أ. عبد القادر قلاتي/
أخيرًا، وبعد طول انتظار دخلت موسوعة الأعمال الكاملة للمرحوم الشيخ يوسف القرضاوي، مكتبتنا في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وهي مجموع الآثار العلمية للعلامة الراحل، وقد تجاوز عدد مجلداتها مئة مجلد فنيّ في طبعة فاخرة قامت الدار الشامية في بيروت وتركيا بطبعها ونشرها في العالم العربي والإسلامي، ومنذ صدرت الموسوعة تناولتها الأقلام بالكتابة والإشادة في الجرائد والمجلات، واقتنتها المكتبات الكبرى والمؤسسات العلمية، لتكون زادا ثريا لطلبة العلم والباحثين في الفكر العربي الإسلامي؛ فقد توزعت موضوعات الموسوعة بين الفقه والأصول- وهو ميدان الشيخ- والفكر الحركي، وأدبيات الصحوة الإسلامية المعاصرة، والحديث والتفسير، والتاريخ الإسلامي، والتزكية، إلى جانب محاضرات الشيخ وخطبه وفتاويه عبر مساره الدعوي الطويل، منذ انتمائه للحركة الإسلامية المعاصرة في النصف الأول من القرن الماضي، وحتى السنوات الأخيرة من حياته.
لقد شكّل الشيخ القرضاوي في عصرنا حالة استثنائية في توفر جملة من القدرات العلمية والفكرية، والخبرة الواسعة في قراءة الواقع الإسلامي سواء في العالم العربي الإسلامي أو في ديار الغربة بأوروبا وأمريكا، فقد كان الشيخ بحق مدرسة فريدة في التربية والتعليم، ومرجعية دينية مميزة لأغلب المدارس الفكرية المعاصر، رحم الله العالم الرباني الشيخ يوسف بن عبد الله القرضاوي وجزاه عن أمته خير الجزاء.
