حوار مع الباحث في السيرة النبوية الأستاذ “خير الدين هني” “أهمية دراسة السيرة النبوية “/ حوارته: سعدية سوماتي
س1- ما المقصود بدراسة السيرة النبوية؟
* بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، يأتي معنى الدراسة بمفهومها اللغوي البسيط بمعنى القراءة وتحصيل العلوم والمعارف، ولكن حين نتوسع في مدلولها الاصطلاحي نجد الكلمة تتضمن بحث حقول مختلفة من الظواهر النفسية والتاريخية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، وغير ذلك مما أصبح يدخل في سياق البحوث العلمية التي تقوم على التحليل والتحقيق والتجريب والتدقيق والتمحيص والمقارنة والموازنة بين الحوادث والوقائع وعناصرها التي تربطها بسياقاتها المختلفة، لغرض فهم الظاهرة بكشف معلومات ومعارف وبيانات جديدة لم تكن معروفة من قبل.
والسيرة النبوية قصة مقدسة شملت حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من أعظم القصص التي حكاها التاريخ وعرفها البشر، فهي تروي سيرة حياته صلى الله عليه وسلم من مولده إلى وفاته، وهذه السيرة حافلة بالبطولات والأمجاد وروائع المثل والفضائل، وفي الوقت ذاته تحكي لنا جوانب من الصور الأليمة التي عاناها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من المآسي والعذاب والقهر والجور، وسجلت لنا مواقف جليلة وقفها صلى الله عليه وسلم، في حروبه وغزواته وتعامله ومعاهداته…إلخ، ليصل في خاتمة المطاف -بعد شقاء وعذاب- إلى تحقيق نهاية سعيدة برفع راية التوحيد في ربوع جزيرة العرب، بعد صراع مرير خاضه مع قوى غاشمة منعته من حرية العقيدة والحركة والدعوة.
ومن أهداف دراسة السيرة النبوية أنها تعرفنا بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم الفذة، وصفاته وشمائله ومواقفه وبطولاته وهديه وتعاليم دينه السمحة، وما لاقاه من الأذى في سبيل دعوته، فيزداد حبنا له وتعلقنا به وتمسكنا بهديه وتعاليمه، كما تجعلنا نعيش بعقولنا وأرواحنا معه كلما درسنا سيرته لنتأسى بها.
س2- المتعارف عليه أن السيرة تختلف عن التراجم والسير الذاتية للأشخاص، فما الفرق بينهما؟
* الفرق بينهما كبير جدا، فالتراجم عبارة عن بطاقة تعريف بسيطة عن حياة الكاتب أو المفكر أو الشاعر أو العالم أو الفنان، لغرض الوقوف على ظروف نشأته وبيئة تعلمه، كي يساعدنا ذلك على فهم شخصيته وتوجهاته وميوله في الكتابة والتعبير والرسم وما إلى ذلك.
أما سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، فلا يصح أن نسميها ترجمة لأنها متميزة عن التراجم بكونها فكرة شملت قصة مقدسة رسمت خطوطها ووقعت أحداثها إرادة السماء، وهي لذلك جاءت كفكرة مرتبطة بالحياة الدنيا والأخرى. فهي من جهة أولى تناولت حياة النبي البشرية، اكتنفتها ضروب من الأفراح والأتراح والمسرات شأنها في ذلك شأن كل ما يتعرض له البشر، وهي من ناحية أخرى متفردة عن حياة الناس، لأنها شملت الوحي والعقيدة والتشريع والحلال والحرام والعبادة والأخلاق والغزوات والمعاهدات والمواقف والمعاملات، والدولة والسياسة والاقتصاد والاجتماع والعلاقات الدولية والتخطيط والتدبير والاستشراف…إلخ وهذه الفوارق الكبيرة هي ما يدركها المسلمون حق الإدراك، لذلك نراهم ينظرون إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم نظرة إجلال وإكبار وتقديس وتعظيم.
س3- ما هي مناهج كتابة السيرة النبوية؟
* خضعت مناهج الكتابة في السيرة النبوية، لظروف تاريخية وعلمية وسياسية وشعوبية، مما شكل احتياجات جديدة للعصور المتعاقبة، فكان كل عصر يكتب حسب أهدافه واحتياجاته المعرفية والمنهجية، لذلك اختلفت مناهج الكتابة في السيرة النبوية. ومن أشهر هذه المناهج:( مناهج المؤرخين، مناهج المحدثين، مناهج أصحاب الشمائل والدلائل، مناهج المتأخرين، مناهج المعاصرين، مناهج المستشرقين).
4- في اعتقادكم، هل أخذت السيرة النبوية الشريفة حقها في وقتنا الحالي من الدراسة والتمحيص، أم إنها ركزت على جوانب معينة دون أخرى؟
* السيرة النبوية حقل كبير من الفيوض المعرفية، لا يمكن الإحاطة بها لشموليتها وتوسعها الكبير ضمن حقول معرفية كثيرة، شملت العقيدة والتفسير وأسباب النزول والفقه وأصوله والغزوات، وما صاحب ذلك من علوم وأحداث معروفة لا يتسع المقام لذكرها، ولذلك يصعب على أي كان مهما بلغت مواهبه وسعة علمه أن يفي حقها من البحث والدراسة، ولكن مع ذلك فقد اهتم بها الكثير من علماء المسلمين عبر مراحل التاريخ الطويل. والمسلمون المعاصرون بذلوا جهودا كبيرة في دراستها بفيض من التحليلات والتعليقات والتخريجات والاستنتاجات، كل حسب رؤيته منطلقاته ومنهجه الخاص، ومع ذلك مازالت في أشد الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود للتعمق في دراستها لاستخراج كنوزها التي ليست لها نهاية، أما سؤالك عن جهود الدولة عن هذا الجانب، فالدول في العادة تترك المبادرة للعلماء والمثقفين لينهضوا بذلك كفرادى أو جماعات، ولكن في بعض الأحوال نجد بعض المنظمات الإسلامية والمؤسسات الإعلامية هم من يتكفلوا بهذا الأمر من طريق تنظيم مسابقات، مثلما فعلته منظمة التعاون الإسلامي التي كانت تسمى سابقا (منظمة المؤتمر الاسلامي) في مؤتمرها الذي عقدته بكراتشي 1976م، بتنظيم مسابقة في كتابة السيرة النبوية، وفعلته وزارة الشؤون الدينية الجزائرية سنة 1994م، إلا أن الوزارة عندنا أخلت بوعدها فلم تلتزم بطبع البحوث الأولى كما وعدت في دفتر شروط المسابقة.
5– في كتابكم المعنون بـ “في رحاب السيرة النبوية”، تحدثتم عن قناعتكم بضرورة وجوب كتابة السيرة النبوية بطريقة عصرية، ماذا تقصدون بذلك؟
* تحدثت عن ذلك لأن بعض السلفيين يرفضون أن تخضع السيرة النبوية لذاتية الكاتب، فيحلل أحداثها برؤيته الخاصة، والحال أن السيرة- في نظرهم- أحداث مقدسة لا يجوز الخوض فيها بتحليلات شخصية، تدخل فيها ميول الشخص الثقافية وتوجهاته الأيديولوجية ونزواته وفردانيته في الحكم على الأحداث وتقويمها، لذلك نراهم يصرون على كتابتها بمناهج الجمع والترتيب والتحقيق، من غير تحليل ولا تعليل ولا استنتاج، وغالى بعضهم بأن دعا إلى تطبيق منهج المحدثين (الجرح والتعديل) على كتابة السيرة النبوية، وقد التزم بعض الدكاترة والمشايخ بهذا المنهج، لذلك جاءت بحوثهم شبيهة بكتب الحديث، أما أنا فأرى من وجهة نظري المتواضعة، بأن احتياجات العصر ومتغيراته وتحدياته، تدعونا إلى كتابتها بمناهج عصرية تحليلية تعليلية استنتاجية تنزيلية إسقاطية على ظروف عصرنا، شريطة الالتزام بقواعد الشرع وضوابطه، جاعلين بين أعيننا أننا نتعامل مع نبي مرسل وليس مع مصلح اجتماعي أو سياسي، لذلك لا يجوز لنا أن نحللها بمناهج النقد التاريخي التي تعتمد على الشك الديكارتي في نقد النصوص التاريخية والمقدسة…على نحو ما يفعله المستشرقون وبعض المارقين حينما يكتبون عن النبوة الخاتمة أو عن تاريخنا وتراثنا. فهذا المنهج نرفضه رفضا كليا، لأنه يجرد النبي صلى الله عليه وسلم من النبوة والوحي والرسالة.
6– بعض علماء الدين الباحثين يرون أن دراسة السيرة النبوية ينبغي أن تقتصر على العلماء المسلمين، دون غيرهم من المستشرقين، ما رأيكم في هذا الطرح؟
* لعل الذي دفع هؤلاء العلماء إلى القول بذلك هو غيرتهم الشديدة على النبي صلى الله عليه وسلم والإسلام عموما، لأنهم لمسوا بأنفسهم مدى الخطيئة الكبرى المتعمدة التي وقع فيها المستشرقون، بافتراءاتهم وأكاذيبهم وتزويرهم للحقائق التاريخية للسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي وثقافته وتراثه ومروياته، فهم يخضعون السيرة إلى المنهج النقدي النفعي، والحمد لله أن القلة القليلة من العلماء والمثقفين المسلمين ممن يملكون الحصانة الدينية هم من اطلع على هذه الأكاذيب، ولو أتيح لعامة المسلمين أن يطلعوا على ما اقترفته أيديهم من إثم في حق النبي صلى الله عليه وسلم، لشكل ذلك خطرا كبيرا على عقائدهم، ولاسيما في أيامنا هذه حيث أصبح شباب اليوم مهزوزة عقائدهم وتوجهاتهم الثقافية، فصاروا يقدسون كل ما له صلة بأعمال الرجل الغربي وأقواله. ولكن – مع ذلك- فنحن لا نستطيع منع المستشرقين ولا غيرهم من الكتابة في السيرة، لأن العلوم سواء أكانت عقلية أم إنسانية، هي إرث إنساني مفتوح على مصراعيه، إلا أنه يمكننا أخذ الحيطة والحذر مما يكتبون، وأن نتصدى لهم لرصد أكاذيبهم وأباطيلهم وتفنيدها، مثلما فعلته في كتابي (في رحاب السيرة النبوية، والرد على شبهات المستشرقين). وفعله غيري من مثقفي الأمة وعلمائها.
7– من خلال دراسة السيرة يستقي المربون طرق التربية ووسائلها، كما يستقي القادة وولاة الأمور نظام القيادة ومناهجها الصحيحة، في رأيكم هل هذه الفكرة مجسدة في عالمنا الإسلامي وفي واقعنا المعيش؟
* هذا سؤال جيد وجدير بالطرح، لأنه يشكل الغاية الكبرى من دراستنا للسيرة النبوية، لذلك نقول: إذا قيمنا أنفسنا من الناحية الأخلاقية مقارنة بما يجري في العالم من تحلل وتفسخ، فنحن- والحمد لله- ملتزمون إلى حد كبير بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، رغم بعض الظواهر السلبية التي أخذت تغزو مجتمعاتنا،( المسلمون ليسوا ملائكة) فالكثير من أخلاق المسلمين السلوكية في العقدين الأخيرين أصبحت تبشر بخير كثير، تدل على صحوة كبرى غيرت الوعي الفردي والجمعي، فأهل التربية متشبثون بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهم يجتهدون في غرسه في نفوس الناشئة عبر مؤسسات التربية والتوجيه، والإقبال الكبير على الصلاة من الشباب ذكورا وإناثا، وتعميم ارتداء الحجاب وإبراز مظاهر الحشمة والتستر لدى المرأة المسلمة في مقار أعمالهن والحرص على ذلك رغم المضايقات العنيفة التي يتعرضن لها، ولاسيما في المجتمعات الغربية، والتنافس على التعاون والتراحم والتآزر والتكافل، بإخراج الزكاة والصدقات وإغاثة الملهوفين ومساعدة المرضى على إجراء العمليات الجراحية بالمستشفيات في الخارج وغيرها من أعمال البر والإحسان التي أصبحت سمة تطبع المجتمعات الاسلامية،.
فكل هذه المظاهر الحسنة والجميلة تعبر عن عقيدة صادقة ومستوى أخلاقي رفيع للأمة، وهي جوهر الأخلاق الإسلامية، وهذه الأخلاق منعدمة في المجتمعات المادية في الغرب والشرق، لأنها تحللت من الدين والأخلاق والفضائل، وأصبحت مجتمعات شاذة مثلية خرجت عن الطبيعة البشرية، وأخلاق المسلمين هذه هي التي جعلت الكثير من غير المسلمين يدخلون في الإسلام.
ورغم تعقد الحياة وتشابك مصالحها وانقطاع الصلة بين حلقات الربط عموديا بين المجتمع ونخبه، وما ترتب على ذلك من شيوع مشكلات العنف والقتل والدمار والخراب التي أحدثتها القوى المتصارعة على الحكم بين الأطراف المتنازعة، ورغم ارتفاع نسب البطالة وتفشي الفساد وانعدام الحكم الراشد، والقنوط من ذلك إلا أن أخلاق الأمة مازالت بخير والحمد لله، بفضل التماسك الديني، ولكن في المقابل نرى أن التجسيد الإجرائي ضمن منظومات شرعية للتطبيق الجنائي في الحياة العملية من قبل من يملكون الأمر قابلته عوائق الحداثة السياسية. وبهذه الحداثة المنفصلة خلقنا لأنفسنا مأساة التيه الهوياتي والأيديولوجية السياسية، فأصبحنا أمة فاقدة لزمام أمرها، ومرد ذلك أننا ابتعدنا عن مصادر قوتنا، فلم يعد الرسميون يحفلون بالتشريع الإسلامي الذي هو عماد قوتنا وحياتنا، {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} فالإسلام يدعو إلى الفضائل والمكارم والتفكير والتدبر والتأمل والعمل الصالح والعمارة في الأرض، والتخلي عن دواعي الجاهلية التي أساسها كل مظاهر الفساد والاستبداد والخراب. ولهذا أصبحت الأمة تعيش أزمة البحث عن الذات، لأن نخب الحكم لم يلتزموا بأخلاق الإسلام ولا بأخلاق الحداثة السياسية.
8– لعل من أهم فوائد و ثمار السيرة النبوية، الاقتداء بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، هل ترى أن المجتمعات الإسلامية نجحت في تجسيد هذا المبدأ؟
* قال تعالى:{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}. هذا هو المطلوب الذي ينبغي أن يتأسى به المسلمون ويجسدونه في حياتهم، والمسلمون اليوم يجتهدون كأفراد وجماعات في التأسي بحياة النبي صلى الله عليه وسلم، كل حسب درايته ومقدرته، ولكن مشكلة العولمة وانتشار الفضائيات والتوسع في استعمال الشبكة العنكبوتية والتواصل الاجتماعي، خلق عوائق ومشكلات متأزمة للكثير من الشباب المسلم، الذي أصبح يواجه بضراوة موجات الالحاد والتنصير والزندقة والشعوبية التي أخذت تنتشر عبر هذه الفضائيات. ومن هنا أصبح الخطر قادما بشكل رهيب، وزاد من تفاقم الأمر وتعقده أن بعض الأنظمة الانقلابية والمضادة لحركة التطور، هي التي أصبحت تشجع الفضائيات على نشر حركة الزندقة والإلحاد والشعوبية، من أجل إضعاف العاطفة الاسلامية في نفوس الشباب، فينصرفون إلى اللعب واللهو والمجون، وهذه هي بغيتهم وغايتهم لأنها تصرف الشباب الذي قد تقوده حماسة التدين إلى منافستهم على الحكم. وعلى هذه القاعدة يبقى الصراع قائما على أشده بين قوى الخير وقوى الشر، ولكن الله غالب على أمره.
9- في الأخير، كيف يمكن لنا كأمة ومجتمع أن نبني صرح حضارة إسلامية قوية، من خلال تطبيق قيم ومبادئ السيرة النبوية في حياتنا اليومية؟
* قال تعالى:{ إِنَّ الله لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ}: وقال الشاعر الشابي -رحمه الله-:
ومن يتهيب صعود الجبال * يعش أبد الدهر بين الحفر
الإنسان المسلم بعبقريته ومواهبه وإرادته وتصميمه هو الذي يصنع حركة التاريخ، ويطورها نحو الأفضل، وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة، وعبر عنه الشابي بحسرة وحرقة شديدتين، لذلك إن استطاعت الأمة أن تطور أساليب تفكيرها وطرق عملها برؤية متوازنة بين المعقول والمنقول، ووجهت وعيها نحو المشكلات والمعضلات المطروحة، ستدرك لا محالة مواطن الخلل التي أضرت بمشاريعها المستقبلية، وستستخلص من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم قواعد عمله التي استعملها لمحاربة الطغيان والاستبداد والضلال، وستمزج هذه المبادئ الرفيعة بوسائل عصرها، وحينها فقد يمكن أن تتخلص من كوابيسها التي فرضت عليها وأرقتها ونكدت حياتها وجعلتها حسرة عليها، وستنهض من جديد لتنفض غبار النسيان والإهمال عنها. وحينها تستطيع تجسيد مبادئ سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في حياتها بحركة وأريحية.
10- كلمة ختامية للجريدة وقرائها الكرام:
* أشكركم كثيرا على هذه الفرصة التي أتحتموها لي، وأشكر القائمين على هذه الجريدة التي أصبحت منبرا للكلمة الحرة، وأشكر قراء الجريدة الكرام، وأسأل الحق سبحانه أن يمنحكم وافر الصحة ودوام العافية، وأن يبارك مسعاكم ويرفع مقامكم ويبلغكم درجات الرفعة والسؤدد، وبالله التوفيق والسلام على الجميع.