الموضوع: حكم الاستنان بسنن الفطرة، ومنه حكم القزع، وحلق اللحية./محمد مكركب
السؤال
قال السائل: أنا أعمل ضابطا في الحماية المدنية، وألفت منذ سن البلوغ وأنا كلما كبر شعر ذقني وشاربي حلقته، وكنت أسمع العلماء يحدثوننا عن إرخاء اللحية وقص الشارب، وكنت أظن أن الاستنان بسنن الفطرة من المستحبات، وما دفعني إلى السؤال أنني سمعت إماما يجيب عن حكم حلق اللحية والقزع؟ فقال: لا يجوز للمسلم الذي يحب أن يقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم، لا يجوز له القزع، وحلق اللحية. فأردت أن أتأكد من ذلك، وأنا أريد ما فيه الأجر والثواب، وما هو القزع المنهي عنه؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
1 ـ إعفاء اللحية من سنن الفطرة، فما هي خصال الفطرة، ورد في كتاب الطهارة للإمام مسلم عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ ] قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ زَادَ قُتَيْبَةُ، قَالَ وَكِيعٌ: [ انْتِقَاصُ الْمَاءِ: يَعْنِي الِاسْتِنْجَاءَ ] و معنى (الفطرة) هنا. قال أبو سليمان الخطابي ذهب أكثر العلماء إلى أنها السنة. قالوا ومعناه أنها من سنن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم. وجاء في الشرح: وقيل هي الدين.
وهكذا يعلم السائل أن إعفاء اللحية من سنن الأنبياء، وأن حلقها من مخالفة سنن الأنبياء. قال الله تعالى:﴿يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾(سورة النساء:26) والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
2 ـ كيف التعامل مع سنن الفطرة، عن أنس بن مالك، قال: [وقت لنا في قص الشارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة، أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة] وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: [أَمَرَ بِإِحْفَاءِ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءِ اللِّحْيَةِ] وفي شرح محمد فؤاد عبد الباقي قال:
في شرح :[(أحفوا الشوارب) معناها أحفوا ما طال على الشفتين (وأعفوا اللحى) إعفاء اللحى معناه توفيرها]. وليس معنى إحفاء الشارب حلقه، وإنما قص الزائد الخارج على الشفة العليا التي هي محل الشارب المقصود. والله تعالى أعلم ، وهو العليم الحكيم.
3 ـ أما سؤالكم ما هو القزع فقد ورد شرحه في الحديث الذي رواه مسلم في كتاب اللباس. عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( نَهَى عَنِ الْقَزَعِ) قَالَ: قُلْتُ لِنَافِعٍ: ( وَمَا الْقَزَعُ)؟ قَالَ: (يُحْلَقُ بَعْضُ رَأْسِ الصَّبِيِّ وَيُتْرَكُ بَعْضٌ) (مسلم.كتاب اللباس، باب بَابُ كَرَاهَةِ الْقَزَعِ) قلت: وبناء على هذا لا يجوز للشاب المسلم أن يحلق بعض رأسه ويترك بعضه. والله تعالى أعلم ، وهو العليم الحكيم.