عين البصائر

هذا هو الأستاذ محمد الهادي الحسني رائد الوسطية والاعتدال (ج2)

أعده للنشر: حسن خليفة */

 

بعد التخرّج فضل أداء واجب الخدمة الوطنية، فالتحق بالكلية العسكرية لمختلف الأسلحة بشرشال، وتخرّج فيها ضابطا احتياطيا برتبة ملازم، فعيّن في مدرسة صفّ الضباط بالبليدة (حُوّلت إلى المدرسة الوطنية لتكوين ضباط الاحتياط)، فمارس مهام نائب قائد كتيبة، ثم قائد فصيلة، ثم قائد “كَرْدُوس” (فصيلتان). ثم رُقِّيَ في 1979 بعد فترة تربص إلى رتبة ملازم أول احتياطي وكان الأول في هذه الدّفعة.
اختار–بعد أداء الخدمة الوطنية -أن يعمل في الشركة الوطنية للنشر والتوزيع (SNED)، فعيّن رئيس مصلحة الكتاب العربي بمديرية النشر. وكان أول كتاب مخطوط قرأه، وقدّم تقريرا عنه، وتوصية بطبعه، هو كتاب “الصحف العربية في الجزائر” للدكتور: محمد صالح ناصر، ولم يكونا قد تعارفا أو التقيا. ثمّ رُقّي إلى رئيس قسم. وقد ساعده كثيرا العمل بالشركة الوطنية للنشر والتوزيع، في التعرف على النخبة العالمة والمثقفة في الجزائر وغيرها، وجلّهم أصبحوا أصدقاء له بعد ذلك، للإشارة هذه المؤسسة كانت الوحيدة التي تنشر وتوزع الكتاب في البلد.
اُنتُدِبَ في سنة 1986 للعمل في “مسجد باريس”، الذي كان عميده فضيلة الشيخ “العباس ابن الحسين”، ونائبه الأخ الدكتور “عبد الرزاق قسوم”، وكان مقررا أن يُعْهَدَ إليه الإشراف على مجلة لتعريف الجالية المسلمة بالإسلام، وحال دون ذلك أمور. وقد كلّفه فضيلة الشيخ العباس بإلقاء خطبة الجمعة وإمامة المصلّين بالتناوب مع الشيخ “عبد المحسن سليم”، المنتدب من الأزهر لمسجد باريس.
رجع إلى الجزائر نهاية سنة 1988، ورأى بعض الإخوة أن يلتحق بوزارة الشؤون الدينية، فعيّن نائب مدير مكلف بالتراث، وكان مديره هو الأستاذ الفاضل “عبد الوهاب بن حمودة”، ثمّ خلفه على رأس مديرية الثقافة الإسلامية والملتقيات عندما عيّن هو أمينا عاما للوزارة.
سعدت كثيرا بالعمل مع د. سعيد شيبان، ود. محمد برّضوان، فكانا نعم الرجلين في أخلاقهما، وتوجههما، وصدقهما، وقد كانا طبيبين حكيمين بحق.
في شهر أفريل 1992 ترك وزارة الشؤون الدينية، والتحق بالمعهد الوطني العالي لأصول الدين، حيث رأى مجلسه العلمي أنّه قد يكون أكثر فائدة في التعليم منه في الإدارة.
من المبادئ التي تعلمتها على أحد مشايخي: “علّم الناس وهم يبتسمون”.
اقترح عليه الأخ د. عبد الرزاق قسوم المغرم بإنجاز الأعمال المتميزة، أن تُنشأ بالمعهد مجلة سنوية أطلق عليها اسم: “الموافقات”، إعجابا منه بالشاطبي صاحب الموافقات، فألزمه أن يكون رئيس تحريرها، فاجتهدا لأن تكون المجلة ذات وزن وقيمة، بالإمكان المباهاة بها أمام مجلات العالم العربي، فكانت كذلك. وتلقّى المعهد رسائل من شتى الجامعات: السودان، ماليزيا، السعودية، تركيا، الكويت، المغرب، يطلبون تمكينهم من المجلة. وكتطوير للمجلة خُصص بداية من عددها الثاني ملف تعريفي بعالم جزائري. ولقيت الفكرة استحسانا كثيرا من القراء. وبعد استقالة د.عبد الرزاق قسوم من المعهد. تحوّل اسم المجلة إلى”الصراط”.
من الأعلام الذين خصصنا لهم ملفا في مجلة الموافقات: مالك بن نبي، أبو اليقظان، ابن باديس والابراهيمي
قدّر الله–عزّ وجل -أن يكون الشيخ الحسني أحد المساهمين في إعادة بعث جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فعُيّن عضوا في مكتبها الوطني، مكلّفا بالثقافة والإعلام، كما ساهم في إعادة نشر جريدة البصائر التي كان فضيلة الشيخ “عبد الرحمن شيبان” مديرها، والدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس تحريرها، وكان نائبا له. وكان من أنشط العاملين معهم، وأفضلهم علما وخلقا الأستاذ “محمد باباعمي”، ولم يكن قد”تَدَكْتَرَ”.وانسحب الشيخ الحسني من الجمعية في سنة 2007.
بعد انسحابه من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وظيفيا، تفرغ للتدريس إضافة إلى العمل الدعوي في المساجد والجامعات والمراكز الثقافية والتلفزة والإذاعة وغيرها…، حول الفكر الإسلامي وتاريخ الجزائر ولا يزال إلى يومنا الحاضر هذا.
“لقد منح الله للحسني حاسة لاقطة وشجاعة فائقة في تناول الموضوعات الحساسة، بأسلوب الواعظ الماهر، والدارس الاجتماعي البارع، والأديب البليغ. وإذا كان لكل كاتب خط فكري يسير على هداه، فالخط الذي سار ويسير عليه الحسني هو خط مرسوم إلى قدر معلوم، وهو خط ابن باديس ومنهج جمعية العلماء، ولكن في لون جديد وثوب قشيب”
د.أبو القاسم سعد الله.
أثر في حياته:
الشيخ محمد البشير الإبراهيمي
كانت أول مرة يراه فيها يوم: 02 نوفمبر 1962. حينها لَمّا يبلغ الحلُم بعد، وهو على كتف والده الذي اصطحبه لحضور افتتاح “مسجد كتشاوة”، بعد استرجاعه من المستعمر الفرنسي الذي كان قد حوله لكنيسة، توالت الأيام، وهو في الداخلية بثانوية عبان رمضان ذات مساء، إذ به يسمع على المذياع خبر وفاته، وإلى تلك اللحظة لم يعر له أي اهتمام، إلى حين مطالعة كتابه–رحمه الله – بعنوان: عيون البصائر. ومن ثمّ بدأ يكتشف قوة تلك الشخصية وآثارها شيئا فشيئا، حتى أصبح يتلذّذ كثيرا بكلامه، فأدرك أنّ فكر الإبراهيمي ليس بالعادي. ويشهد له بـ: فحولة في المواقف، متانة في العلم، وروح السخرية والاستهزاء بالاستعمار.
قال لي الشيخ علي مغربي: “فرنسا التي تكرهها لم تنل كلمة خير من جزائريين اثنين: الإمام البشر الإبراهيمي، والشيخ أبو اليقظان”.
ومذ عرف قيمة الإبراهيمي لم يسافر داخل الوطن أو خارجه، إلاّ وكتاب عيون البصائر يصحبه، ليهديه من يراه أهلا لأن يقرأ الإبراهيمي.
“تأثر الحسني بفن المقالة عند الشيخ الإبراهيمي، بل تأثر بأفكاره وأسلوبه وبعض عناوين مقالاته وبالأوتار الذي يضرب عليها للوصول إلى هدفه”د. أبو القاسم سعد الله

مواد درّسها:
الحركة الوطنية ومواثيق الثورة. بمعهد اللغة والأدب العربي–جامعة الجزائر- (1978-1985).
الحضارة الإسلامية بنفس المعهد. السيرة النبوية. الاستشراق ـ تاريخ الجزائر الحديث ـ حاضر العالم الإسلامي ـ (المواد الأخيرة هذه درّسها بكلية العلوم الإسلامية–جامعة الجزائر-)
بدأت التدريس بسيرة المصطفى صلّى الله عليه وسلم، ولا زالت مصاحبة لي إلى الآن. وسأتقاعد وأنا مع رسول الله.

الآثار الفكرية والعلمية:
الأعمال المنشورة:
من وحي البصائر.
نجوم ورجوم
قضايا وآراء.
أحداث وأحاديث.
أعلام وأعمال.
أشعّة الشروق.
الاحتلال الفرنسي للجزائر من خلال نصوص معاصرة.
المشاركة في جمع “آثار الإمام ابن باديس” وتصحيحها (الأجزاء 3).

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com