استعدادا للدخول المدرسي.. دراسة استقصائية صحية مفزعة لعلاقات جنسية بين قصر في الغرب/محمد مصطفى حابس
من الموضوعات الّتي تشغَل النّاس هذه الأيّام، الدّخول الاجتماعي بما فيه الدخول المدرسيّ، وانطلاقُ موسم جديد من مواسم الدّراسة والتّعليم كعادتها؛ فرأيت أن أقف مع هذا الحدَثِ وقفةً، لتوجيه الآباء والأبناء إلى حقيقة التّعليم، ولتصحيح بعض المفاهيم..لأنّ أكثرَ النّاس لا يفكّرون في هذا الحدَث الهام والمصيري للأجيال إلاّ من النّاحية المادية فقط، فأردنا أن نلفت انتباههم إلى أمور هي أهمّ من ذلك.
إذ يلتحق الطلاب بجامعاتهم في عام جديد من الدرس والتحصيل والاستزادة من العلم الذي ينفعهم في دينهم ودنياهم بعد عطلة الصيف الطويلة جدا مقارنة بعطل الدول الغربية التي لا تتعدى عطلها بضعة أسابيع، على أقصى تقدير!!
طبعا، مع كل دخول مدرسي يستعد الأولياء وخطباء المساجد في تحريض التلاميذ على طلب العلم والاستزادة منه، وفق ما حث إسلامنا الحنيف على طلب العلم في مصادره الرئيسية، القرآن والسنة والسير، ويكفي العلم شرفاً أن تكون أول سورة من القرآن الكريم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} [العلق:1- 5]. وهناك العديد من آيات القرآن الكريم التي تمجد العلم وترفع من قيمة العالم والمتعلم على حد سواء، في مثله قوله تعالى:{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}[المجادلة:11]. وقوله تعالى:{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}[فاطر:28]. وقوله سبحانه:{هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}[الزمر:9]. وقوله أيضا:{وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً}سورة طه الآية: 114.
وحديث النبيّ صلى الله عليه و سلم الذي يقول فيه:((من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنّة)) وعن أبي عبد البر عن معاذ رضي الله عنه:(تعلموا العلم؛ فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة، وبذله لأهله قربة وهو الأنيس في الوحشة، والصاحب في القربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، وبه يعرف الحلال من الحرام، وهو إمام العمل والعمل تابعه). وكما قال شيخ العارفين الشافعي رضي الله عنه:
تعلم فليس المرء يولد عالمًا * وليس أخو علم كمن هو جاهل
وأنشد أيضا قائلا:
العلم يرفع بيتًا لا عماد له * والجهل يهدم بيت العز والشرف
وبعيدا عن السجال العقيم الدائر لدى بعض الدعاة والجماعات في بعض بلداننا الإسلامية، الذين ينظرون بعين الريبة للتعليم والتفريق بين علم الدين وعلم الدنيا، جازمين بأن علم الدين أو الشرع أولى من علم الدنيا، وهذا الرأي ليس صحيحا أو مقبولا على عموميته، خاصة في مثل وضع الأمة الإسلامية المتردي اليوم على كافة الأصعدة، فحق لمشايخنا توجيهنا إلى أن علم الدنيا بات فرض عين على مثقفينا خصوصا وعلى الأجيال المتوالية عموما، لأن علم الدنيا هو العلم النافع للنفس وللمجتمع كالطب والهندسة والرياضيات وغيرها، ونحن في أمس الحاجة إليه. وقد يكون فيه الأجر الوفير أكثر من العلم الديني أحيانا، كما يقول أهل العلم.
والتربية علم يحتاج إلى تضافر كل الجهود المخلصة لإنجاحها وتقدمها واستمرارها، فلا تقع المسئولية على عاتق المدرسة وحدها، لأن المدرسة تعلم ولا تربّي، ولا تقع المسؤولية أيضا على جمعيات المساجد وحدها في الغرب على سبيل المثال، لأن هذه الأخيرة تجتهد وحدها مشكورة في ظل ظروف صعبة و تربة وعرة المسالك. لأن مسئولية تربية الأجيال وتوعيتهم تقع على الجميع وليس على فئة بعينها، ومشكلة الاختلاط التي سهلتها وسائل التواصل الحديثة أفسدت الحرث والنسل على الأولياء عموما وجاليتنا خصوصا، وهذا ما اهتدت إليه دراسات علمية عديدة في الغرب وعملت به الكنائس وبعض المعابد اليهودية في الغرب التي تدعو للتفريق بين الجنسين والعودة لمدارس خاصة بالذكور وأخرى خاصة بالإناث
من هذه الدراسات ما نشرته هذا الأسبوع دراسة استقصائية صحية للعلاقات الجنسية بين البنات والأولاد العزاب، قام بها خبراء من سويسرا، وهي دراسة مفزعة خاصة أنها أجريت في صفوف الشباب من الجنسين، أثبتت أن المتوسط العمريّ لأوّل ممارسة جنسيّة لهم هو 16 عاماً!!
وأظهرت الدّراسة أنّ واحدا من بين كل عشرة من هؤلاء يحمل أحد الأمراض الجنسيّة المنقولة.
وتحدث القائمون على الاستطلاع الذي أجرته المستشفيات الجامعية لكل من مدينتي لوزان وزيورخ على أن 7142 شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين 24 و26 عاماً. وكان من بين أهداف الدّراسة، البحث في تأثير وسائل التكنولوجيا الحديثة (على سبيل المثال تطبيقات المواعيد الغرامية وما شابهها)، على الشّباب السّويسريّ الذي عاصرها ويستعملها بسهولة تامة في كل وقت.
أبرزت الدراسة أنفة الذكر، أن جميع المستجوبين تقريباً (93 ٪) قالوا إنهم استخدموا وسائل الوقاية ومنع الحمل عند ممارسة الجنس، في معظم تلك الحالات الواقي الذكري، وأشاروا إلى أنّهم لا زالوا يستخدمون – حتى الآن – الواقي الذكري أو حبوب منع الحمل.
و الغريب في الأمر أن أصحاب الدراسة “استبشروا خيرا” بأقل الضرر، من باب “في الشر ما يختار”، وقالوا “إنه لأمرٌ جيّد أن نرى نسبة عالية من الشّباب يستخدمون حماية أو وقاية من نوع ما، ولكن بطبيعة الحال فإن المطلوب هو الوصول إلى وقاية بنسبة 100٪ في هذا المجال”، حسب ما ورد على لسان المختصة بريغيت لينيرس من المستشفى الجامعي في زيورخ في نص البيان الصحفي الصادر يوم الخميس 6 سبتمبر الجاري، وهو الأمر الذي أفزع الجالية المسلمة، مخافة الأمراض الجنسيّة المعدية، لأن شريحة الاستبيان بها شباب مسلمون، حسب بعض التسريبات!!
إذ حاولت الدراسة تخفيف الصدمة على العائلات بقولها أنه “على الرغم من الاستخدام الواسع النّطاق للواقي الذكري، فإن واحداً من بين كلّ عشرة من المستجوبين ذكر بأنه مُصاب بمرض من الأمراض الجنسيّة المُعدية، علماً بأنّ المرض الأكثر شيوعاً هنا هو “الكلاميديا” المسماة بالعربية “المتدثرة” وهي جرثومة تسبب مرضا في الجهاز التناسلي، ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية. كما تقول الدراسة أن عدوى مرض الإيدز (مرض نقص المناعة المكتسبة) انتقلت إلى نصفهم، تقريباً بنسبة 45٪، وحذرت الدراسة من الذين يرتادون بيوت الدعارة، أن واحدا من كل خمسة ممّن يعملون في مجال الدّعارة في سويسرا لديه مرض جنسي” و العياذ بالله!!
وأثناء الاستبيان الذي تمّ عبر الانترنت، وضحت الدراسة أن ” ثلاثة أرباع المشاركين العزاب ما يزالون في علاقة عاطفية متوازنة بنسبة تناهز (95%)، حيث كانت هذه العلاقة قد بدأت وسطيّاً في سن الثانية والعشرين، وحوالي 95٪ منهم كان لديهم شريك واحد على الأقل، ومعظمهم كان لديه ما بين اثنين إلى سبعة شركاء”.
من خلال هذا الإستبيان المفزع، تبيّن للباحثين أيضا أنّ الإنترنت تلعب دوراً رئيسياً في الحياة الجنسيّة لدى الشّباب السّويسريّ خارج إطار الزواج الشرعي، بأرقام مخجلة ومخيفة، إذ من بين المشاركين فيه قام 62٪ من الرجال و44٪ من النساء باستخدام أحد تطبيقات المواعيد الغراميّة، وقد عثر تقريباً نصف المشاركين (48% من الرّجال و43% من النّساء)، على شريك مؤقت عبر الإنترنت، كما مارس 35٪ من الرجال و22٪ من النّساء الجنس مع شخص التقى أو التقت به عبر الإنترنت!!
من جهة أخرى، اعترف ثلاثة أرباع المشاركين في الإستبيان بإرسال نصوص وصور ومقاطع فيديو ذات محتوى جنسي إلى شخص آخر، واعترف 22٪ منهم (من الذكور في المقام الأول) بتمرير هذه الرسائل حتّى إلى أطراف أخرى!!
الدراسة السويسرية توصّلت أيضا إلى أن النّساء كنّ أكثر عرضة للاتّصال الجنسي غير المرغوب فيه، أي بنسبة 53٪ مقارنة بـ 23٪ بالنسبة للرّجال، علماً بأنّ السبب الذي أدلين به هو رغبتهن في الحفاظ على علاقة جيّدة مع الشريك. بالإضافة إلى ذلك، أبلغ 16٪ من النساء عن تعرّضهن للعنف والاعتداء الجنسي أو حتى للإغتصاب، مقارنة بـ 2.8٪ من الرجال!!
هذه العلاقات ذات العلاقات الوخيمة على الأسرة والمجتمع أمر معلوم بين العزاب والعازبات في ديار الغرب، أما ما يسمى بالعلاقات الجنسية العابرة بين متزوجين فحدث عن البحر ولا حرج، وقد استفحل هذا الأمر حتى في صفوف أجيال جاليتنا المسلمة وعكر صفو الأسرة ومزق شملها، بل وكانت سببا في تيتيم أطفال أبرياء و تلويث أسر برمتها أمام المحاكم و مصالح الشرطة.
وكثيرا ما حذر الأئمة والدعاة ناصحين هؤلاء القوم من الانجراف وراء شهوات ونزوات عواقبها وخيمة على الأسرة والمجتمع، لأن العلاقات خارج الزواج لها اسم واحد، هو الخيانة لهذه الرابطة المقدسة، والتي تحرص كل الأعراف الإنسانية والدينية على نقائها، ولا يمكن أن تكون مداواتها بما كانت هي الداء، وإلا أصبحت الحياة بلا معنى أو هدف إنساني، فما بني على باطل باطل. لأنه من الناحية الشرعية، العلاقة الجنسية لا تقام إلا بعد الزواج الشرعي العلني، وإن حدثت خارج ذلك الإطار الشرعي المقدس فهي حرام في حرام وتعتبر من الزنا ومن الكبائر، ، {وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}، حفظنا الله وإياكم وباقي المؤمنين من هذه المصائب.