ما هي الأولويات عند تطاول الكفار على المسلمين
الشيخ محمد مكركب أبران
mohamed09aberan@gmail.com/
الفتوى رقم:739
الســــــــــــؤال
نحن نعيش ظروفنا العادية، وكثير من إخواننا المسلمين يُعَذَّبون؟ فما هي الأولويات التي يجب علينا القيام بها؟ قالت السائلة: هي الآن ربة بيت تقوم بشؤون البيت ومشروعها الثاني تدبر القرآن الكريم. تسأل: إلى متى وتطاول الكفار يزداد؟
الجـــــــــــواب
بسم الله الرحمن الرحيم،والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: نعم لا بد من فقه الأولويات: خصوصا في زمن الفتن، وما أكثر الفتن في عصرنا هذا؟!! قالت السائلة: (فما هي الأولويات التي يجب علينا القيام بها؟) والأولوية هي ما يحتاجه الإنسان قبل غيره من الضروريات، وأما التدرج في العمل، هو فعل ما يُبْنَى عليه العمل اللاحق. ففقه الأولويات يقتضي فهم ما يقتضيه الحال قبل غيره. ومنه: فإن أولوية الأولويات في الوقوف أم تحديات الكافرين الذين يكيدون على الدوام، وحالهم وديدنهم كما أخبر رب العالمين:
﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا﴾ (البقرة:217). فإذا كان لابد من الوقوف بالقوة والحكمة أمام هذا التحدي، والحال هذه، فواجبنا أن يقوم كل فرد بواجبه الوظيفي، وهذا هام جدا فلتنتبه الأخت السائلة. فالرجال والنساء والأساتذة والطلبة، والفئات العامة، والإداريون والمسؤولون، على كل فرد أن يؤدي الأمانة المنوطة به، أي المكلف بها، من أجل أن يظل المجتمع حيا متناميا، وتظل أركان الدولة قوية، وهي ضامنة بقاء الأمة والوطن. فإن الكافرين يطمعون في الضعفاء، وأخطر ضعف على الشعوب، حين لا يملك الشعب الاكتفاء الذاتي لنفسه من القوت والمركوب والدواء والسلاح الذاتي الذي يصنعه أبناء الشعب بأيديهم. فهذا من أهم الأولويات أن نتكامل لنحقق الاكتفاء الذاتي. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم. ثانيا: تربية الجيل الصالح: واجب الأخت المسلمة في بيتها الحرص على تربية الجيل الصالح وتثقيف نفسها.قالت السائلة: (هي الآن ربة بيت، تقوم بشؤون البيت، ومشروعها الثاني تدبر القرآن الكريم) وأقول لها: مشروع تدبر القرآن، من المشاريع الهامة فاثبتي على مواصلته بارك الله فيك، وهو: أي: مشروع تدبر القرآن من الأولويات في كل زمان وفي كل مكان. إذا أحسن المتدبر كيف يفقه منه الأولويات. لأنه إذا كان القرآن يهدي للتي هي أقوم، فلا شك أننا إذا عرفنا كيف نسير وفق هدايته، فإنه يهدينا في هذه الظروف العصيبة. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم. ثالثا:من الأولويات اتحاد المسلمين والتآخي بينهم: إن تطاول الكفار لايرده ولا يكسر شوكته إلا اجتماع الشعوب المسلمة، بعد حسن التوكل على الله، فمن الأولويات: أن يجتمع المسلمون، في جماعة شعوب متحدة، كالبنيان القوي المتماسك، وهذا الاجتماع والاتحاد هو أساس التوكل على الله بعد الإيمان والعبادة بما شرع الله، والإخلاص في الإعداد. وتدبري، أيتها السائلة، قول الله تعالى: ﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ. الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ.﴾ (آل عمران:172 ـ 174) فلو استجبنا لله سبحانه، واتبعنا سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وانطلقنا بتقوى الله سبحانه عز وجل، لكان لنا النصر والفوز، ولما ظل الكفار يعربدون في الساحة، ويظنون أنهم على شيء، وما هم على شيء، ولكن تفرق المسلمين جعلهم ذئابا في غياب الأسود.!! والأسود أتعبها تشتت الجهود، وخيانة العهود. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ. وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ (محمد:7،8) هذا وعد من الله أيتها السائلة، وتقولين: (إلى متى الانتظار؟ وتطاول الكفار يزداد؟ مع الليل والنهار)ها هو الجواب. إِن ننصر دين الله سبحانه، ينصرنا على أعدائنا، ويثبت أقدامنا، في مواطن المعارك المستمرة بين الحق والباطل.