رثاء سماحة الشيخ الدكتور يوسف سلامة خطيب المسجد الأقصى المبارك

آلاء يوسف سلامة/

 

إِلَى أَهْلِ الْبطولةِ والْشّهامةْ  *** رِثاءُ وَالِدِي يُوسُفْ سلامَةْ
ظِلٌّ لِلْمُرُوءَةِ وَلِلْعِلْمِ قَامةْ  *** أَريبٌ يَسْعَى لِلْوِئَامِ وَلِلْكرامةْ
لِلْمَسْجِدِ اَلْأَقْصَى نَعِمَ اَلْخَطِيبُ  *** وَلِبَنِي جِلْدَته الأبُ الحَبِيْبُ
يُدَاوِي جُرْحَنَا فَهُوَ اَلطَّبِيبُ  *** وَفِي المُلِمّاتِ لَهُ سِحْرٌ عَجِيبُ
يُعَلِّمُنَا اَلصَّلَاةَ مَعَ الصِّيَامِ  *** يُعَلِّمُنَا اَلْكِتَابَ عَلَى التَّمَامِ
بِهَدْيِ رَسُولِنَا خَيْرِ الأنَامِ  *** يَقُومُ الليلَ مُتَأَسِّيًا بِكِرَامِ
وَأَقْصَانَا لَفَرْقَاَهْ حَزينُ  *** فَقَلبُهُ فِي حُبِّ أَقْصَانَا رَهينُ
وَمِنْبَرُهُ يَفطُرُه الأنينُ  *** فَالْفَقْدُ غَالٍ وَالْفَقْدُ وَتِينُ
هُوَ لِلْإِصْلَاحِ مِفْتَاح خَيْرٍ  *** وَلِلتَّسَامُحِ بَدْرٌ فِي السَّمَاءِ
رَجُلُ الفضَائِلِ وَالْعَطَاءِ  *** لِلَّهِ دَرُّكَ أَبِي فِي الأوفِيَاءِ
لِفَقْدِكَ أَبِي حُزْن دَفِيْنٌ  *** وَذِكْرُكَ فِي المَدَى طُول السّنِين
بَذَلْتَ اَلرُّوحَ حَامِي حِمَى الدِّينِ  *** فَسَلَامٌ لِرُوحِكَ فِي الخَالِدِين
اِغْتَالُوكَ وَأُمِّي ظُلْمًا وَغَدْرًا  *** وَحَسبُنَا أَنَّكُمَا فِي صَحَائِفِ الشُّهَدَاءِ
اِغْتَالُوكَ وَلَمْ يَغْتَالُوا فِكْرًا وَنَهْجًا  *** وَإِرْثُ الحَقِّ مَا كَانَ لِلْعُلَمَاءِ وَالْكُرَمَاءِ
عَزَائِي يَا أَبِي مَا قَدْ أَصَابَك  *** قَدَّرَ اللّهُ عَلَى الدُّنْيَا غِيابَك
فِي سَبِيلِ اللَّهِ مُحْتَسِبًا عَطَاءَك  *** أَجْزَلَ اللَّهُ بِآخِرَةٍ ثَوَابَك
طَالَتِ الحَرْبُ بِغَزَّة هَاهُنَا  *** وَتَنَاثَرَتْ أَشْلَاؤُنَا وَدِمَاؤُنَا
وَخُذلانُنَا يَا أَبَتِ أَدْمَى قُلُوبَنَا  *** يَا رَبُّ يَا رَحمنُ عَجِّل نَصرَنَا
هَذِي فِلَسْطِين اَلْجَرِيحَة لَمْ تَزَلْ  *** هِيَ مَوْطِنُ الشُّرَفَاءِ يَحْدُوهَا الأمَلْ
وَالْبَغْيُ مَهْمَا طَالَ مُرْتَحِلٌ  *** زَوَالَهُ حَتْمٌ كَمَا الأقزام وَالْحثَلْ
شَمْسُ العَدَالةِ سَتُشْرِقُ فِي غَدِي  *** وَتُزِيلُ ظُلْم غَاصِبٍ آبِقٍ مُعتَدِي
وَتُنِيرُ أَقْصَانَا بِمِنْبَرِهِ النّدِي  *** وَنَعِيشُ فِي عَصْرِ الهُدَى المُتَجَدِّدِ
يَا مِنْ تَمَثّلتَ أَقْوَالا فَأَضْحَتْ  *** أَفْعَالا رَاسِخَات بِعَظِيمِ المَعَانِي
مَا زِلْتَ تَصْدَحُ بِقَلْبِكَ اَلْوَضَّاءِ  *** لِنَملأ فِلَسْطِينَ بِحَامِلِي القُرآنِ
أَقْصَانَا لَا هَيكَلُهُم صَيَّرَتْهَا غَرْسًا *** دَهْرًا وَعُمْرًا عَلَى مَدَى الأزمَانِ
تَذُودُ عَنْ الأقصى بِكُلِّ فَصَاحَةٍ  *** سَلَّوْا المَحَافِلَ يُشَارُ لَهُ بِبَنَانِ
يَا وَاصَلَ اَلرَّحِمَ حَبِيبَ الأقْرِبَاء  *** جُدْتَ بِرُوحِكَ لِفِلَسْطِين فِدَاء
عِشْتَ فِينَا عَظِيمًا وَعِنْدَمَا  *** َزِفْتَ رَحَلْتَ رَحِيلَ العُظَمَاء
هَذَا كَلِمِي إِنَّنِي آلاءُ  *** ضَاقَ قَلْبِي فِي ذَا الرّثَاء
سَتَظَلُّ فِينَا مَا حَيِينَا  *** وَالرُّوحُ تَلْهَجُ يَقِينًا بالدُّعَاء

Exit mobile version