“جمعية العلماء ودورها في الحفاظ على هويتنا الإسلامية العربية وجهاد أساتذة معهد ابن باديس وطلبته في ثورة نوفمبر 54./ سعدي بزيان
في “المركز الثقافي الجزائري بباريس”
كان “المركز الثقافي الجزائري بباريس” ورواده من أبناء الجزائر في المهجر على موعد مع أمسية ثقافية حول جمعية العلماء ودورها في الحركة الوطنية وثورة نوفمبر 1954 بحضور جمهور غفير من الرجال والنساء، ولعل هذه أول مرة يتم فيها الاحتفال بذكرى 16 أفريل، ذكرى وفاة رائد النهضة الجزائرية ابن باديس “ويوم العلم” في المركز الثقافي الجزائري بباريس، وقد لبى طلبنا مدير المركز مشكورا بل وحضر شخصيا الأمسية ولعب صديقنا سليمان التونسي الأستاذ الباحث في التراث الإباضي والإطار في المكتبة الوطنية الفرنسية في التحضير لهذه الأمسية، حيث أعد الدعوات وأقام بالاتصالات ونشط الأمسية وقام بترجمة مداخلة وشهادة سعدي بزيان من العربية إلى الفرنسية، لتعم الفائدة ولا يحرم من لا معرفة له باللغة العربية الفصحى من الفائدة .
جلسة خاصة لإعداد الاستعداد لهذه الأمسية
عقدنا جلسة في المكتبة الإباضية بالدائرة الخامسة من باريس تحت رئاسة الأستاذ سليمان التونسي وحضور كل من الدكتور نجيب عاشور صاحب الأطروحة حول “جمعية العلماء في الشرق الجزائري” وأستاذ مادة التاريخ في إحدى الثانويات الفرنسية بضواحي باريس والدكتورة CHQRLOTC COURREG التي ناقشت أطروحة دكتوراه وهي بعنوان:
L’Association des oulamas musulmans contruction de l’Etat Algerien Independant Fondation Heritages, Appropriation et antagonismes 1931-1991
والصحافي والباحث في قضايا الهجرة والإسلام في المغرب: سعدي بزيان –وكان من المنتظر حضور د-عمر كاريي –وهو المشرف على أطروحة د-نجيب عاشور وعضو لجنة المناقشة في أطروحة الدكتور شارلوت، وفي الأخير اعتذر بسبب مرضه الذي ألزمه الفراش وقد أبدى أسفه الشديد لعدم حضوره، كما تعذر حضور الأمسية بالنسبة للدكتور نجيب عاشور الذي كان معنا في تحضير هذه الأمسية وهو موجود معنا في الصورة.
في حين حضر معنا جلسة الإعداد لهذه الأمسية وأخذنا صورا تذكارية بهذه المناسبة معا، وقدم لنا بعض الآراء حول هذه الأمسية وهو مسرور جدا بهذه المبادرة.
الأمسية الثقافية حول جمعية العلماء ومجرياتها في المركز الثقافي الجزائري بباريس
بكل صراحة كنت أخشى ألا يحضر الأمسية إلا نفر قليل من الناس ذلك أن الموضوع غير معروف لدى الجيلين الثاني والثالث من أبنائها في المهجر ذلك أن أدبيات جمعية العلماء لم تترجم إلى اللغة الفرنسية باستثناء أطروحة المرحوم الدكتور علي مراد التي بقيت المرجع الوحيد في اللغة الفرنسية، وقد سبق لي أن قدمت أوراقا عن سيرته ومسيرته واهتمامه بالفكر الباديسي والحركة الإصلاحية لجمعية العلماء في الجزائر.
الجمهور يتفاعل بقوة معنا في الأمسية بطرح أسئلة هامة
فوجئ الجمهور بحضور شخصي درس في معهد ابن باديس وقام بالتدريس في نفس المعهد وقدم شهادة عن دور جمعية العلماء في الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية ودورها في الحركة الوطنية وثورة نوفمبر 1954 كشاهد حتى على ذلك ومفندا بذلك أقوال المغرضين والمعادين لجمعية العلماء وسعدي بزيان كان طالبا في معهد ابن باديس يوم اندلاع ثورة نوفمبر 1954، وكان شاهدا على التحاق العشرات من طلبة معهد ابن باديس بالثورة، واستشهد منهم العديد، فهناك أكثر من 10 شهداء من طلبة معهد ابن باديس من الأوراس استشهدوا، فالبعض منهم جاءوا من الشرق العربي ليلتحقوا بالثورة وفي مقدمتهم الشهيد محمد عروري الذي أرسله أحمد بن بلة شخصيا والذي كانت تربطه علاقات حميمة معه، والشهيد محمد بخوش ابن قريتي وزميلي في الدراسة في معهد ابن باديس التحق في بعثة بجامعة القاهرة ولما اندلعت الثورة ترك مقاعد الدراسة والتحق بالثورة وكنت شاهدا على اغتيال الشهيد رضا حوحو، ومجموعة من رجال قسنطينة، ومن أأعيانها و***في *** ما أشاعه وكتبه محمد حربي المؤرخ المعروف والذي اتهم جمعية العلماء بالفكر البورجوازي البعيد عن الثورة، ومحمد قناش الذي نفى الوطنية جمعية العلماء وأكثرهم تجنيا على جمعية العلماء هو الرئيس الراحل أحمد بن بلة الذي اتهم جمعية العلماء بالعداء للثورة وقال إن صحافتها كانت دوما تطاردنا بالسب والشتم وأنا شخصيا قرأت كامل مجموعة جريدة البصائر فلم أجد فيها إلا الإشادة بالثورة والثوار بل إن أساتذة معهد ابن باديس قدموا 4 من شهداء:”رضا حوحو، ومحمد العدوي مات تحت التعذيب، ومحمد الزاهي، استشهد والسلاح في يده، والشهيد العربي التبسي مات تحت التعذيب” ولم يعرف قبره حتى الآن، وهو الذي قال عنه ابن بلة ومعه الشيخ البشير وتوفيق المدني بأنهم خونة، وخانوا الثورة وتحالفوا مع نوري السعيد الرجعي ضد نظام عبد الناصر المؤيد للثورة الجزائرية، وأقوال كثيرة وردت في كتاب الصحافي السوري محمد خليفة بعنوان “حديث معرفي شامل مع بن بلة، وسوف نعود لهذا الموضوع بالتفصيل، وقدمت في شهادتي بتفنيد هذه الأقاويل كلها فلو كانت جمعية العلماء كما قيل لما قامت جبهة التحرير بتعيين الشيوخ محمد خير الدين، ممثلا لها في المغرب، والشيخ محمد الغسيري مفتش مدارس جمعية العلماء ممثلا لها في دمشق، والشيخ العباس في السعودية وتوفيق المدني، والشيخ عمر دردور في القاهرة، وقام هؤلاء بتمثيل جبهة وجيش التحرير خير تمثيل، ولعل هذه أول مرة يعرف الحاضرون هذه التهم والأضاليل التي ما أنزل الله بها من سلطان كما استمع الحاضرون إلى مداخلة مفصلة للدكتورة شارلوت عن جهود جمعية العلماء في الحركة الوطنية وبناء الدولة الجزائرية، فهذه شابة فرنسية مسيحية لا يسعها إلا قول الحق والحقيقة في أطروحة جماعية مفصلة أكثر من 500 صفحة أتمنى أن تنشر وتترجم هذه الرسالة إلى اللغة العربية في الجزائر لتضاف إلى تراث جمعية العلماء خارج الحدود وباللغة الفرنسية.