اللعب بالمصطلحات!
أ.د: عبد الحليم قابة
نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين/
هناك مصطلحات خطيرة، لها مدلول واضح في قواميس المتخصّصين، ومحاولة إعطائها مدلولا آخر غير مدلولها عند أهلها في معاجمهم واستعمالاتهم، فيه رائحة الخداع، أو النفاق، أو المراوغة، أو المكر، أو الجهل، أو هو نوع من حرب المصطلحات التي هي جزء مما نعانيه من الغزو الممنهج لأفكارنا، وعقائدنا، وأوضاعنا. (مثل مصطلح العلمانية، ومصطلح التنوير، ومصطلح الإرهاب، ومصطلح التيسير، ومصطلح التجديد، وغيرها… )
ومما يؤسف له أن كثيرا من القائمين -الآن – بهذه المهمة هم من أبناء جلدتنا، ومن الناطقين بلغتنا، بل إن بعضهم كانوا من نظّار مشاريع الصحوة في بلادنا أو من أبنائها، للأسف الشديد. أصلحهم الله وشفاهم من هذه الأمراض العويصة.
ولا أملك إلا أن أقول للّذي مازال منهم مصرًّا على استعمال هذه المصطلحات في معانٍ غيرِ ما وُضعت له؛ ليقبلها المسلمون: إن كنت صادقا مع نفسك ومع أمتك، فأحدِث لما تريد أن نقبله منك من مصطلحات جديدة، وبيّن لنا بدقة مدلولَها ومعالمَها، وبعدها سترى أن الأمة ستقبلها منك إن كانت صالحة لا ضرر فيها ولا ضرار، وستحمد صنيعك، وتعدّه سنة حسنة يُكتب لك أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، وإن كانت الأخرى -والعياذ بالله – فإنّ مزبلة التاريخ تسع كثيرا من هذه المصطلحات وواضعيها. نعوذ بالله من ذلك.
ولا يسعنا -أيضا – في الختام إلا أن نقول: الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثيرا ممن خلق، وصرفنا عمّا شُغل به كثيرٌ من المفتونين .نسأل الله الهداية للجميع.