شعبة قالمة/ الشيخ الدكتور سعيد بويزري ومشروعه الدعوي الطموح “إحياء العلوم الشرعية”
أ.سلوى حمزاوي/
إنّ العلوم الشرعية هي أساس تكوين شخصية الفرد المسلم، ومنها يستقي الفرد أخلاقياته وسلوكياته، ويحتكم إليها في مشكلاته وأزماته، وتعزيز هذه العلوم يساهم في تهذيب المجتمع وأمانه النفسي وتماسكه الاجتماعي، وفي خطوة تعكس اهتمام جمعية علماء المسلمين الجزائريين – شعبة ولاية قالمة – بالتراث العلمي العريق في العلوم الشرعية، استضافت( الشعبة) قامة من القامات العلمية الكبيرة فضيلة الشيخ السعيد بويزري مع بعض طلابه النجباء .
وقد أقيم هذا اللقاء بالمركز الثقافي الإسلامي بقالمة مساء يوم الجمعة 29نوفمبر 2024م، الموافق لـ 27 جمادى الأول 1446هـ. وذلك في جلسة علمية بعنوان “قراءة في كتاب “.
افتتحت الجلسة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم تلاها الطالب إسلام باي
ثم ألقى الأستاذ عبد الحليم دبيش كلمة رحب من خلالها بالحضور الكريم، وقدم نبذة تعريفية موجزة عن الشيخ السعيد بويزري، وهو عضو المجلس الإسلامي الأعلى ورئيس لجنة الفتوى به،.وله رحلات طويلة شرقا وغرباً، وشمالا وجنوبا، من أجل نشر العلم، والدعوة إلى الله، والسعي في إصلاح ذات البين، ثم ذكر الأستاذ عبد الحليم دبيش أن للشيخ بويزري مشروعا علميا تراثيا عظيما، وهو مشروع ناجح في نشر العلوم الشرعية.
وهذا المشروع معني ومهتم بتعليم العلوم الشرعية الأساسية وتعزيز أهميتها في نفوس الطلاب لتكون لهم منهج حياة.
وقد تفضل الأستاذ مولود طاشور، وهو أحد طلاب الشيخ بويزري بتقديم نبذة موجزة عن المشروع، وعن المتون والرسائل التي شرحها الدكتور السعيد بويزري في السنوات الأخيرة، وكذلك أشار إلى الولايات التي قدم فيها هذا المشروع.
وهذا المشروع الذي سماه الشيخ بـ (إحياء العلوم) جاءت فكرته من مشروع الإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي رحمه الله، صاحب “إحياء علوم الدين”.
وقد انطلق هذا المشروع في أواخر عام 2016م، بمسجد صغير في حي بأعالي الجزائر يعرف بمسجد حمام القديم، وقد كان التركيز في بداية هذا المشروع على الزوايا والمساجد، فكان يهدف لتفعيل دورها في إحياء العلوم الشرعية، وزرع القيم والمبادئ في أفراد المجتمع الجزائري، من أجل أداء دورها التعليمي، تعليم القرآن، والسنة النبوية، وشرح المتون في مختلف العلوم، وكذلك نشر ثقافة الاطلاع على أمهات الكتب الشرعية وشروحها، عبر مختلف ولايات الوطن، وقد بلغت حلقات ” إحياء العلوم ” 14حلقة، وحظيت قالمة بالحلقة 15، الذي تقرر فيها شرح كتاب ” الغصن الطري على مختصر الأخضري للشيخ العلامة عبد اللطيف سلطاني الجزائري.
ثم تفضل الشيخ السعيد بويزري وبدأ في شرح كتاب ” ” الغصن الطري على مختصر الأخضري للشيخ العلامة عبد اللطيف سلطاني الجزائري”.
قام الشيخ بالتعريف بالشيخ عبد الحفيظ سلطاني إسمه ونسبه والمناصب التي تولاها، وماله من قيمة علمية بين علماء الجزائر خاصة وعلماء الأمة عامة، وترجم له ترجمة وافية في القسم الأول من الدراسة، الباب الأول في التعريف بالشيخ عبد اللطيف سلطاني، من كتاب “” الغصن الطري على مختصر الأخضري ، بتحقيق عبد الرحمن دويب، طبعة دار المعارج.
ثم عرف بالشيخ الإمام عبد الرحمن الأخضري المالكي المتوفي 953هـ.
هو الإمام العلامة عبد الرحمن بن سيدي محمد الصغير بن محمد ابن عامر الأخضري البنطيوسي البسكري الجزائري المالكي العالمُ العلّامة والشاعر النّاظم الجيِّدُ فارسُ المعقول والمنقول.
من أبرز علماء الجزائر في القرن العاشر الهجري، أطبقت شهرته الآفاق وغدت تآليفه تدرس في شتى حواضر العلم والمعرفة، من بغداد إلى الأزهر بالقاهرة إلى الزيتونة بتونس.
ثم تطرق الشيخ لمواضيع الكتاب وشرح فصوله باقتضاب، حتى لا يطيل على الحاضرين، وقد أحال الشيخ الحضور الكرام الى الكتاب، وتوقف عند بعض المسائل المهمة، كالكلام عن المكلف، ووجوب التكليف، ومباحث الطهارة، والوضوء، وأهمية الصلاة ومكانتها في الشريعة، وبعض شروطها ومسائل تتعلق بهذا الباب.
ثم فتح المجال لطرح التساؤلات حول الموضوع ورد عليها بصدر رحب .
وأثنت الاستاذة صباح غموشي على مشروع إحياء العلوم بأنه مشروع رائع ونافع جدا ومجلس علم ثري وقدمت شكرا ودعاء للشيخ السعيد بويزري على ماقدمه لنشر الوعي الديني والثقافة الإسلامية عبر كافة ربوع الوطن.
ـ ومن هنا نجد أن لهذا المشروع أهمية كبيرة في المجتمع تهيئ بعض الناس حتى يصبحوا طلاب علم ودعاة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ونشر الأخلاق النبيلة .
جزى الله الشيخ السعيد بويزري كل خير على كل ما قدمه لنا .نسأل الله تعالى أن يزيدنا علما و يفقهنا في الدين .
وفي الأخير ختم لنا الشيخ فؤاد معيزي رئيس شعبة ولاية قالمة بدعاء
جزاه الله خيرا .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.