العالمي للوسطية؟
– نحن مازلنا في بداية التأسيس، والتأسيس هو التركيز على مسألة التعريف بهذا المولود الجديد، ونحن قد تواصلنا مع مختلف المؤسسات والهيئات والتنظيمات والاتحادات وحتى الأحزاب، وذلك من أجل التعريف بمنتدانا، باعتباره إنشاء جديدا غير معروف، كما ركزنا في مسألة هيكلة المنتدى على مستوى 48 ولاية، وأيضا على مستوى جاليتنا في الخارج، لأننا نعتقد أن كلمة عالمية هي أن تصل أفكارنا المحلية إلى القارات الخمس، وإلى كل من يؤمن بالتعاون المشترك بين بني الانسان، وذلك على أساس أنه من مقاصد شريعتنا حفظ النفس وحفظ الدين وحفظ العرض والمال وحفظ العقل والحرية، وهذه المقاصد الكبرى نتقاطع فيها مع كثير من أبناء جنسنا في العالم، ونحن اليوم عاكفون على ضبط هيكلتنا الوطنية والعالمية ومنشغلون بأن نسوق لهذا المنتدى حتى يعرفه الناس على حقيقته، ولا نترك أي منفذ إلا ونسلكه، وذلك من أجل أن يعرف الناس ما معنى المنتدى، وما معنى العالمي وما معنى الوسطية.
* باعتباره منتدى “عالميا” للوسطية، هل تم التنسيق بينكم وبين من سيمثلكم في الخارج؟
– نعم لقد تواصلنا مع بعض أبناء جاليتنا في الخارج، وقد رحبوا بالفكرة، وقالوا أنه قد تم طرح مفردات شبيهة بهذا، كمصطلح “حوار الحضارات”، و”تعايش الأديان” ومصطلح “المواطنة” و”الحريات المشتركة”، “العمق الإنساني في الخدمة”، واعتبروا أن كل هذه المصطلحات تتقاطع مع أهداف المنتدى، فرحبوا بالفكرة، وهم الآن يروجون لها في الخارج، وربما في نهاية هذه السنة بعد أن ننهي هيكلتنا في الداخل نهتم بالهيكلة في الخارج.
* هل يظم المنتدى العالمي للوسطية كل فئات المجتمع؟
– إن هيكلة المنتدى ليس كهيكلة الأحزاب، هيكلة المنتدى تتشكل من مكتب وطني، و48 مكتب ولائي ومجلس وطني، وبقية من يتعاون معنا نسميهم منتسبين للمنتدى، ليس بالضرورة أن يكونوا حاملين لبطاقة الانخراط، يهمنا فكرهم وتجربتهم وخبرتهم ومسارهم المهني، فهم يتطوعون في تقديم الخدمة اللازمة من مختلف تخصصاتهم للمنتدى، من دون أن نشترط عليهم أن يكونوا حاضرين في هيكلتنا، ولا في اجتماعاتنا أو في تجمعاتنا التقنية، فنحن ننسق تقنيا ضمن هذه الفضاءات المهيكلة، وننفتح انتسابيا مع كل من نلتمس فيه خيرا يريد أن يقدمه للجزائر في هذا الفضاء الواسع، وكل من يقبل الحوار، ويسلم بالثوابت المحددة في المادة 112 من الدستور، من مكونات الهوية الوطنية، يعني الإسلام واللغة العربية واللغة الأمازيغية والنظام الجمهوري والعلم الوطني والنشيد الوطني.
* قلتم أن المنتدى يضم كل فئات المجتمع، حدثنا عن الشباب باعتبارهم الفئة المستهدفة إن صح القول بمختلف تحديات العصر والأكثر تعرضا للأفكار الدخيلة عن مجتمعنا؟
– يوجد داخل المنتدى العالمي للوسطية منتدى الشباب، يعني قد خصصنا للشباب منتداهم ضمن المنتدى الكبير، فكل شاب من دون الثلاثين من عمره سنوكل أمره مباشرة لإدارة شبانية، لأننا مقتنعون بالعمل على محورين: الأول هو التجارب التي نضجت لمسارات رجال كبار كانوا سفراء وعسكريين كبارا ودكاترة وأساتذة جامعيين، كانوا نجوما في تخصصاتهم المختلفة، واليوم هم في التقاعد، فنريد من هؤلاء الاستفادة من خبراتهم وتجاربهم، أما المحور الثاني: فيختص الشباب الذين يعملون في الحاضر ويتطلعون للمستقبل، هؤلاء كما أسلفت قد خصصنا لهم منتدى سميناه “منتدى الشباب”، خاصا بأفكارهم وبتوجهاتهم وربما لا نستوعبها نحن، باعتبار أن لكل جيل قضاياه وأفكاره وتوجهاته.
* ما هي أهم القضايا الثقافية والدينية التي سيبدأ بها المنتدى العالمي للوسطية في طرحها؟
– اكتشفنا في بداية التعريف بالمنتدى أننا نعيش أزمة مصطلحات، بمعنى أن المفاهيم عندنا ليست واحدة، فمفهوم الإسلام نفسه غير موحد لدى الناس، نسمع من يقول هذا الإسلام جزائري، أو هذا الإسلام سعودي، أو مصري، أو إيراني، والله سبحانه وتعالى يقول:{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} لا يوجد إسلام ملون، إسلام أحمر ولا إسلام أبيض أو أسود، وأيضا مصطلح الديمقراطية ليس واحدا عند الناس، كلمة الديمقراطية يراد بها مفاهيم متعددة ومتنوعة، وأيضا مصطلح الحرية ليس واحدا، ما معنى الحرية؟ أين تبدأ؟ أين تنتهي؟، وكذلك مصطلح الوطنية ومصطلح المشاركة، مصطلح المعارضة، كل هذه المصطلحات وأخرى إذا لم نحدد مفهومها قد نذهب لنتائج لا يحمد عقباها، خذوا مثلا مصطلح “الإرهاب والمقاومة”، فكل من يثور في وجه الظلم في العالم يصنف ضمن الإرهاب، بينما على سبيل المثال أشقاءنا الذين يقاومون في فلسطين من أجل أن يحرر وطنهم ليسوا إرهابيين، هؤلاء مقاومون، فلذلك نحن نريد أن نحرر المناط في كثير من المفاهيم التي نعتقد أنها بسبب الخلط بين محتوياتها حصل احتكاك كبير بين أبناء الجزائر، وإذا ما حررنا المناط في هذه المصطلحات المفتاحية أمكننا أن نتجاوز الكثير من القلائل التي تحصل في بلدنا.
* بذكركم فلسطين، كيف سيكون اهتمام المنتدى العالمي للوسطية بالقضية الفلسطينية؟
– فلسطين هي قضيتنا المركزية، وفي الجزائر يقال: سوف يبقى استقلال الجزائر ناقصا ما لم تتحرر فلسطين، وشعار الراحل هواري بومدين رحمة الله عليه “نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” فلا يستطيع أي جزائري أن يقوم بإنجاز دون أن يستصحب معه القضية الفلسطينية، لأنه يدرك أنها قضية عادلة، ومن حق كل شعب أن ينال حقه في الحرية والاستقلال، وأن تكون له دولة ووطن يعيش في ظل سيادته، التي يحددها لنفسه، نحن نرافع من أجل القضية الفلسطينية فيما هو مخول لنا في منتدانا، من خلال التعريف بهذه القضية والتعريف بعدالتها والتواصل مع أشقائنا الفلسطينيين من أجل أن نقول لهم الجزائر معكم شعبا وحكومة.
* كيف كان إقبال المجتمع الجزائري داخل الوطن وخارجه على المنتدى العالمي للوسطية؟
– داخل الجزائر نعم، أما خارج الجزائر فليس بعد، إذ لم يصل صوتنا إلى خارج الوطن بالكيفية التي نريدها، لكن هناك بعض أبناء جاليتنا تواصلوا معنا، قد زرناهم وحاولنا معهم عبر وسائط التواصل الاجتماعي، أن نوزع على الأقل رسالة المنتدى والقانون الأساسي للمنتدى، حتى يفهم هؤلاء الإخوة في القارات الخمس، ما هو المنتدى وما هي رسالته وما هو القانون الضابط لحركته في الداخل والخارج؟.
* كيف تم اختيار وانتقاء أعضاء القيادة الوطنية للمنتدى العالمي للوسطية؟
– القيادة الوطنية انبثقت من جلسة التأسيس، التي نظمت في نهاية شهر أوت من السنة الماضية، وقد حضرها 53 شخصية من أبناء الجزائر، رجالا ونساء من 34 ولاية، هؤلاء هم الذين صاغوا القانون الأساسي، وانتخبوا القيادة الوطنية بما فيها رئيس المنتدى، وهم الذين يسعون اليوم من أجل أن يستكملوا الهيكلة الوطنية، فليس رئيس المنتدى هو الذي اختار أو عين القيادة الوطنية، بل انبثقت القيادة عن الهيئة التأسيسية التي أسست المنتدى العالمي للوسطية.
* قمتم بعدة لقاءات جهوية، ما هي أهم النقاط التي اتفقتم عليها في إطار مهام المنتدى العالمي للوسطية؟
– إن توجه الذين يحضرون عادة هذه الملتقيات يجتمع في البحث عن القواسم المشتركة، التي تجمع أغلب الجزائريين، ونحن كنا نقول لهم دائما: إن القواسم المشتركة هي ما حدده الدستور، سقفنا هو سقف الدستور، علينا أن نتوافق ونتفق على الوحدة الوطنية حول الإسلام وحول اللغة العربية والأمازيغية وحول النظام الجمهوري الديمقراطي التعددي وحول النظام الاجتماعي وأيضا حول العلم والنشيد الوطني، هذه هي مشتركاتنا الكبرى التي نعمل على أن نرسخها في أذهان أبناء وبنات منتدانا، ثم بعد ذلك نناقش القضايا التي تمثل هما مشتركا بين جميع من يحضر ملتقياتنا وعلى رأسها الجبهة الاجتماعية والمنظومة التربوية وكل ما له صلة بالخدمات التي يرتقب المواطن أن تقدمها الدولة أو أن تحسن الدولة من أدائها لكي نعيش الرفاهية الأعلى في وطن يستحق كل خير.
* كيف ترون مستقبلا آفاق التعاون بينكم وبين جمعية العلماء المسلمين الجزائريين؟
– أذكر للتاريخ أن أول من اتصلنا بهم بعد التأسيس مباشرة هي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وقد استقبلنا الشيخ الدكتور عبد الرزاق قسوم في مكتبه مع ثلة من صفوة إخوانه، أين طرحنا لهم الفكرة التي كانت وقتئذ غامضة ولم تتوسع بعد، وقد أسدى لنا النصح الكبير الذي استفدنا به في مسار التأسيس، وأبدى الاستعداد التام أن يتعاون معنا، وأن يقدم لنا يد العون فيما بين يديه، وهذا أعطانا دفعا معنويا، مكننا من أن نتواصل مع مكونات المجتمع المدني من اتحادات وجمعيات ونقابات ومع السياسيين، فنحن سعداء أن نكون ضيوف أم الجمعيات، جمعية العلماء المسلمين، وسعداء أيضا أن نحظى برعاية معنوية من هذه الجمعية، التي ما تزال هي الخط الدفاعي على ثوابتنا ومبادئنا داخل هذا الوطن الكبير.
* لمن يريد الانخراط في المنتدى العالمي للوسطية، هل فيه شروط خاصة؟
– يوجد شرطان الشرط الأول: أن لا يكون مجروحا أخلاقيا ولا تاريخيا، والشرط الثاني: أن يقبل الحوار، وأن لا يقصي الآخر، وأن يكون واثقا من أن الحق ليس حكرا على البشر، فالحق هو القرآن الكريم وهو السنة النبوية الشريفة، وما بعدهما كما يقول الإمام مالك: يضرب بعرض الحائط.
* شكرا لك أستاذ، كلمة ختامية لقراء جريدة البصائر؟
– المنتدى لا يريد أن يكون وصيا على أحد ولا يرى نفسه مؤهلا أن يقدم النصح أو التوجيه لأحد، لكنه يرى من خلال تجربته الصغيرة أن ما يجمع الجزائريين أوسع بكثير مما يفرقهم، وإذا كان الجزائريون قادرين على أن يحققوا إجماعا حوالي 80 بالمائة من قضاياهم الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الثوابتية، فلا ينبغي أن يتلهوا في الصراع حول 20 بالمائة الباقية، وشعارنا هو أن نتعاون فيما اتفقنا عليه ونتحاور فيما اختلفنا فيه.