هل يعاقب الطفل والديه؟/ أمال السائحي
قول المختصين في علم نفس الطفل، أن عناد الطفل وحركاته الاستفزازية وكذبه، والتبول اللا إرادي له عدة أسباب اجتماعية ونفسية، ومن الممكن أن تكون عضوية..
ومن أبرز هذه المعوقات هو أن تحتقر ابنك وتعامله بطريقة استفزازية، أو أنك تعايره بابن جارك أو ابن من العائلة، لابد على الوالدين هنا أن يعلما أن لكل طفل شخصيته التي يتسم بها، ولك أيتها الأم ويا أيها الأب أن تتخذ معه منهاجا يساعده على التخلي عن هذا الطبع الذي اكتسبه، نتيجة أسباب خارجة عن إرادته..أو بسبب الوالدين ذاتهما.
قد تجد الطفل يفتعل مشكلات كثيرة بينه وبين إخوته، وبينه وبين أصدقائه من جيرانه، أو من أقاربه، كأن يقوم بضربهم، أو سرقة بعض أغراضهم، وذلك يمكن أن يعكس تشبث الطفل بنوع من أنواع عقاب والديه له، وذلك قد تم برفض تحقيق حاجة في نفسه رفضت له من قبل، فمن هنا يجب على الوالدين أن يدركا أن هناك حدا معقولا لهذا العناد، وتوضع له شروط ومقاييس لتهذيب هذه الظاهرة عند الطفل، ويفهم أن هناك حدودا لا يمكن تجاوزها، ومن جهة أخرى يجب على الوالدين أن يشعراه بالدفء الأسري والعاطفي، حيث إنّ إهمال الوالدين لشؤون طفلهما يؤدي إلى تحوّله، تدريجياً إلى شخص معاند وكثير الإلحاح، كما أنّ الحرمان بأي شكل من الأشكال يولّد حالات العناد، وخصوصاً الحرمان من حنان الوالدين.
ومن الطبائع غير اللائقة التي قد نصادفها عند الطفل، وهي جديرة بالاعتبار، كذب الطفل عناداً وتحديّاً لوالديه، اللذين يعاقبانه بشدّة، وذلك بهدف الهروب من العقاب القاسي الذي يحطّم نفسيته أو عدواناً وانتقاماً من أحد الوالدين أو الإخوة. فعلى سبيل المثال، قد يحكي الطفل إلى أبيه عمّا ارتكبه أخوه لكي يقع العقاب على هذا الأخير، بدون أن يكون قد ارتكب أي ذنب!
فجدير بالأبوين أن يقوما بتبصرة أولادهم بالقصة الهادفة التي تحكى ليلا قبل النوم، بتعليمهم معنى الصدق والأمانة، بعدم الاكتراث عندما يقول طفلك الصدق ولو تجدين فيه متاعب كبيرة، فهذا يكون أحسن من الكذب الذي تكون تبعاته وخيمة.
ومن المشاكل التي يحرجنا بها الأطفال، أن يقوم الطفل بالتبول اللاإرادي وهو عبارة عن الانسياب التلقائي للبول ليلاً أو نهاراً لدى طفل تجاوز عمره الأربع سنوات أي السن التي يتوقّع فيها أن يتحكّم الطفل بمثانته، وتلكم مشكلة قد ترجع إلى:
– انتهاج القسوة والعنف البدني من قِبل الوالدين مع الطفل.
– أو بسبب التفكك الأسري والطلاق أو كثرة الشجار أمام الطفل.
– أو دخوله إلى المدرسة والانفصال عن الأم.
-الحرمان العاطفي من جانب الوالدين.
فلابد للوالدين أن يستخدما أساليب التشجيع المعنوي والمادي، حتى يحس الطفل بالراحة والأمان، ولا داعي أبدا العودة إلى الضرب لأنه سوف يزيد المشكلة سوءاً.
ومن ضمن ما ذكرناه من المشاكل تأتي الحركات الاستفزازية التي يقوم بها الأطفال، لعلمهم أنها تثير غضب والديهم عند الخروج من المنزل والذهاب للتسوق أو الذهاب لوليمة عند أحب الأقارب، فالطفل يريد أن يُلفت النظر والانتباه إليه، ويريد أن يهتم به الآخرون وينجذبوا إليه، وأن يكون المحبوب المقرب لدى الجميع.
فعلى الوالدان إدراك الأمر الذي يتطلّع الولد إلى تحقيقه من جراء سلوكه الاستفزازي، فهل يريد أن يحصل على انتباه الوالدين أم أنه يتفادى شيئاً لا يحبه أو لا يجيد القيام به، أم أنّ هذا التصرف ناتج عن شعوره بالغضب من شيء ما حصل من الوالدين وهذه ردة فعل؟
وعند الإجابة عن هذه الأسئلة، يتوصل الأبوان إلى ما يريده الطفل، وسيتمكّنان من مساعدته في الحصول على ما يريد، بطريقة تربوية سليمة…