أعلام

المسيرة النضالية للمفقود المنفي الشيخ عزري سليمان بن محمد المدعو «الغيلاني» من خلال الرواية الشفوية

شمس الدين زراري*/

إنّ التاريخ المحلي لمنطقة تبسة يزخر بنماذج مناضلة ومجاهدة ساهمت إسهامًا كبيرًا في نصرة الثورة التحريرية الجزائرية وقبلها في التحضير وإعداد جيل له ذاتية وشخصية عربية إسلامية متميزة تعتد بماضيها التليد وتتشرف بانتمائها إلى الجزائر حيث كانت منطقة تبسة من أوائل جهات الوطن التي انضم أبناؤها إلى دعوة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وعملوا ضمن صفوفها إيمانا منهم بصدق وواقعية هاته الفكرة وأنها هي الخلاص الوحيد من نير اِستعمار طال أمده على تراب الجزائر فكان منهم علماء وقادة وأعضاء معروفون كالشيخ العربي التبسي رحمه اللّه والشيخ إبراهيم مزهود والشيخ العيد مطروح وهناك الكثير والكثير من الشيوخ والأعضاء الذّين لم يتم ذكرهم والتعريف بهم وهذا بسبب الطابع السري الذي إكتنف نشاطهم وغياب وإختفاء الوثائق الأرشيفية التّي تعّرف بهم وتبرز أعمالهم واِنجازاتهم سوى من خلال نضالهم في صفوف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أو أثناء الثورة التحريرية وللتعريف بهم وإبرازهم لجأنا إلى الرواية الشفوية كآخر ملجأ متبق قبل فوات الأوان وطي ذكرهم في غياهب النسيان.
وعليه سنتناول في مقالنا مسيرة أحد أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في منطقة تبسة والذّي ناضل في صفوفها دون هوادة وتعرّض للسجن والتعذيب قبل الثورة وأثناءها ثم للنفي والإختفاء، في سبيل ما آمن به وناضل من أجله وعليه نطرح إشكالية مفادها: من هو الشيخ سليمان الغيلاني؟ وكيف كانت مسيرته النضالية في صفوف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين؟ وأثناء الثورة التحريرية؟ وكيف كانت ظروف إختفاءه ونفيه؟

أولا: التعريف بالشيخ سليمان الغيلاني ونشأته:
لقد ولد الشيخ سليمان بن محمد بن أحمد عزري المدعو «الغيلاني» سنة 1898م بمشتة أولاد نصر ببوخضرة الجهة الشمالية لولاية تبسة وحسب شهادة إبنه المجاهد عزري العياشي فأصول عائلة عزري تعود إلى منطقة أولاد جلال ببسكرة1 وقد درس وتعلم في الكتاب على يد والده الشيخ محمد بن أحمد مبادىء الدين وحفظ القرآن الكريم وبعض المتون2 وقد قام الشيخ سليمان الغيلاني بعد ذلك بنفس العمل حيث اِستقدم إلى الدوار وعلى حساب نفقته الخاصة أحد الشيوخ الذي كان يّعرف في ذلك الوقت «المؤدب» وهو مدرس قرآن حيث درّس الأولاد والناس هناك القرآن الكريم مدّة اِحدى عشرة سنة (11)وكان الشيخ سليمان بعد أوقات الدراسة يشتغل في مزرعة أبيه حيث كانت عندهم الأبقار والأغنام والبغال فكان يهتم بها، فالإهتمام بالأرض من وصايا الشيخ عبد الحميد بن باديس حيث كان يقول: «قوتنا من أرضنا»3
لقد تأثر الشيخ سليمان الغيلاني في صغره بوالده محمد بن أحمد الذي قدم مع جده من زاوية أولاد جلال وهي زاوية علم ودين4.

ثانيا: نشاطه في صفوف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قبل الثورة التحريرية:
– فالإستعمار الفرنسي ككل إستعمار وحسب محمد الميلي الذي يرى: أنّ فرنسا إرتكزت على ثلاثة محاور: تشويه التاريخ، القضاء على اللّغة العربية وتجفيف منابع ثقافتها ومحاربة الإسلام، (فالصراع الذّي نشب سنة 1830م لم يكن يدور حول الحاضر فقط بل اِمتد إلى الماضي أيضا وهو ما يؤكد المقولة التاريخية: إنّ الماضي يتغيّر مع تغير الحاضر)5
– وتعتبر فترة نشاط جمعية العلماء إلى غاية الثورة التحريرية من أهم المراحل في تاريخ الحركة الوطنية (وتبدو أهمية هذه المرحلة في أنها تعتبر من ناحية، مرحلة تطور بين الإحتلال الذي كان يعمل جاهدًا على القضاء على «الشخصية الوطنية الجزائرية» بأبعادها السياسية والإجتماعية والثقافية، بسبب وقوفها حجر عثرة في سبيل تحقيق أهدافه في فرنسة الجزائر، ودمجها في فرنسا وبين الشعب الجزائري الذّي وقف بصلابة ضد أهداف الإحتلال)6
وعلى هذا الأساس نجد الشيخ سليمان الغيلاني ركز على أهمية التعليم والتربية في مشتة أولاد نصر ببوخضرة حتى قبل ان يتعرف على جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
1- انضمامه إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين:
حيث اِنخرط في صفوف جمعية العلماء سنة 1933 م وبدأ العمل معها بشكل سري تام وكان معه أحمد بن الحسين بوغرارة وسي التليلي من الدير وآكتشف أمرهم سنة 1945م حيث كنت مقربا منهم وذلك لتكليفي بمهمات سرية7
2- جهوده في مجال التربية والتعليم:
وكان الشيخ سليمان على تواصل بطلبة الجمعية في الزيتونة وفي اِحدى زيارته إلى تونس، حيث أخذ إبنه أحمد ليدرس هناك بجامع الزيتونة، أتى معه بمدرس قرآن (المؤدب) ليدرس أبناء القرية القرآن ومبادىء الدين الإسلامي (في الواسعة بأولاد نصر)بوخضرة.8
وهذا كان يدخل في إستراتيجية جمعية العلماء التعليمية وهي تعميم تعليم العربية والدين الإسلامي في كل مكان في الجزائر وبعد ذهاب المؤدب سي بلقاسم ورجوعه إلى بلده تونس بعد سنة 1945م، أتى الشيخ سليمان بمؤدب آخر للتعليم إسمه «محمد الجريدي» (من الجريد التونسي) ومكث حوالي عامين ثم رحل سنة 1949/1950م، حيث كان هؤلاء المدرسون مبجلين ومكرمين من طرف الشيخ سليمان ثم بعد ذلك تعامل مع سي العروسي من الدير وهو من جماعة بوغانم والذي كان ينتمي هو أيضا إلى جمعية العلماء حيث كان في منطقة الدير يدرّس في مكان تحت الأرض لكي لا تنتبه فرنسا إلى تحركاتهم التعليمية 9ويبيّن لنا الشيخ عزري العياشي في حديثه عن سبب التدريس تحت الأرض والإختفاء عن عيون الإستعمار الفرنسي، حيث نجد أنّ سياسة منع التعليم (تعليم اللّغة العربية كانت إما عن طريق مصادرة وتوقيف الهياكل والمؤسسات التعليمية مثل الزوايا والمساجد… وتحويلها إلى ثكنات أو مستشفيات وكنائس أو الإستحواذ على الأوقاف التّي تمثل مصدر تمويل هذه العملية وإما عن طريق المنع من خلال اِصدار القوانين، ومن مثلها القانون الصادر في 24ديسمبر1904م ونصه (لا يسوغ لأي مسلم أن يتولى إدارة مكتب لتعليم اللّغة العربية بدون رخصة يمنحه إياها عامل العمالة أو قائد الفيلق العسكري، وفتح مكتب بدون رخصة يعد إعتداء على حدود القوانين الخاصة بالأهالي)10 وأكثر عمليات العرقلة على غرار ماجاء في نص القانون المذكور أعلاه صدور قانون شوطان في (08مارس1938) القاضي بمنع تعليم اللّغة العربية لأنها أجنبية ولهذا كان التعليم في جميع المدارس الحديثة باللّغة الفرنسية وحدها.11
وهذه القوانين الزجرية هي ماجعلت الشيخ سليمان الغيلاني وإخوانه يخفون أماكن التعليم ويتعاملون بشكل سري تام، وقد كان مواظبا على شراء وإقتناء مجلة الشهاب التّي كان يحضرها له إبنه المجاهد العياشي.12
وقد خصص الشيخ سليمان لهؤلاء المدرسين بيتا للسكن وبيتا آخر للتلاميذ الذين يدرسون القرآن وكانت الدراسة في الفترات الصباحية وأحيانا في المساء.133- ظروف إعتقاله سنة 1945م:
من الثابت تاريخيا مشاركة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في إنتفاضة 08ماي1945م سواء من حيث تحضير أجواءها النضالية أو المشاركة الفعلية في المظاهرات السلمية ولا سيما في الشرق الجزائري في فترة حفت بعدة أحداث دولية كالعيد العالمي للعمال في 1ماي1945م وكذا عيد إنتصار الحلفاء على ألمانيا في 08ماي1945م، وكان هذا التفاعل للجمعية على خلفية الأمل في الحصول على الإستقلال فلقد صرّح البشير الإبراهيمي في تلمسان أنّ الرئيس الأمريكي «روزفيلت» وعد بإسترجاع إستقلال الجزائر عن طريق مؤتمر سان فرانسيسكو المزمع عقده في أفريل سنة 1945م14
ويُشير بعض المؤرخين إلى أنّ المظاهرات قد إستعملت شعارات الجمعية حول العروبة والإسلام والوطنية وشجب الإدماج حتّى أنّ بعض الوثائق الفرنسية قد عزت الإنتفاضة أو بالأحرى الثورة الخفية في 08ماي1945م إلى حركة عربية إسلامية قائمة على الإنفصال بين الجزائر وفرنسا وهذا يعني أنها تتهم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالضلوع في هذه الحركة.15
وعلى إثر أحداث الثامن ماي 1945م قامت فرنسا بحملة إعتقالات واسعة مست عددا كبيرا من أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين حيث يقول المجاهد عزري العياشي: «أُعتقِلَ والدي سليمان الغيلاني سنة 1945م مع أحمد بن الحسين بوغرارة وسي التليلي من الدير مع
مجموعة من قادة جمعية العلماء من بينهم الشيخ العربي التبسي….»16
وهذا ما يؤكده الشيخ محمد الصالح الصديق بأن الشيخ العربي التبسي قد أعتقل فعلا في تلك الفترة مع مجموعة من أعضاء جمعية العلماء من تبسة حيث يقول: « إلى أن وقعت حوادث الثامن مايو سنة 1945م فألقي عليه القبض من جديد –الشيخ العربي التبسي- كما ألقي القبض على طائفة من العلماء على رأسهم الشيخ البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء وآلاف من المواطنين من مختلف الأحزاب والهيئات والمنظمات»17
حيث أخذوا الشيخ سليمان الغيلاني وإخوانه إلى سجن الكدية بقسنطينة وبعدها تم نقلهم إلى سجن بالنعامة حيث بقي معتقلا هناك لمدة سنة وأطلق سراحهم سنة 1946م 18حيث كان في الظاهر يعتبر كبير الدوار في نظر عيون الإستعمار الفرنسي ولكنه في السركان عضوًا فاعلا في جمعية العلماء بتبسة حيث كانوا خلال هاته الفترة يركزون على التعليم والتربية.19

ثالثا: نشاطه أثناء الثورة التحريرية وظروف إختفائه ونفيه:
عند اِندلاع الثورة التحريرية كان أغلبية أعضاء ومناضلي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين خصوصا في تبسة، إلتحقوا وساندوا الثورة التحريرية دون قيد وشرط وعلى رأسهم الشيخ العربي التبسي وأحمد الطيب باشا وكانت أبرز مساندة للثورة التحريرية خاصة في بدايتها هو الدعم اللّوجيستي والتموين وجمع الأخبار والمعلومات وعمليات الإيواء والتغطية على تحركات المجاهدين وطبعا كان الشيخ سليمان الغيلاني من السباقين في هذا الميدان.
1- مساندته ونصرته للثورة التحريرية:
يقول الشيخ المجاهد عزري العياشي عن والده: « وبعد قيام الثورة بخمسة أشهر أي في بداية سنة 1955م إستقبل والدي مجموعة من المجاهدين في بيته بمشتة أولاد نصر وذبح لهم بقرة كبيرة وتناولوا طعام العشاء مع والدي وذهبوا، حيث كان عمري في ذلك الوقت حوالي (14) أربعة عشرة سنة، حيث كان الوالد يعتمد علي كثيرًا20
وفي هذا الصدد يذكر العقيد الطاهر الزبيري في مذكراته حادثة لقاءه بالشيخ سليمان الغيلاني وهي أسبق من الحادثة التي رواها إبنه المجاهد عزري العياشي حيث كانت في الأيام الأولى لإندلاع الثورة التحريرية يقول: «في اليوم الخامس- من اِندلاع الثورة- أي 05نوفمبر1954م إنتظرنا غروب الشمس وإقبال اللّيل وكانت وجهتنا هذه المرّة إلى شخص يُدعى «عمي سليمان الغيلاني» الذي كان يملك من الماعز الشيء الكثير مقارنة بالفقر المدقع الذي كان يُعاني منه سكان المنطقة حيث وصلتنا معلومات تفيد أن «الغيلاني» هذا يملك بندقية آلية ولما بلغنا بيته حاصرناه كالعادة وتقدم إثنان منا من الباب وقرعناه، فخرج إلينا عمي سليمان الغيلاني مرتديا برنوسًا وعليه حّلّة من الوقار والهيبة، فأخبرناه بـأننا مجاهدون ونريد منه أن يهبنا بندقيته الآلية للجهاد أو يبيعها لنا، فقال لهم: « واللّه لا أملكها فقد أعطيتها للمجاهدين التونسيين» وكان صادقا في قوله لأن المجاهدين الجزائريين كانوا على إطلاع بتحركات المجاهدين التونسيين الذين كانوا ينافسونهم في جمع السلاح ….
جلسنا تتحدث مع الشيخ سليمان الغيلاني للإستعلام منه عن الأفراد الذّين يملكون أسلحة في الدوار حتى ولو كانت بنادق صيد، ثم طلبنا منه أن يعدوا لنا سبعة (07) كسرات (خبز تقليدي) وأخبرناه أننا لم نذق طعم الأكل منذ ليلة أمس وأضفنا على إستحياء أننا لا نمانع من شرب فناجين من القهوة إن تكرّم أهل الدار بذلك فنادى عمي سليمان الغيلاني على أحد فتيانه وقال له: « أدخل إلى الدار وقل لهم يعدوا لنا ثماني أو عشرة كسرات… وجئنا بالقهوة بسرعة»….21 وإرتشفنا القهوة حتى أزهرت عيوننا بالسعادة وكأنها المرّة الأولى التّي نتذوقها فالكسرة كانت قوتنا اليومي والقهوة فاكهة سمرنا، كنا جد شاكرين للشيخ الغيلاني الذّي أكرمنا وأظهرلنا الكثير من الإحترام وأخبرنا أنّ دوار «القنانزة» الذّي لايبعد عنهم سوى (10) عشرة كيلومتر يملك أهله خمسة قطع سلاح آلي منها سلاح «هوتشكيس» أخرجوهالهم عندما وقعت منازعة بينهم» .22
ويذكر المجاهد عزري العياشي أيضا:» حادثة وقعت لي مع والدي سليمان الغيلاني حيث كلفني بمهمة على الساعة الرابعة صباحًا سنة 1956م قالي لي والدي: «يا العياشي أرواح» بعدما جاءه عمران الدريسي من العوينات ومعه 150 مجاهدًا من السمندو –الناحية الثانية الشمال القسنطيني- طلب مني والدي أن آخذهم إلى جبل «عمار» قرب الحدود التونسية ليمكثوا فيه، حيث قدتهم إلى هناك ومكثوا فيه طيلة النهار وكان الشعب ينقل لهم الأكل والكسرة وفي اللّيل دخلوا إلى تونس في مهمة لجلب السلاح ثم تنقلوا إلى جبل آخر إسمه «عوينات الطلبة» في بوخضرة وفي اللّيل أخذهم دليل آخر من جماعة بوغرارة إلى تونس والمسافة من مشتة أولاد نصر إلى «عوينات الطلبة» حوالي أربعة أو خمسة كلم وهذا لثقة والدي بي وبعد ذلك حوّل الثوار نقل الأسلحة عن طريق سوق أهراس وجبال بني صالح وهي جبال كثيفة بالأشجار ومغطاة أما جهة تبسة فكانت أغلبها مكشوفة.23
2- ظروف إعتقاله ونفيه إلى تونس:
بعد ذلك وخلال سنة 1956م جاءت فرنسا وإعتقلت والدي الشيخ سليمان «الغيلاني» وعمي بلقاسم وقدور أخي والسعيد ابن عمي وعمار بن بلقاسم وكلهم عزري، حيث وجدوا معلومات في مكاتب «لاساس» بأن الشيخ سليمان الغيلاني مشبوه وعنصر خطير، وأخذوهم إلى سجن العوينات ومكثوا هناك تحت التعذيب وفي الفجر وضعوهم فوق الثلج وجاء حاكم تبسة الذّي كان يعرف الشيخ سليمان على أساس أنه كبير الدوار وخلال 24 أربعة وعشرون ساعة تم نفيه إلى تونس ووقتها لم نعلم الوجهة التّي أخذوه إليها اِختفت أخباره عنا واِنقطعت.24
3- بعض الأحداث التي وقعت بعد نفي الشيخ سليمان الغيلاني:
يقول الشيخ عزري العياشي أنه بعد إعتقال والده الشيخ سليمان «الغيلاني» ونفيه إلى تونس، إلتحق أخي أحمد الزيتوني بالثورة خلال سنة 1956م مع هوام الشافعي وسي العيد وبلقاسم طوايبية حيث كانت مهمتهم جمع الإشتراكات وإلقاء الخطابات على الشعب في اللّيل لتوعيتهم بالثورة وذلك من خلال أوامر جبهة التحرير الوطني وهذه السنة هي التّي أعلنت فيها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين رسميا تأييد الثورة والإلتحاق بها25
بعد إعتقال الوالد ونفيه أصبحنا نحن أبناءه متهمين من طرف المستعمر الفرنسي وفي 27أفريل1957م وقعت عملية القطار في بوخضرة حيث أعتقلوا المجاهدين الذين نفذوا هذه العملية وأعدموهم رميا بالرصاص في داموس بوخضرة وهم (12) اِثنا عشر مجاهدا حيث كان من بين الشهداء عزري نويري وبلوط صالح (يتيم تبناه ورباه الشيخ سليمان الغيلاني) وعزري أونيس وعثمان وبوطرفيف وقنز وعندما أعدموهم ورموهم بالرصاص داخل البئر خرج أخي قدور عزري ونجا بأعجوبة وكنت وقتها أرعى الماعز وأخذنا أخي قدور المدعو (لطيف) بعد علاجه فوق بغلة إلى تونس في أسرع وقت قبل اِنكشاف أمره26
بعدها هرب كل أهل الدوار إلى تونس لعلم فرنسا بنجاة المجاهد قدور وتم حرق كل الدوار ومزرعة والدي والمواشي والمحاصيل الزراعية وبعد ذلك في تونس عرفنا بأن الوالد الشيخ سليمان غيلاني كان منفيا بمدينة «قلعة سنان» بتونس فالتحقت به أنا وإخوتي والوالدة، وبقي الشيخ «سليمان الغيلاني» منفيا بقلعة سنان إلى أن وافته المنية بعد وقف إطلاق النار بتاريخ: 30مارس1962م بتونس حيث كنت وقتها في صفوف جيش التحرير الوطني 27
ويقول المجاهد عزري العياشي: «ختاما أقول: أنّ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين هي التّي أنقذت الشعب الجزائري من قلب البحر وأغلب المجاهدين كانوا من تلاميذ جمعية العلماء ولكن والدي سليمان كانت لديه أسرار كثيرة عن علاقته بجمعية العلماء وذلك نظرًا للطابع السري والكتمان الذي تتطلبه ظروف المرحلة الإستعمارية وكانت أغلب لقاءاته ليلا مع الشيخ التليلي وأحمد بن الحسين بوغرارة حيث كانوا ينتقون الشباب ويزكونهم للإلتحاق بالثورة التحريرية وأيضا للمصداقية التاريخية لا أستطيع أن أذكر اي معلومات أخرى ماعدا ما شهدت عليه، حيث أغلب وثائقنا موجودة على مستوى ارشيف قالمة إلى حد الآن والله على ما أقول شهيد28

قائمة المصادر والمراجع
1-المصادر:
1. شهادة المجاهد عزري العياشي بتاريخ 03 اكتوبر 2022 ببيته بمدينة تبسة .
2. الطاهر الزبيري، مذكرات آخر قادة الأوراس التاريخيين (1929-1962)، منشورات ANEP، الجزائر، 2008.
3. محمد الصالح الصديق، نماذج للإقتداء، دار هومة، الجزائر، 2013.
2-المراجع:
4. محمد الميلي، الشيخ مبارك الميلي، حياته العلمية ونضاله السياسي، ط1، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2001.
5. تركي رابح، التعليم القومي والشخصية الجزائرية، ط2، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، 1981، الجزائر،.
6. يحي بوعزيز، السياسةالاستعمارية من خلال مطبوعات حزب الشعب الجزائري 1830-1954 ، ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1995.
7. أبو القاسم سعد اللّه، الحركة الوطنية الجزائرية (1930-1945)، ط3، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1986.

3-المقالات
8. محمد العربي الزبيري، الذاكرة المشوّشة والحقائق المغيّبة، جريدة الشروق اليومي، العدد 1073، 13ماي2004،.
1: شهادة المجاهد عزري العياشي بتاريخ 03 اكتوبر 2022 ببيته بمدينة تبسة .
2:المصدر نفسه
3: شهادة المجاهد عزري العياشي بتاريخ 03 اكتوبر 2022 ببيته بمدينة تبسة
4:المصدر نفسه
5:محمد الميلي، الشيخ مبارك الميلي، حياته العلمية ونضاله السياسي، ط1، دار الغرب الإسلامي، بيروت، 2001، ص،51.
6:تركي رابح، التعليم القومي والشخصية الجزائرية، ط2، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، 1981، الجزائر، ص،64.
7:شهادة المجاهد عزري العياشي، 03أكتوبر2022م، بيته بمدينة تبسة.
8: شهادة المجاهد عزري العياشي، 03أكتوبر2022م، بيته بمدينة تبسة
9:المصدر نفسه
10:تركي رابح، المرجع السابق، ص،ص: 92،93.
11:يحي بوعزيز، السياسةالاستعمارية من خلال مطبوعات حزب الشعب الجزائري 1830-1954 ، ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،1995،ص 112
12:شهادة المجاهد عزري العياشي، 03أكتوبر2022م، ببيته بمدينة تبسة.
13:شهادة المجاهد عزري العياشي ، 03 اكتوبر 2022م ، ببيته بمدينة تبسة . .
14:محمد العربي الزبيري، الذاكرة المشوّشة والحقائق المغيّبة، جريدة الشروق اليومي، العدد 1073، 13ماي2004، ص،11.
15:أبو القاسم سعد اللّه، الحركة الوطنية الجزائرية (1930-1945)، ط3، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1986، ص،242.
16:شهادة المجاهد عزري العياشي، 03أكتوبر2022م، ببيته بمدينة تبسة.
17:محمد الصالح الصديق، نماذج للإقتداء، دار هومة، الجزائر، 2013، ص،146.
18:شهادة المجاهد عزري العياشي، المصدر السابق.
19:شهادة المجاهد عزري العياشي ، 03 اكتوبر 2022 ، ببيته بمدينة تبسة .
20:المصدر نفسه..
21:الطاهر الزبيري، مذكرات آخر قادة الأوراس التاريخيين (1929-1962)، منشورات ANEP، الجزائر، 2008، ص، 70.
22:المصدر نفسه، ص،71.
23:شهادة المجاهد عزري العياشي، 03أكتوبر2022، ببيته بمدينة تبسة.
24:المصدر نفسه.
25: شهادة المجاهد عزري العياشي ، 03 اكتوبر2022 ، ببيته بمدينة تبسة
26:المصدر نفسه
27:المصدر نفسه .
28:المصدر نفسه .

* جامعة الحاج لخضر باتنة 1

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com