قضايا و آراء

2024/1935 جريدة البصائر بين لحظتين

أ. عبد القادر قلاتي/

بين لحظة الـتأسيس (27 ديسمبر 1935م)، ولحظة استمرارها إلى يومنا هذا (ديسمبر 2024م)، تخوض جريدة البصائر الغراء غمار صناعة الوعي بين الأجيال، وتكابد معاناة التحديّات المعاصرة التي فرضها منطق الإعلام الجديد بتوسع أدواته، وثراء مفردات التواصل الاجتماعي اليومي، الذي حوّل حياة النّاس إلى فضاء مفتوح متجاوزًا حدود التقاليد الثقافية والمنظومات القيمية للمجتمعات البشرية، في ظلّ هذا التحوّل الخطير أين نضع جريدة البصائر؟ وكيف نقدّر مستويات فاعليتها في المجتمع الجزائري؟
هذه الأسئلة وأسئلة أخرى يجب علينا أن نقف أمامها طويلاً لنفهم إمكانية الاستمرار، وآليات التفعيل بما يجعلها أداة إعلاميّة فعّالة معبّرة حقيقة عن مدرسة فكرية وإصلاحية عميقة الوجود داخل البنية النّفسيّة والاجتماعية للمجتمع الجزائري، سواء أثناء فترة الاستعمار الفرنسي الذي اشتغلت ترسانته الفكرية والأيدلوجية على تغيير مستويات الفرد الجزائري من الناحية الثقافية والمرجعية الحضارية، أو في فترة الاستقلال وبروز الدولة الوطنية، حيث انقطع تأثير الاستعمار وأدواته الفكرية، وظهرت الثقافة الوطنية بمرجعيتها الحضارية، التي كان لجريدة البصائر دور بارز في توثيقها وإحيائها في الواقع الثقافي الجزائري، ولولا التحوّلات الايدلوجية التي طغت لحظة الاستقلال الوطني، وغبش الرؤية التي سادت لحظة بروز الدولة الوطنية، لكانت البصائر الوسيلة الإعلاميّة الأشدّ حضوراً وفاعليّة منذ الاستقلال وإلى يوم النّاس هذا.
اليوم؛ ما تزال جريدة البصائر تعبر عن لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وتؤدي مهمتها الإعلاميّة النّبيلة في ظلّ ما عبرنا عنه بالتحوّلات الكبيرة والخطيرة في عالم الإعلام والاتصال، بأبسط الوسائل وأقلّ الإمكانيّات على ما كانت عليه أيام الاستعمار الغربي لبلادنا، فإذا بقي الحال على ما هو عليه، فلا نطمع في الوصول لواقع إعلاميّ معبر عن حقيقة حركة الإصلاح التي أسس لها علاّمة الجزائر ابن باديس، وليس لنا- في جمعية العلماء بقيادتها الحالية- إلاّ العمل على تحديد رؤية جديدة للإعلام، تعمل على الجمع بين المحافظة على رمزيّة هذه الوسيلة، ودعمها بجملة من الوسائل الإعلامية المعاصرة حتى نتجاوز إشكالية المقروئية والفعاليّة والانتشار التي تثار دائما في مؤسسات الجمعية، وهذا أقلّ ما يقدم لها.

guellatiabdelkader@gmail.com

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com