جهل وتبعية/ محمد الصالح الصديق
اضطرتني ظروف قاهرة لحضور عقد على امرأة بالعاصمة –الجزائر- وكان من بين الحاضرين رجل متفرنس من أولئك الذين يرون أنفسهم فوق الناس جميعا لأنهم يتحدثون الفرنسية، ولا يشعرون بأنهم دون غيرهم إلا عندما يكونون مع الفرنسيين، فعندئذ ينكمشون أو يتقزمون أو يتحولون إلى تلامذة يتعلمون.
انتهى الإمام من العقد وقراءة الفاتحة، ثم وزعت مشروبات وحلويات، ثم انطلق الرجل ينتقد الإسلام ويلاحظ بالخصوص أنه دين عظيم لولا أنه يبيح تعدد الزوجات، وقبل أن يسترسل في جهله وغروره رجاني أن لا أتأثر لهذه الملاحظة، فإن ما دفعه إليها هو مجرد البحث عن الحقيقة، وهم بالحديث لكن شابا – عرفت بعد أنه أستاذ في إحدى الثانويات- اندفع يقول في صوت جهوري، ولهجة قوية: أنا أجيبك وأكفي الأستاذ. إنكم تنتسبون إلى الإسلام ظلما لأنكم لا تعرفون عنه سوى أنه دين ظلم المرأة، وحرمها من حقوقها وأباح تعدد الزوجات. وحاول الرجل أن يتحدث فخانه لسانه وتلعثم، ثم أخذ يتحدث بلغته فصاح الناس من حول أن تحدث بالعربية ألست عربيا، وتقيم بين العرب؟ فتحدث بلغة مزيـجة تتصارع فيها لغتان: العربية والفرنسية، وكانت الغلبة للفرنسية، وطالت المعركة وظهر الرجل أنه ندم من نزوله إلى المعركة بلا سلاح، حيث صار يدور في فلك الموضوع دون حجة وبرهان، فرأيت أن أتدخل، وخاصة بعد أن صار الجميع يريدون معرفة الحقيقة، فقلت للرجل الـمتفرنس: هناك أناس متصابون متحرقون وجدا على المرأة لا يلذ لهم إلا الحديث عنها يدفعهم الجهل والتقليد الأعمى للغرب إلى أن يترسموا خطاهم في معاداتهم للإسلام، وفي الطعن فيه، والبحث عما يشوهه ويشينه…
أما اتهامك أنت للإسلام بأنه ظلم المرأة حيث أباح تعدد الزوجات فتهمة باطلة لا تلبث أن تتلاشى وتتبخر مع الإنصاف والنظر العقلي فيما أسوقه لك:
إن الإسلام دين البشرية جمعاء، جاء ليعالج مشاكل العالم، ومن هنا فإنه ينظر إلى الحالة العامة، ويعالج المشكل وفقها وعلى حسبها، ففي مختلف أنحاء المعمورة يوجد من تضطره ظروف ما إلى التعدد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى هل تريد من الإسلام أن يمنع التعدد ويبيح المعاشرة؟ أمام الطوفان الغامر من الفتيات اللاتي يطلبن الزواج، وينشدن العفة؟ أيهما خير في منطقك أن تكون المرأة زوجا مع أخرى في ظروف خاصة أو تحيا بلا زواج؟ وهل أفلح هؤلاء الذين ينددون بالتعدد في منع العشيقات؟ وهنا لم يجد الرجل أمامه إلا أن يقوم مستأذنا لأن له موعدا قد حان..
السلام عليكم كيف حالك استاذنا الفاضل اتمنى ان تكون بخير وبصحة جيدة ولكن لماذا تقول اضطرتني ظروف قاهرة لحضور عقد القران ? اتفهمك لست الوحيد يقول الشيخ المرحوم احمد سحنون سالني شابا اعرفه محافظا متدينا عرض لي ذات يوم واعتذرلي قبل ان يسالني هل في الدين مبرر لشاب مثلي ليس له على الزواج قدرة ولا على العزوبة صبر ان ,,,,,,,!!قلت له في دهش! ماذا تقول احترم دينك ?او لست مسلما ?قال بل انا مسلم ولكنني مظطر قلت له ان الله لا يامر بالفحشاء وليس في الامر ضرورة انما الضرورة في القوت الذي من عدمه يموت والله تعالى يقيد هذه الضرورة بذلك اذ يقول ( فمن اضطر في مخمصة ) والمخمصة الجوع وليس هذا من ذلك فانه عز وجل يعلم ضعف عباده فما حرم شيئا الا جعل مما حلل منه عوضا فهو حرم الربا حلل البيع واذحرم الزنا حلل الزواج -اذن -ان المظطر ياكل الميتة ( ولكن الميتة هنا كانت هي المراة التي لم يعقد عليها ) ان الدين يا قوم ليس مجموعة ضرورات ولا مجرد صلوات ولا محض اخلاق ولكنه قانون اجتماعي شامل لا ينتفع به الا من عمل به كله انه قانون الله لعباده وليس من صنع مخلوق ضعيف تستبد به مشاعر وتدفعه مصالح وتتحكم فيه ظروف واعجب من هذا كله هذه النصائح المضحكة والمبكية التي نصح بها صديق صديقة يقول فيها الاعزب: عاقل اتعظ بغيره العرس :جنازة صاخبة الزواج :رق حضاري الوفاء :طبع في الكلاب يتنازل عنه اغلب البشر الطلاق :عمل شجاع متأخر الابناء :تذكار حي تخرج به من تجربة غبية الارمل :رجل الح على الله بالدعاء الارملة :كانت زوجة رجل من الله عليه بالخلاص فما رايكم في هذا المتفرنس الاحمق