التربية الردعية/ آمنة خنفري
{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ}[المائدة آية:90].
قاعدة التحريم:(المحظورات والمحرمات)
لقد حرم الله الخمر وكل مسكر ولو كان غير الخمر كالويسكي أو الشمبانيا أو الفودكا أو البيرة أو العرق فما بالك بالمخدرات التي هي أشد وأخطر على الفرد والمجتمع على حد سواء من الخمر، وتعتبر من الخبائث المحرمة شرعا لذا لا تتسامح مع تعاطي المخدرات التي لا تجلب سوى النكد والهموم والمشاكل.
فالملاحظ أن المخدرات انتشرت بصورة مذهلة في هذا الزمان لذا فعلى الآباء والأمهات أن يكونوا على دراية تامة بأنواع هذه السموم التي تؤدي إلى الموت البطيء و دمار الإنسان، تعرف على تأثيرها وكيف يعمل مفعولها الكيمائي، وكيف يتغير سلوك المراهق عندما يتعاطى المخدرات. اتصل بالجهات المسؤولة عن تطبيق القانون وتعرف على الطريقة التي يتم بها توزيع هذه السموم، تحدث مع مراكز طوارئ المخدرات عن أساليب الوقاية. لذا ارتأينا أن نعرفكم على مجموعة من هذه المخدرات لتكون أيها المربي على بينة.
* حبوب الهلوسة (MDMA): إن هذا المخدر شائع ومتاح على نطاق واسع (على شكل حبوب) ويعرف باسم “حبوب السعادة”، حيث إنها تجعل من الناس أكثر استثارة وسعادة، ولكن هذا المخدر قد يسبب ضررا مزمنا للعقل عن طريق قتل خلايا تفرز مادة الناقل العصبي.
* السيروتونين: تتضمن الإعراض زيادة معدل ضربات القلب، واحتمال الإصابة بذبحة أو نوبة قلبية، أو نوبة مرضية، أو جفاف.
* أكسيد النيتروز ( الأزوتور): وتعد هذه المادة هي المفضلة لدى أطفال المدرسة المتوسطة، لأنها متاحة إلى حد بعيد و “قانونية” وأكسيد النيتروز عبارة عن غاز يستخدم في صناعة بعض الرشاشات الرذية، مثل علب الكريم المخفوق وغيره من المأكولات، والمروجون لهذه المادة يبيعونها أيضا في بالون، والآثار التي تصيب متعاطي هذه المادة مشابهة جدا لآثار التسمم الكحولي. ويمكن للنوبات المرضية والتلف الدماغي المزمن أن يتسبب فيهما استنفاد الأكسيجين الواصل للمخ.
Dextromethophram DXM: وهذه المادة من المواد الأخرى المفضلة لدى الأطفال الأصغر سنا حيث إنها متاحة بسهولة وقانونية، وهذا السائل شراب يتناول بالفم ويوجد في العديد من الأدوية المهدئة للسعال، مثل روبيتوسن، إذا تم تعاطي هذا السائل بجرعات مفرطة من الممكن أن يعمل كعقار مسبب للهذيان يؤدي إلى غيبوبة أو إلى الاختناق.
ميثامفيتامبن بلوري Crank)): من الممكن تعاطي هذا المثير عن طرق الاستنشاق أو بالفم، أو الحقن في الوريد، وهذا المثير يشعر المتعاطي له بالسعادة والطاقة الزائدة، ومن الممكن أن يؤدي إلى سلوك نفسي مختل.
الهيروين: إن هذا المخدر يسبب الإدمان، وهو عبارة عن عقار مخفف للتوتر ومن شأنه أن يتسبب في تقليص معدل التنفس على حد خطير، ويتم تعاطي هذه المادة من خلال الحقن أو الاستنشاق أو التدخين.
بعد أن اطلعت على أنواع المخدرات وعلى آثارها السلبية التزم بهذه النصائح.
تطبيق القاعدة
* تكلم مع أطفالك حول خطورة المخدرات:
بحكم انتمائنا إلى الإسلام فعلينا أن نغرس في أطفالنا بذور الإيمان وأن نقوي الوازع الديني في صدورهم لكي تؤتي التربية أكلها في ظل الضبط النفسي، لذا فعلينا أن نربي أبناءنا للابتعاد عن كل ما حرمه صريح الشرع، فالله حرم الخبائث كالمسكرات ومن بينها المخدرات فهي تذهب بالعقل وتفسد الأخلاق وتضيع المال وتشتت الأسر.
عليكم أيها الآباء أيتها الأمهات أن توضحوا لأبنائكم خطورة المخدرات التي تؤدي إلى:
– “ضياع الإنسان”: فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من أجل عبادته، لذا كرمه بالعقل تكريما وتفضيلا عن سائر خلقه لكي يتسنى له الاستخلاف في الأرض، فصحة العقل شرط أساسي في العبادة والعمل وتحمل أية مسؤولية.
-“ضياع المجتمع”: إذا تفشت ظاهرة المخدرات في أي مجتمع فارتقب الخراب والفساد حيث يتفشى الانحراف الأخلاقي وتكثر الجريمة وينعدم الأمن والأمان وتتفشى الأمراض المستعصية العلاج.
* تكلم مع أطفالك حول تعاطي المخدرات و إدمانها:
عليكم أيها الآباء أيتها الأمهات أن تتحدثوا مع أبنائكم عن خطورة تعاطي المخدرات وخطورة الإدمان وذلك عن طريق التحسيس.
* التعرف على أنواع المخدرات: لكي لا ينزلق الطفل في تعاطي هذه المواد السامة ولا يغرر به.
* عرض فيلم هادف: بعد عرض الفيلم عليك أيها المربي أن تناقش عواقب تعاطي المخدرات والإدمان عليها من خلال الفيلم.
* عرض روبرتاج علمي: لإقناع العقل بالحجة والدليل العلمي على خطورة تعاطي المخدرات والإدمان عليها.
* زيارة مستشفى المدمنين: للاتعاظ والاعتبار.
* الاستماع إلى شهادة مدمن مخدرات: كشهادة حية للاتعاظ والاعتبار.
* حضور محاضرات تتحدث عن خطورة تعاطي المخدرات والإدمان عليها.
* للاعتبار والوقوف على الخاتمة المأساوية للمدمنين: شجع ابنك على قراءة المقالات التي تتحدث عن أشخاص مسؤولين ومدرسين ونجوم كرة وأطباء من هؤلاء الذين استسلموا للضغوط ووقعوا فريسة للمخدرات ففقدوا أسرهم وأعمالهم.
* للاتعاظ ابحث عن قصص الأبناء الذين انتهى بهم الحال إلى المصحات العقلية: منهم من اعتقد أنه يستطيع أن يقفز من الطابق العلوي ليسبح في الفضاء وذلك من تأثير تعاطي المخدرات.
* اشرح لطفلك الآثار العقلية والجسمانية البشعة، التي تظهر عند الإقلاع عن تعاطي المخدرات وكيف أن حياتهم تدمر بسبب تأثير توابع هذا الإدمان على الروح والجسم .
* ناقش وسائل الإعلام وتأثيرها على المشاهد؛ التي تزين تعاطي هذه السموم بطريقة فنية ومغرية مع الإشارة إلى الهدف من وراء هذا الإشهار المتمثل في الربح التجاري ولو على حساب الأخلاق والقيم.
* كن قدوة حسنة: إياك وتعاطي الكحول وحذار من التدخين، فطفلك يراقبك في كل صغيرة وكبيرة، إياك أن تقول ما لا تفعل.
* الرفقة الحسنة: –الإنسان مدني بطبعه، واجتماعي بفطرته، والناس لابد لهم من أصدقاء، لذا فحذار من أصدقاء السوء، فهؤلاء يعلمون طفلك تعاطي المخدرات والأفعال المخلة بالأخلاق، أفضل وسيلة وأكثرها وضوحا تحمي بها ابنك من العلاقات السلبية هي أن تختار بعناية الحي والجوار الذي تسكن فيه، وبمجرد أن تسكنه افرض وجودك ودافع عن حقوقك كوالد. اهتم بانتقاء المدرسة التي ستلحق ابنك بها، تخير أصدقاءك بحكمة لأن أطفالهم سوف يجتمعون بأطفالك، إذا اختار ابنك صديقا مشكوكا في سلوكياته، قم بصنع مهارات التواصل الخاصة بك كي تعبر له عن قلقك (وليس انزعاجك) من مشاكل محتملة مع هذا الصديق.كن واضحا معه وأخبره أنك لا تتدخل في خصوصياته، أو أنك تحاول أن تسيطر عليه، عبر بهدوء عن اعتراضك على صديق ابنك الجديد، تذكر أنه أيا كان الشيء الذي تعترض عليه فقد يكون هو نفسه الشيء الذي جذبه إلى هذا الصديق من البداية.كن محددا فيما تقول، وحدثه عما قد يحدث من مثل هذه العلاقة واضرب مثلا حيا لتجربة شخص. إذا أعربت عن مخاوفك ثم تراجعت لبعض الوقت لتراقب ما يحدث، قد ترى هذه العلاقة وهي تتهاوى من تلقاء نفسها لأنك اكتسبت احترام ابنك المراهق بعدم محاصرتك لهذه الصداقة وتشهيرك بها، وفي آخر المطاف إذا لم يجد أي شيء من الأمثلة السابقة في التأثير على ابنك كي يبتعد عن هذا الصديق الجانح، فلا مفر من أن تضع حدا فاصلا، فتقول: “غير مسموح بمصادقة هذا الصبي سيئ السلوك وغير مصرح له بالتواجد في منزلك”.
(اجعل من المحظورات والمحرمات جزءا من منظومة القيم العائلية)