إصدار حول إجازات ومرويات الشيخ محمد بن بلقاسم خمار

عرض: الأخضر رحموني./
من المنشورات الصادرة حديثا عن جمعية زاوية بلخمار ببسكرة كتاب (إتحاف الأخيار بإجازات ومرويات الشيخ محمد بن بلقاسم خمار ) للأستاذ عبد القادر بومعزة .
الكتاب يقع في 200 صفحة قياس 24سم * 16 سم.صدر عن دار علي بن زيد للطباعة والنشر ببسكرة.
اشتمل على مقدمة وأربعة فصول.
حاول الكاتب التعريف بشخصية الشيخ محمد بن بلقاسم خمار (1851- 1910)، ويعد أول مؤلف مخصص لهذه الشخصية الدينية، منطلقا بالتعريف بأصول عائلة خمار التي تعد من العائلات التي خدمت العلم بمنطقة الزيبان ببسكرة. استوطنت قرية ليانة بالزاب الشرقي أولا بعد قدومها من المغرب الأقصى، وبسبب النزاعات بين الأعراش في منطقة واد العرب فضلت النزوح إلى حي قداشة وهومن الأحياء العريقة بمدينة بسكرة بحثا عن الأمان والاستقرار، ويعود نسب العائلة إلى الشيخ أبي الشتاء خمار دفين زاويته بقبيلة فشتالة في المملكة المغربية.
المعلومات الواردة في الكتاب حول سيرة ومسيرة الشيخ محمد بن بلقاسم خمار مستقاة من نصوص وثائق الإجازات التي كتبت حوله من طرف شيوخه وعلماء زمانه – خاصة وأنها تشمل على التراجم والتواريخ والأسانيد وعناوين الكتب- منهم : بلقاسم بن خليفة اللياني، وابن أبي القاسم بن ابراهيم الغول المعروف بابن عروس، ومحمد علي بن ظاهر الوتري المدني، ومحمد بن محمد العزب المدني، وعمر بن أحمد الأزهري، وعبد الغني بن أبي سعيد المجددي الدهلوي الهندي، وحسين بن إبراهيم المكي، والحسن العدوي الأزهري، وعلي بن الحاج موسى الجزائري، زيادة على الإجازات التي دونها بقلمه في حق مجموعة من تلاميذه منهم : أحمد بن داود الأخضري، ودالي علي الطاهر، ومحمد الهاشمي بن محمد الحفناوي، ومحمد العربي بن أحمد خليفة،.. والتي تثبت جميعها أنه أخذ العلم على كثير من العلماء خاصة خلال رحلاته إلى طولقة والهامل ومصر والحرمين الشريفين ، مما مكنه من تدريس العلوم وتفسير القرآن الكريم للعامة ،مع دروس الفقه والنحوللناشئة، كما أنه تولى الإمامة بمسجد الخنفري بحي قداشة مدة عشرين سنة، على الرغم من عدم تركه لأي أثر علمي مطبوع أومؤلف مخطوط.
كانت له مكتبة زاخرة بأمهات الكتب والمخطوطات النفيسة، وكان يقوم بنسخ الكتب التي يستعين بها في التدريس والمطالعة منذ مرحلة تلقيه العلم بزاوية الشيخ علي بن عمر بطولقة ،إلى غاية إصابته بمرض في عينيه في أواخر حياته . حظي بالثناء والتقدير من طرف أغلب من عرفه من معاصريه ،حتى أن نجله الشيخ الصادق وصفه بقوله (كان رحمه الله سني العقيدة، صوفي المشرب، لا يحيد عن الشرع قيد أصبع، آية من آيات الله في معرفة التفسير وحل مشكلات الكتاب المبين، متضلعا من الحديث، متحصنا بالشريعة في كل علم يقرأه من كلام أوحكمة أوتصوف.).
كما توقف الكاتب في ملحق خاص عند تراجم لأعلام من عائلة خمار منهم: أحمد بن قدور خمار جد المترجم له ،ووالده بلقاسم بن أحمد خمار،وإخوته على التوالي:الصادق وقدور وسعد الدين، وكذا أبناء إخوته منهم الباحث أحمد خمار والشاعر محمد بلقاسم خمار، بالإضافة إلى الكاتب عبد الله بن قدور خمار.
الكتاب إضافة جديدة في مكتبة التاريخ الثقافي المحلي تهدف إلى المحافظة على التراث الوطني من الاندثار والنسيان، على أمل مواصلة البحث والتنقيب في الوثائق والمخطوطات من أجل الكشف عن أسماء علمية أخرى لا تزال مغمورة والتعريف بها لدى الأجيال الصاعدة .