قصة نجاح/ الشيخ الداعية موسى عزوني..: جهاد مستمر من أجل نشر الدعوة والإصلاح بين الجاليات المسلمة
إعداد: عبد الغني بلاش/
في مقابلة تلفزيونية خاصة مع إحدى القنوات الجزائرية، تحدث الشيخ موسى عزوني عن محطات هامة في مسيرته الدعوية والتي امتدت بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية. رحلة مليئة بالتحديات، تخللتها لحظات مفصلية أكسبته خبرة عميقة في نشر الدعوة وإصلاح المجتمع، وهو اليوم يُعد من أبرز الشخصيات التي تركت بصمة واضحة في مجاله، وهو الأمر الذي جعلنا اليوم ننقل لكم قصة نجاحه عبر جريدة البصائر حتى يحفظها التاريخ ويعود اليها وقت ما شاء..
البدايات.. من الجزائر إلى العالم
تحدث الشيخ موسى عزوني عن بداياته قائلاً: «نشأت في بيئة تعلي من قيمة العلم والدعوة، وعاشرت العديد من العلماء الذين تركوا بصماتهم في نفسي.» وأضاف: «كنت دائماً محاطاً بالأشخاص الذين كانوا يرون أن العلم والعمل الصالح هما السبيل لبناء المجتمع.» هذه البيئة شكلت انطلاقة حقيقية له في مسيرته، حيث بدأ اهتمامه بالعلوم الشرعية والدعوة منذ سن مبكرة.
وأكد الشيخ موسى في المقابلة أنه خلال دراسته في الجزائر، تأثر بالعديد من العلماء المرموقين، على رأسهم الشيخ محمد الغزالي، الذي كان له تأثير كبير على مفهومه للإسلام والدعوة. «الغزالي علمني كيف أرى الإسلام من زاوية شمولية، وكيف أساهم في نشر تعاليمه بعيدًا عن التطرف أو الانحراف.» كما أوضح الشيخ موسى في حديثه عن هذا التأثير.
التحديات.. مسيرة من التضحية والعطاء
عن التحديات التي واجهها خلال مسيرته، قال الشيخ موسى: «واجهت العديد من الصعوبات في الدعوة، خاصة عندما بدأت العمل في المهجر.» وأضاف: «عندما انتقلت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وجدت نفسي أمام تحدٍ كبير في نشر الدعوة بين الجاليات المسلمة التي كانت تواجه الكثير من الضغوط الثقافية والاجتماعية.»
وتابع الشيخ موسى في حديثه عن هذه المرحلة قائلاً: «كنت أعتبر أن التحدي الأكبر هو مواجهة التيارات الفكرية التي قد تضلل الناس، وكنت دائمًا أسعى إلى توجيههم بالحكمة والموعظة الحسنة.» هذه الظروف كانت بمثابة اختبار حقيقي لإرادته في نشر الرسالة الإسلامية، حيث كان يواجه ظروفاً صعبة بين الشباب الذين كانوا ضحايا للغربة والتغيرات الثقافية.
اللحظات الفارقة.. لقاءات حاسمة وأفكار جديدة
في حديثه عن اللحظات الفارقة التي غيرت مجرى حياته، أشار الشيخ موسى إلى لقاءه مع الشيخ يوسف في الولايات المتحدة. وقال: «كان لهذا اللقاء تأثير كبير في حياتي، فقد منحني رؤى جديدة حول كيفية التعامل مع التحديات التي تواجه الجاليات المسلمة في الخارج.»
كما تحدث عن العديد من اللقاءات مع الشباب، قائلاً: «كانت التحديات التي يواجهها هؤلاء الشباب في المهجر كبيرة، وكان من الضروري أن أتواصل معهم وأوجههم نحو الطريق الصحيح.» وأضاف: «كنت أراهم ضحايا للظروف الاجتماعية الصعبة، وكان هدفي دائماً أن أكون مرشدًا لهم ليعودوا إلى الطريق القويم.»
الإنجازات.. منابر الدعوة والإصلاح
في إطار حديثه عن إنجازاته، تحدث الشيخ موسى عزوني عن دور الخطب والندوات في تعزيز دوره الدعوي، قائلاً: «من خلال خطب الجمعة والمحاضرات التي ألقيتها في المساجد داخل الجزائر وخارجها، كنت أهدف إلى تحفيز الناس على التمسك بالقيم الإسلامية.» وأضاف: «لم يكن هدفي مجرد الكلام، بل كان الأهم هو تقديم الفهم الصحيح للإسلام والتأكيد على القيم التي ينادي بها ديننا.»
وأوضح الشيخ موسى في المقابلة أن من أبرز إنجازاته كان تأسيس مدارس لتحفيظ القرآن الكريم في بعض الدول الأوروبية، حيث كانت هذه المدارس بمثابة ملاذ للشباب المسلم لتعليمهم كتاب الله بعيدًا عن المؤثرات الثقافية السلبية. وأشار إلى أن هذه المدارس كانت تهدف إلى تقديم تعليم إسلامي سليم ومحاربة الأفكار المتطرفة.
الأسرة والمجتمع.. الدعم الحقيقي لمسيرة الدعوة
تحدث الشيخ موسى عزوني عن دور أسرته في دعمه، قائلاً: «لقد كانت عائلتي بمثابة الداعم الأول لي في هذه المسيرة. لقد نشأت في بيئة تشجع على العلم والدعوة.» وأكد على أهمية التوازن بين الحياة الشخصية والمسؤوليات الدعوية، قائلاً: «كانت زوجتي وأولادي دائماً إلى جانبي، وهم من ساعدوني في اجتياز الصعاب.» وأضاف الشيخ موسى أن هذه الأسرة كانت تشاركه في نشر الدعوة والعمل على دعم الشباب المسلم في المهجر.
الرسالة.. دعوة إلى التفاؤل والتغيير الحقيقي
في ختام المقابلة، وجه الشيخ موسى عزوني رسالة قوية إلى الشباب في الجزائر وفي المهجر، حيث قال: «أوجه نصيحتي للشباب أن يتحلوا بالصبر والوعي في مواجهة التحديات، وأن يثابروا على تعلم دينهم والعمل به.» وأضاف: «التحديات التي نواجهها اليوم هي فرص لتقديم نموذج حي للمجتمع المسلم الذي يتسم بالتعايش والسلام.»
كما دعا الشيخ موسى الشباب إلى أن يكونوا جزءًا من عملية التغيير، قائلاً: «الشباب هم عماد الأمة، وإذا تمسكوا بتعاليم دينهم، فهم قادرون على إحداث التغيير في مجتمعاتهم.» وأكد في حديثه أن الجيل الجديد هو الأمل في إصلاح المجتمع، وأنه بإمكانه تحقيق التغيير إذا تمسك بالعلم والعمل الصالح.