القضية الفلسطينية

حُلمُ العالَمُ هو نهايةُ المشروع الصهيوني

د.خديجة عنيشل/

لسنا نحن –العربَ والمسلمين وأحرار العالم- فقط من نحلمُ بعالَمٍ خالٍ من الصهيونية؛ خالٍ من الشرِّ والقتلِ والإجرام .. لسنا نحن فقط من نريدُ أن تنتهي حربُ الحقد الصهيونية بانتهاءِ جرثومةِ الصهيونية الخبيثة، بل من اليهودِ أنفسهم من يحلُمُ بذلك؛ لقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى بعض المنصّاتِ الإعلامية كـ (يني شفق العربية) Yeni Safak AR
فيديو خطير وصادم يُصرّحُ فيه الأكاديمي اليهودي البروفيسور حاييم بريشيت قائلاً بكلِّ ثقةٍ وإيمانٍ بالفكرة:» ..مانريدُهُ، بالطبع، ليس مجردَ وقفٍ لإطلاقِ النار ، وقفُ إطلاقِ النار لا يعني شيئاً، لأنه يعني أنَّ النيرانَ ستشتعلُ من جديد. كلّا، ما نريدُهُ هو نهايةُ المشروع الصهيوني، وقيامُ فلسطين جديدة يعيشُ فيها اليهودُ والمسيحيُّون والمسلمون معاً كما عاشوا في الأندلس، وكما عاشوا في فلسطين، وكما عاشوا في ظلِّ الدولةِ العثمانية، وكما عاشوا في جنوب إفريقيا وكما عاشوا في ظلِّ حكمِ المَغول، وكما عاشوا في معظمِ شمالِ إفريقيا والشرق الأوسط دون إبادةٍ جماعية، دون معاداةٍ للسامية أو الإسلاموفوبيا، دون مذابح دون هولوكوست، يعيشون معاً . وأعتقد أن هذا ما نريدُهُ، وأعتقد أنّ هذا ما سنُحقّقُه. لذلك أعتقد أن الرهانات هنا عاليةٌ جداً؛ نحن لا نحاربُ فقط من أجلِ فلسطين بل نحاربُ من أجلِ شرقِ أوسطٍ جديد، من أجلِ نهايةِ الإسلاموفوبيا كسياسة وكعمل من جانبِ الغرب من أجلِ إنهاءِ الفصلِ العنصري في فلسطين، ومن أجلِ نوعٍ من التعايش كما كنا دائماً في الشرق الأوسط»
لقد كشف طوفانُ الأقصى بنيةَ الكيان الصهيوني القائمة على عدم التجانس مع أيِّ مُكوِّنٍ آخر لأن هذا الكيان الغاصب القاتل الهمجيّ يتجرّدُ دائماً من الإنسانية ومن قيم الرحمة، وهذا رأيٌ قالت به عالمةُ الاقتصاد السياسي وأستاذة التنمية الاقتصادية بجامعة هارفارد الأمريكية، اليهوديةُ سارة روي، وكتبتهُ في مقالٍ لها بعنوان “نداء يهودي (A Jewish Plea)” يبيّن كيف أن “إسرائيل” تمثل بالنسبة إليها كيهودية مشكلة إنسانية وتشوهًا أخلاقيًّا»
الحربُ على غزة لم تكن منذ السابع من أكتوبر .. غزة كانت تئنُّ وتتألم وتُنحَر بطريقةٍ خبيثة كشف عنها بعضُ اليهود أنفسهم من أبرزهم سارة روي؛ إذ تذكرُ جامعة هارفارد في موقعها الخاص أن الأكاديميةَ وعالمةَ الاقتصاد اليهودية سارة روي التي اشتغلت في مسارها البحثي على التنمية في غزة، هي من استحدثت مصطلح (إفقار غزة (Gaza’s de-development ، وألَّفت في ذلك كتاباً هو: “The Gaza Strip: The Political Economy of De-development”، كتابٌ صدرت له ترجمةٌ بالعربية عام 1995م بعنوان “قطاع غزة: السياسة الاقتصادية للإفقار التنموي”، ثم أعادت سارة روي إصداره مرتَين، إحداهما عام 2001، والأخرى عام 2014 بعد ذلك، وكانت في كل مرة تعيد تحديثَهُ وفقًا للمتغيّرات على الأرض الفلسطينية خصوصاً بعد الحروب الإجرامية التي كانت تشنُّها سلطاتُ الاحتلال على قطاع غزة المُحاصَر.
وفي كلِّ هذه الإصدارات لكتابِها كانت سارة روي تُثبتُ بالأرقام والبيانات والإحصاءات المنهجَ الشيطاني الذي يسيرُ عليه الاحتلال الإسرائيلي بتعمُّدِهِ تجويع غزة وإذلال أهلها وتدمير التنمية بها منذ احتلال القطاع عام 1967، «مشيرة إلى أن القطاع كان فيما سبق مرتبطًا بالضفة الغربية ومتكاملًا اقتصاديًّا، لكن “إسرائيل” تعمّدت تحويله إلى جيب معزول فقير، وكلما حاول أهله النهوض لاحقتهم “إسرائيل” بالضربات العسكرية التي تعيده للمربع صفر، معتبرة أن إفقار غزة هو نهج مؤسساتي إسرائيلي، وهدف استراتيجي لجعل غزة مكانًا لا يصلح للحياة».
إنّ الأبطالَ الذين صنعوا طوفان الأقصى لم يقودوا غزةَ إلى الجحيم بل بالعكس؛ لقد حرّروا غزّةَ وفلسطين كلها من وهمِ الضعف وانتصروا على الخوف، وانطلقوا في طريقِ التحرير الممهورِ بالدّماءِ والأرواح، وبفضلِ إنجازهم الأسطوري هذا ستوؤَدُ الجرثومةُ الصهيونيةُ المجرمة وسينتهي سرطان الكيان الصهيوني، وستولدُ دولةُ فلسطين بحق وعاصمتها القدس الشريف.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com