هذا هو الأستاذ محمد الهادي الحسني ….رائـد الوسطيـة والإعتـدال(الجزء الأول)

أعده للنشر: حسن خليفة */
في سياق التعريف المنهجي بالشخصيات العلمية والوطنية ؛ خاصة من أبناء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يسرّنا أن نقدم هذه السيرة الموجزة للأستاذ الباحث والمؤرخ والكاتب الصحفي البليغ ، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين السابق، ورئيسها الشرفي حاليا، وهو المعروف بنشاطه المعرفي ـ الفكري الديني الرائع، حيث طاف ويطوف الوطن ، من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، لا يتأخر عن إجابة الدعوات التي تصل إليه ليحاضر، ويدرّس، وينشط ويؤطر فعاليات مختلفة ، في المساجد، والمراكز الثقافية، والمراكز الجامعية العلمية الخ ..بارك الله فيه وفي جهوده الرائعة خدمة للدين والوطن، وخدمة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي يجلّها ويعدها “خير جمعية أُخرجت للناس ”
الاسم والنسب: محمد الهادي بن عبد الوهاب (المدعو محمد الصالح) الحَسَنِي.
تاريخ الميلاد ومكانه: 05/09/1947م. بن ياجيس. دائرة جيملة –ولاية جيجل-.
السيرة العلمية:
• الدراسة الابتدائية: مدرسة قلصده، ثم مدرسة الحياة بمدينة جيجل.
• الدارسة الإعدادية: ثانوية ابن خلدون، ثم ثانوية عبّان رمضان بمدينة الجزائر.
• الدراسة الثانوية: ثانوية الشويخ بدولة الكويت.
• الدراسة الجامعية: كلية الآداب (قسم التاريخ) بجامعة الجزائر.
المهام والوظائف:
• رئيس مصلحة الكتاب العربي بمديرية النشر في الشركة الوطنية للنشر والتوزيع (SNED).
• رئيس قسم التراث بالمؤسسة الوطنية للكتاب (ENAL).
• منتدب للدعوة بمسجد باريس، وإمام جمعة (1988-1986م).
• نائب مدير مكلف بالتراث بوزارة الشؤون الدينية.
• مدير الثقافة والملتقيات بوزارة الشؤون الدينية.
• رئيس تحرير مجلة الموافقات، التي أصدرها المعهد الوطني العالي لأصول الدين –الجزائر-.
• نائب رئيس تحرير جريدة البصائر، لسان حال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
• عضو المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، مكلف بالثقافة والإعلام من 1999 إلى 2007م، تاريخ الانسحاب من الجمعية.
• رئيس تحرير مجلة الوعي.
الأعمال المنشورة:
• من وحي البصائر.
• أشعة الشروق.
• الاحتلال الفرنسي للجزائر من خلال نصوص معاصرة.
• المشاركة في جمع “آثار الإمام ابن باديس” وتصحيحها (الأجزاء 5،4،3) رفقة الأستاذ محمد الصالح صديق.
• المشاركة في جمع “آثار الإبراهيمي” (5 أجزاء) رفقة الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي.
• رجوم ونجوم
• قضايا وآراء
• أحداث وأحاديث
• أعلام وأعمال
الاهتمامات والمتابعات:
• تاريخ الجزائر، خاصة الفترة الاستعمارية.
• عمليات التنصير الجارية في الجزائر، وهو أخطر ما يهدد مستقبل الجزائر ووحدتها.
• متابعة ما يُنشر وما يذاع في الغرب عن الإسلام.
هو المجادل البارع، والواعظ المؤثر، له ثقافة العصر التي اختار منها الوجه الذي يخدم شعبه وأمّته، من قرأ له دون أن يرى صورته يحسبه من جيل حركة النهضة والإصلاح في القرن الماضي، ولكن أفكاره وصورته، تشي به فتجعله من دعاة عصر العولمة ولكن بإحسان، ومن فرسان عصر التكنولوجيا بجدارة وإتقان، هو ممثل لتيار الإصلاح الوسطي دون عقدة.
النشأة والدراسة:
• أول أشياخه هو “الشريف مهرهرة” الذي قرأ عليه نصيبا من القرآن الكريم، وكان يقيم في منزلهم، ليعلّم أبناء الأسرة والقرية بشكل عام.
• في سنة 1956م هدم الجيش الفرنسي منزلهم فانتقل وأسرته إلى مدينة جيجل، وأدخل “مدرسة قلصده” –وهي عبارة عن حجرة واحدة عديمة التهوية، كريهة الرائحة. وكان معلمه هو الشيخ “مصطفى عباده” –أحد تلاميذ الإمام ابن باديس-.
ثم انتقل إلى مدرسة الحياة للبنين، وكان يعلمه فيها: الشيخ “عمار مزراق”، أما المدير فكان العالم الجليل: محمد الطاهر ساحلي (الجيجلي) الذي أُطلق عليه اسم: ابن باديس الصغير. (مدرسة الحياة للبنين، استولى عليها الجيش الفرنسي، وكِلتا المدرستين أسّستها جمعية العلماء).
• أتمّ السّلكة الأولى للقرآن الكريم في نهاية 1959 على يد والده –رحمه الله-الذي لا يذكر أنه تعرض للضرب من قِبَلِهِ إلا مرة واحدة لأنه لم يحفظ الورد اليومي من القرآن، حين آثر اللعب مع أقرانه على ذلك. وكان الوالد يصطحبه إلى المسجد لصلاة الفجر، ويبقى فيه إلى قرب موعد المدرسة، يحفظ كلام الله.
• بعد مواصلته الدراسة لسنتين، في المدرسة السالفة الذكر، ونظرا لظروف متعلقة بالثورة، لم يتمكن من إجراء امتحان الشهادة الابتدائية، فبقي يعيد السنة النهائية من التعليم الابتدائي، ولم يكن له ورفاقه خيار آخر، فامتحانات الشهادة لم تكن لتجرى، ومعهد ابن باديس قد أُغلق.
• بعد استعادة الجزائر للاستقلال، سجله الوالد في معهد ابن باديس بقسنطينة، ولكن أخاه الأكبر “محمد الربيع” فضل أن يأخذه إلى مدينة الجزائر، فسجل في سبتمبر 1962 في مدرسة بحي المرادية “لارودوت”، وهي أيضا تابعة لجمعية العلماء، وكان “الشيخ محمد الطاهر ساحلي” قد سلّمه شهادة إثبات مستوى وتزكية من مدرسة جيجل.
• في بداية 1963 أجريت مسابقة للدخول إلى السنتين الأولى والثانية إعدادي في الثانوية المعرّبة الأولى في مدينة الجزائر، وهي ثانوية “ابن خلدون”، التي كان موقعها في “حي بلكور”، وهي من تأسيس جمعية العلماء أيضا، وكان مدير الثانوية هو الشيخ “عبد المجيد حيرش”.
كان مستوى التلاميذ وتوجيههم تحكمه وتحدّده مادة الإنشاء، فمن كان إنشاؤه حسنا وُجِّهَ إلى السنة الثانية، وإلاَّ سُجِّل في السنة الأولى. وقد نجح إلى السنة الثانية 15 تلميذا، الحسني واحد منهم. ونظرا لقلّة الناجحين إلى السنة الثانية أُلحق جميع الممتحَنين بالسنة الأولى.
• وفي السنة الدراسية 1963-1964 انتقل إلى ثانوية عبان رمضان لتوفرها على النظام الداخلي، وكان من أبرز من درس عليهم في هذه السنة (الثانية إعدادي) الأستاذ “عبد الحفيظ بدري –رحمه الله-“. يشهد الأستاذ وقد بلغ من العمر ما بلغ، والتقى بطائفة من العلماء في الجزائر وفي غيرها، واستمع إلى الكثير من العلماء والأدباء، أنّه ما سمع أفصح لسانا من هذا الأستاذ.
• في السنة الدراسية 1964-1965 درس وبعض الزملاء برنامجين في سنة واحدة، برنامج السنة الثالثة إعدادي وبرنامج السنة الرابعة، للمشاركة في امتحان شهادة الأهلية، وكانوا يراجعون الدروس ليلا في دورات المياه، لأن الأضواء تُطفأ على الساعة العاشرة، وقد وفق الله –سبحانه وتعالى- أغلب زملائه، فحصلوا على الشهادة وانتقلوا من السنة الثالثة إلى السنة الرابعة إعدادي، إلاّ أن إدارة الثانوية التي كانت قد وعدت الطلبة في وقت سابق بأن تسمح لهم بالانتقال من السنة الثالثة إعدادي إلى السنة الأولى ثانوي، إن هم نجحوا في الشهادة الأهلية، أخلفت وعدها.
• في بداية سنة 1966 حصل على منحة دراسية إلى الكويت عن طريق وزارة التربية في الجزائر، فالتحق بثانوية الشويخ، وحصل منها على شهادة الباكلوريا –الفرع الأدبي- في جوان 1969. وأهم ما استفاده من الكويت تخصيص الجزء الأكبر من المنحتين –الجزائرية والكويتية- لشراء الكتب، والمجلات الثقافية، لأن دولة الكويت الشقيقة كانت توفر لهم الإطعام، والإيواء، والكتب الدراسية، والكراريس، وبذلتين سنويا. كما لا ينسى فضل الأستاذ “محمد عبادة” الذي سهّل له صعوبة اعترضته في وزراة التربية الوطنية، ولولاه –بعد الله- لما تمكن من السفر، كما أنه استخرج له جواز سفر من ولاية الجزائر في أقل من ساعة.
• قرر العودة إلى الجزائر بعدها، على الرغم من أن فرصة الدراسة بمصر كانت متاحة له، فسجّل في كلية الآداب بجامعة الجزائر، واختار قسم التاريخ، فتخرج فيها عام 1972. ومن الأساتذة الذين تأثر بهم واستفاد منهم الكثير، ولم تنقطع صلته بهم، فضيلة الشيخ أحمد حمّاني، ود. الهاشمي التيجاني، ود. موسى لقبال –رحمهم الله-، ود. أبو القاسم سعد الله -رحمه الله-.
* تم نشربيوغرافيا شبه مفصّلة عن الشيخ الأستاذ القديرمحمد الهادي الحسني في موقع وسام العالم الجزائري ، وهو يحتاج إلى تفصيل وإضافات ربما تتاح الفرصة في المستقبل لإنجازها ،مع الحديث عن أسلوب الأستاذ الحسني المتفرّد في الكتابة الصحفية، وانتقاء موضوعاته بشكل خاص ومميز ، وأيضا الإشارة إلى أنه كان نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وهو الآن رئيس شرفي لها، وجهاده الكبير باسم الجمعية معروف عند الخاص والعام. بارك الله في جهوده
يُتبع في الحلقة الثانية والأخيرة لهذه السيرة الزاخرة لأستاذنا الكبير محمد الهادي الحسني