ملف

«غــزة» و الوعي الجمعي

أ‌- كمال بن عطاءالله/

علمتنا السنن الكونية التي جعلها الله نواميس للكون التي يهتدي بها العاقل ويزداد بها يقين المؤمن المتدبر لآيات الكون والقارئ الجيد لأحداث التاريخ البشري، إنّ السابع أكتوبر 2023م لحظة فارقة ومنعرج فريد في حياة الأمة الإسلامية!!، كانت فلسطين وغزة بالخصوص تعيش عبث الصهاينة فالحصار الكامل لجميع المعابر والتفتيش والتقتيل الممنهج الذي طال الجميع والتضييق في مختلف شرايين الحياة، ورغم هذا فسكاّن «غزة» يعيشون بعزّة وربما أفضل من كثير من البلدان ذات السيادة والاستقلال ففيها جامعات ومدارس شتى ومستشفيات وحياة مدنية بُنيت بالمكابدة والصبر والدم والحديد، لكن هذا الحصار المطبق الذي طال أمده في مساحة لا تتجاوز- 360كم مربع لعدد من السكان تجاوز المليوني نسمة وقلة الموارد الحياتية جعلت الغزّاويين يفكرون في فك قيد الاحتلال الصهيوني الذي يحيط بهم من كل الجهات وحتى من الواجهة البحرية بل يتحكم في الجهة المصرية والذي هو بداية لتحرير أرض محتلّة منذ 1948م، فأكبر الفصائل الفلسطينية تنظيما «حماس» وبعدها «حركة الجهاد الإسلامي» وغيرهما من التنظيمات كانت تُعدّ العدّة وتخطِّطُ لصفع العدو المتغطرس ولجمــــه عمّا يخطط له لقضم «غزة» من جديد ويعيد الكَــرّة -بعدما خرج منها مدحورا مذلولا في 2004م- بـمعية أطراف دولية وعربية متخاذلة وهذا الأنكىى ومحصلته من المتوقع في هذه السنة التطبيع الشامل مع العدو الصهيوني وبالتالي تضطّـــر الأمّة من بعد الفلسطينيين مقهورة للإذعان لأوامر الكيان الغاصب، وكانت اللحظة الفارقة التي تم فيها مباغتة العدو على حين غِـــرّة! وهو الذي كان يتباهى برابع قوة عسكرية عالمية وأكـبر وأشرس وأخطر جهاز «مخابراتي» يعرف دبيب النملة!، حتى أنّ النّاس في وقت مضى «أشركوا بالله» واعتقدوا أن هذه الهيئات قدر محتوم!، وبتوفيق من الله تضاءلت كل هذه الصور أمام الأداء المحكم في تنفيذ عملية الهجوم الذي تلاه جلب الأسرى بمختلف أشكالهم والعدد الهائل الذي لم يحصل مثله قط مع «إخوان القردة والخنازير» والأخطر- المتداول – هو أخذ كل الوثائق والمعلومات من مركز تابع للمخابرات الذي سيفضح القريب والبعيد بعد هدوء العاصفة، فكانت حصيلة الهجمة كبيرة من حيث القتل والإثخان في الجنود وأعوانهم من الصهاينة، فكان الصيد ثمينا ووفيرا –حوالي 250 أسيرا وفيهم من الضباط والعسكريين – من الرهائن وهي الوسيلة الوحيدة التي سيضغط بها المجاهدون على العدو الغاصب الذي لم يتوان في الاستعداء والانتقام بشكل لم يسبق له مثيلا فكان التدمير لكل ما ظهر على أرض «غزة العزة» فهُدِّمت المباني والمدارس والمستشفيات بالطائرات والصواريخ وشملت جميع بقاع القطاع وشُرِّدت العائلات وأبيدت بعضها وكان الهول كبيرا من عدد الشهداء والمفقودين والمجروحين الذي تجاوز الخمسين ألف شهيد حتى اليوم الـ72، وجاءت الحرب البرية التي زادت الوطء أكثر فزاد الهدم والقتل والتشريد وتجريف الطرقات والأزقّة، بل دُهس الأحياء بالجرّافات، دخلوا ودمّروا المستشفيات وسيّارات الإسعاف بحثا عن الأنفاق وأسلحة المجاهدين البواسل وهمهم لم يكن ذلك بل «السادية» التي تربّوا عليها جعلتهم يقومون بفعلتهم، فوجودهم مرهون بالاستعداء على الآخر والظلم، بل تاريخهم الأسود يظهر جليا في فِعالهم لكن هذه الـمرة فضحتهم الصورة والنقل المباشر فكل فرد فلسطيني له هاتف بل إنّه شعب مقتدر بإذن الله ربّـته المحن والابتلاءات فعندما مُنعوا الوقود أخذوا يبتكرون طرقا لتوليد الكهرباء لشحن هواتفهم والاستعانة بالطاقة الشمسية ليوصلوا رسالتهم إلى العالم أجمع، والمبهر هو الإخراج الفني عالي الدقة لعمليات القنص للجنود الصهاينة وقذف الصواريخ وكذا العمليات المحكمة في تدمير آليات العدو التي كان يتباهى بها، فكانت رميما، نعم المجاهدون كانوا آية من الفعل البشري الموفق – بتوفيق الله – إنّ فعل المقاومة وحُسن تخطيطها وإدارتها للمعركة على الأرض وإعلاميا انتقلت لتؤثر تأثيرا مباشرا على الحياة الاجتماعية والاقتصادية لبني صهيون فأصبحوا يعيشون ليلا ونهارا في الملاجئ وتعطلت مصانعهم ومدارسهم ويرتجفون من رشقات صواريخ القسام المباغتة فأصبحت حكوماتهم غير مؤتلفة وأثارت بينهم الخلافات من خلال إدارة معضلة الأسرى فكانت أيام الهدنة التي تسلّموا فيها النّساء والأطفال وإبداء طريقة المعاملة التي يحثّ عليها الإسلام ضربة قاصمة لجيش العدو وساسته المتغطرسة، أكيد المصاب جلل والشهداء كُثر والدمار مفجع، لكن أمام تحرير الأرض والعِرض يهون كل شيء ومقابل جنّة عرضها السموات والأرض تصغر العظائم بل رضى الله أعظم جائزة عند المؤمن الموحِّد الصادق المخلص لله الواحد الديّان، إنّ الأمّة استيقظت من نوم عميق ونهضت من قُـمقمها، إنّ «غزة» أشعلت روح الجهاد بشتى أنواعه في نفوس المسلمين المؤمنين وأعادت لهم الأمل بأنّ الجيش الأسطوري لم يكن إلا ورقا وسبب ذُعرنا منه هو ضعف إيماننا وعدم وحدتنا وتمكن العدو منّا بإعلامه ومناهجه من ضخ الخَوار والنكسة والحسرة من خلال إشاعة الفرُقة والشِقاق والتشكيك في القدرات وزرع الفتن هنا وهناك عبر خِطط رهيبة لسنين عديدة رهنت أجيالا بكاملها في دوائر ضيقة جدا متنافرة متناحرة غير مبالية بعوامل وحدتها وعناصرها الذاتية التي تدعو للتكامل والبناء، لكن هذا الموعد بداية للعودة والأوبة والنصر المؤزر بإذن الله، من منّا يتصور أن تنتفض المسيرات في كثير من البلاد الغربية كبلجيكا والسويد وبريطانيا وحتى بعض الولايات الأمريكية وبعض الدول في أمريكا اللاتينية وهذا يدل على أنّ كثيرا من العقلاء والشعوب عرفت الحقيقة واكتشفت أنه مغرر بها فكانت هذه الصيحة، بل شاهدنا وسمعنا كلمات شديدة اللهجة من الأمين العام للأمم المتحدة البرتغالي ونائب رئيس الحكومة البلجيكية ووزيرة إسبانية وبعض الأعضاء في برلمانات دول غير إسلامية يحتجون وبشدة على الجرائم التي ترتكب، فهذه سابقة في التاريخ المعاصر لابد من استثمارها والانفتاح عليها لاستغلالها في قادم الأيام ونحن نستشهد بها استئناسا وليس اتكالا عليها كما يظن – أو يعتقد البعض – بل لندلِّل أنّ الضمير العالمي تضرّر من الظلم الأمريكي حامية البنت المدللة – الكيان الصهيوني – الذي عاث فسادا في العالم بنشره الرذيلة بأنواعها (المثلية – العلمانية- العنصرية – إحياء العصبيات – دعم الظلم …) .
كل ما فُعِل ويُفعل في «غزة» يشهده الطفل الغزاوي والفلسطيني ويعيشه ويتابعه من هو خارج الوطن المحتل بل شاهدنا الأسر الجزائرية والعربية بكل أطيافها وهي تتابع الأوضاع والأحداث عبر القنوات الفضائية والمقاطع المصورة وتتلهف للحظات «أبوعبيدة» رمز الشهامة والرجولة، نعم تحيا الأمة أياما صعبة ومحنا وابتلاءات جِساما لكن ستخرج منها بـمـِنح تـقـرّ بها أعين الموحدين بإذن الله، ونسجل المحطات التالية التي تلخص جزءا مما أردنا الوصول إليه.
– أحيت الشعور الوطني والديني الذي تغذيه العقيدة وأعلاها التوكل على الله رغم قلة العُدّة والعتاد وضعف الجانب .
– جمعت الأمّة على القضية المحورية التي أبت النسيان لأن القدس ثالث الحرمين الشريفين مصدر عز ووحدة الأمّة وهي علامة نصر وقلب نابض ما إنْ تتوجه إليه الأفئدة وتجتمع عليه القلوب يتحقق النصر الموعود ويفرح به حينئذ المؤمنون .
– المجتمع «الغزاوي» بجميع مكوناته أعطى المثال في التوكل على الله والانتصار على العدو بأبسط المعدات.
– من دروس «غزة» أنّ العدو الداخلي النفسي أخطر من العدو الخارجي، فكان هذا النصر بعد تنقية الأرض من العملاء .
– ساعات وأيام جهاد «غزة» قدمت الدروس ما تنأى عن حمله أثقال آلاف الكتب الحضاضرات واللقاءات، وجاءت في وقتها لتستفيق الأمة من غفوتها، وتتوقف عن الفُرقة والهذيان فيما لا طائل منه، كالجري وراء الاستهلاك والثمالة في الملهيات.
– أظهرت حتى لعقلاء العالم الغربي والشرقي – من غير المسلمين – دروسا في الوعي وهذا ما صرّحوا به، أنهم يعيشون تضليلا ممنهجا لعقود، من أنّ الصهاينة يُصدّرون مظلوميتهم ويقتاتون عليها، بداية من محرقة النازيين لآبائهم، والعاقبة للأواخر من الأحداث دائما فالمتصفح للتاريخ والذي يعايش واقعه المعاصر يجد أنّ ادعاء – المحرقة! – زيف وأكذوبة انطلت على الكثير، أمّا الأحداث والوقائع المصورة التي لا يشك فيها أحد تثبت بالبيّنات أنّ هذا العدو هو سبب بلاء الشرق والغرب وهو من فتك بالإخوة الفلسطنيين من خلال عشرات المجازر عبر أزيد من سبعة عقود بداية من «دير ياسين» إلى الثمانينيات وما فعله بلبنان إلى القتل اليومي بالضفة الغربية إلى مجازر أكتوبر – نوفمبر 2023م .
– أسكتت جمعيات حقوق الأطفال والنساء والحيوانات والبيئة والمناخ والجمعيات العميلة الممونة من المال العالمي الملوث بالربا وشراء الذمم.
– وهكذا تُنعى جمعية الأمم المتحدة وتوابعها من مجلس الأمن وغيره التي منذ نشأتهم بعد الحرب العالمية الثانية لم يفعلوا شيئا من أجل ما أُسّسوا لأجله [السلام العالمي؟؟!!] ، بل ديدنهم تكريس منطق الأقوياء في السيطرة والاستعلاء فكانوا عونا للمحتل والاستدمار واستغلال الشعوب المستضعفة وتقسيم المجزء وإثارة الفتن والحروب والنعرات ليسهل تسويق أسلحتهم ومنتجاتهم .
– بيّنت لنا ولغيرنا حقيقة هذه الدول الكبرى (الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا وإيطاليا …) التي تدعي الديمقراطية؟! وحقوق الإنسان! وتدعم الاحتلال والاستيطان وقتل أصحاب الأرض، والاستدمار الفرنسي وما فعله بأرضنا لمدة 132 سنة.
– أثبتت أنّ هذه الأمّة لن تنتصر على عدوها إلا بتوّحدها ورجوعها لدينها .
– كــــرّست وفضحت الصهاينة بأنّ كيانهم «هشّ» وهو أضعف بكثير مما يصدّر إلينا ويوصف إعلاميا، وما الهزائم التي مُني بها العرب منذ 1948م إلا نتيجة خيانات داخلية ووهن عقدي.
– كشفت هذه الأحداث أنّنا مازلنا نعاني من «المخذلين» الجبناء وأعوان الهوان ممن لهم غبش في قراءة النصوص الشرعية وتطبيقها واقعا وهم دائما يغرّدون خارج سِرب الأمة مستندين على فهوم ضيقة ضيق أفقهم وقراءاتهم المحدودة زمانا ومكانا، ونقول لهم أنّ فعل «غزة» حشركم في الزاوية وعَــــــراّكم وأظهر سوءاتكم، فما عليكم إلا بإعادة قراءة النصوص نفسها واستخيروا الله وتوبوا إليه والرجوع للحق أفضل من التمادي في الطريق المتعثر المظلم، وهم ليسوا صفة ومجموعة واحدة أو مسمى متفردا، بل أشكال وألوان عدّة ومرجعيات مختلفة، وفيهم من آثر السكوت وهو ألدّ الخصم، لأنّ الأحداث ألجمته(هم)، بل منهجه(هم) المكتوب والمشهود (منذ القدم) يشهد بالمواقف المسطرة المخزية المليئة بالاستكانة والميلان مع الأقوى، وهم القائلون لماذا يبدؤون الحرب وهم ضعفاء والعدو أقوى؟ فنجيبهم بآية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار من القرآن الكريم في قوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}( الآية 156 سورة آل عمران)، حسبنا الله ونعم الوكيل .
– أين مواقف دعاة الحداثة والمتنوِّرين؟ الذين ملأت مقولاتهم السّاحة وضجّت بها، ابتداءً بنبوءاتهم وتشكيكهم في هوية الأمّة ومحاولة اختراق جسدها بمنهج ضرب المقدّس وبثّ روح الانهزامية من خلال خلخلة الوثوق بالتراث الإسلامي بإظهار التضارب في النصوص الشرعية كما يوحي لهم جهلهم وتشويه الرموز والتاريخ، ونقول لهم إنّ المقاومين المجاهدين الفلسطينيين هم نتاج مدارس أهلية وكتاتيب القرآن الكريم ومدارسة صحيح البخاري وقوت يومي كسبوه بالحلال وصبر لازمهم منذ دعوة هرتزل 1897م ووعد بلفور 1917م بإنشاء كيان استيطاني وما تلاه من تطبيق معاهدة سايكس بيكو التي نتجرّع سمّها إلى الآن والحبل على الجرّار، وهم واعون بأن قضيتهم الوحيدة هي مع العدو الظاهر البيّن الصهيوني وفقط، وما الاتهامات بالإرهاب مهما كان تفسيرها إلا كذب وتصفية حسابات مع الخصوم وما الـخلط بالداعشية مرة و «الإسلاموية» و»المحورية» إلا خلط للأوراق وقفز على الواقع وهو خدمة للعدو أكثر منه بحثا عن الحقيقة أو خدمة لها، ونُجيب عن مثل هذا التفكير، إنّ «غزة» وجدت التأييد المطلق والذي وصل للإجماع ويندر حصوله لأنّها قضية عادلة وبعيدة عن الدّعوة للاحتراب الداخلي، بل عنوانها «أنا مع أخي مهما اختلفت معه ضد العدو».
– زادت هذه الأحداث أفرادا وجموعا قربا من الله من خلال القنوت والدعاء في الصلاة والحث على تعليم تاريخ الأمة المليء بالانتصارات منذ العهد النبوي إلى العهد الراشد إلى الفترات التاريخية التي عادت بالأمّة إلى عزّتها وهي مكتوبة مدوّنة فما علينا إلاّ بقراءة سياقاتها والاستفادة منها، وبثّها بين الأجيال .
– وما إرسال المعونات من شتى بقاع العالم ومن الجزائر خصوصا إلا دليل على أنّ هناك نبضا مشتركا تجمعه وحدة الدّين واللغة والوشائج العاطفية، تفرح بها وأنت تسمع الأخبار تترى من خلال التجمّعات الولائية التي تنظمها على سبيل المثال لا الحصر «جمعية العلماء المسلمين الجزائريين» وهي ليست الأولى، بل هي امتداد لأول لجنة إغاثية لفلسطين أسستها الجمعية سنة 1948م.
– تبقى «غزة» شامخة وهي شعلة يستنير بها أصحاب الهمم العالية وأمل المظلومين بعد الألم وهي تمكين بعد البلاء وظننا بالله كبير، يقول سبحانه وتعالى: {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا} الآية 6 سورة المعارج، وما النّصر إلا صبر ساعة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com