الشيخ الأخضر بن دالي في ذمة الله

عيسى عمراني/
فقدت الساحة التربوية الأسبوع الماضي أحد رجالاتها الأفذاذ الشيخ “محمد الأخضر بن دالي حسين” الذي كرس عمره المديد خدمة للتربية والمجتمع.
اشتغل الرجل أستاذا ومفتشا للتعليم الابتدائي، على مدى أربعين عاما (1952م- 1992م)، فكانت له إسهامات تربوية عديدة ، منها: إعداد برنامج المدرسة الابتدائية بعد الاستقلال، وإجراء تجربة المدرسة الأساسية بعدها، وتكوين إطارات التربية بمختلف أسلاكهم…
ولم تقتصر جهود الرجل على المجال التربوي فحسب، ولكنه أسهم في نشاطات أخرى منها: حملة التعريب خلال سبعينيات القرن الماضي، بفضل تمكنه من اللغة الفرنسية إلى جانب العربية، وهو خريج المدرسة الفرنسية الإسلامية بقسنطينة، وعضويته بالهلال الأحمر الجزائري، وجمعية الأرامل واليتامى، وجمعية مسجد الأمير عبد القادر، وجمعية النور لتحفيظ القرآن الكريم التي ظل ملازما لها، ومتابعا لنشاطها، ما يناهز نصف قرن، منذ تأسيسها العام 1966م إلى أن وافاه الله أجله، يوم الخميس 16 رجب 1446هـ، الموافق 16 جانفي 2025م، وأقيمت صلاة الجنازة على جثمانه بعد صلاة الجمعة بمسجد الأمير عبد القادر العامر بقسنطينة، ليوارى الثرى عقبها بمقبرة زواغي سليمان” بالمدينة نفسها، تاركا وراءه رصيدا حافلا، إذ أنسأ الله في أجله، وبارك له في عمره فتجاوز التسعين بثلاثة أعوام، فكان عمرا مديدا عريضا، زاخرا وزاهرا بالنشاط الديني والتربوي والاجتماعي، لم يأل جهدا خلاله، حتى أقعده المرض السنوات الثلاث الأخيرة.
كان كثيرا ما يستشهد بقول الشاعر:
هذه آثارنا تدل علينا *** فانظروا بعدنا إلى الآثار
عُدته في بيته وهو على فراش المرض، تجاذبنا خلالها أحاديث تربوية وثقافية، وقبل مغادرته طلبت منه كلمة فيها وصية للجيل الحالي، فقال: “العمل، ثم العمل، العمل دائما وأبدا” وختم كلمته بقوله: “إذا وصل الأجل، لا تنسوني بالدعاء”.
أنزل الله عليه شآبيب رحمته، وجعل أعماله دخرا له في صحيفة.