متابعات وتغطيات

الملتقى الوطني «النهضة الحضارية والثقافة السننية»

توبة أنفال بوقفة/

في خطوة علمية تهدف إلى إعادة توجيه الاهتمام العلمي والبحثي نحو قضايا السنن الإلهية والثقافة السننية نظم مخبر العلوم الإسلامية في الجزائر بالتعاون مع كلية العلوم الإسلامية بجامعة باتنة1 يوم الثلاثاء 12نوفمبر2024 الموافق لـ 10جمادى الأولى1446هـ ملتقىً وطنيا بعنوان «النهضة الحضارية والثقافة السننية».
بعد الاستماع إلى آيات بينات من الذكر الحكيم والوقوف للنشيد الوطني ألقى أ.د.عمر حيدوسي بالنيابة عن رئيس الملتقى كلمة افتتاحية رحب فيها بالحضور وشكر فيها المساهمين والساهرين على تنظيم التظاهرة العلمية، ثم شرع في شرح إشكالية الملتقى المتعلقة بسؤال النهضة في الفكر الإسلامي المعاصر، كما عرج على أهداف الملتقى المتمركزة على توجيه الاهتمام نحو قضايا السنن الإلهية وتفعيل البحث العلمي حول مفاهيم الثقافة السننية لتأسيس رؤية شمولية لمواجهة تحديات الواقع المعاصر في العالم الإسلامي عامة، والجزائر خاصة، ثم رصد محاور الملتقى ومسيرته، تلتها الكلمة الافتتاحية لعميد كلية العلوم الإسلامية أ.د. منصور كافي التي أعطى من خلالها إشارة انطلاق فعاليات الملتقى، وأكد فيها على دور التظاهرات العلمية في تعزيز الحوار العلمي والبحثي، كما أشار إلى أهمية الإشكالية التي تناولها الملتقى في ظل الحاجة الملحة لتجديد الفكر الحضاري من منظور الثقافة السننية.
جمع الملتقى نخبة من الدكاترة والأساتذة من مختلف الجامعات الجزائرية والذين بحثوا سبل تجديد الفكر الحضاري عبر الاسترشاد بالسنن الإلهية وتطبيقاتها في الواقع، على اعتبار أن هذا المنظور يساعد في تأسيس مشاريع نهضوية ترتكز على مبادئ الشمولية والتكاملية والتوازن، وتعتمد على مرجعية الوحي والعقل الإسلامي الأصيل. قدم المتدخلون 11 ورقة بحثية ضمن جلستين، أدار الجلسة الأولى الدكتور عيسى بوعافية، من جامعة الأمير عبد القادر قسنطينة، وتضمنت خمس مداخلات؛ الأولى تحت عنوان «محورية الثقافة السننية في النهضة الحضارية وموقعها في منظور السننية الشاملة» من إلقاء أ.د. عبد الله لعريبي، من المدرسة العليا للأساتذة بالقبة، انطلق فيها من إشكالية الأزمة الحضارية التي تعاني منها الأمة الإسلامية، فتحدّث عن أسبابها ومظاهرها، وقدم مفهوما للثقافة السننية وأبرز دورها في تحقيق النهضة الحضارية المتوازنة من خلال منظور السننية الشاملة، الذي أسس له المفكر الطيب برغوث، ومبيّنا لمنظوماته الكلية الأربعة القائم عليها، ومبرزا لأهمية الثقافة السننية في منظومة الوعي الاستخلافي الشامل، المتضمن الوعي بسنن الابتلاء والمدافعة والمداولة والتجديد، وفي منظومة الوعي التسخيري الشامل، المتضمن الوعي بسنن الأفاق والأنفس والهداية والتأييد.

 
المداخلة الثانية الموسومة بـ «المداخل التأسيسية للنهضة الحضارية من منظور السننية الشاملة» للباحث بلقاسم طورش تناول فيها منظور السننية الشاملة للدكتور الطيب برغوث، باعتباره نموذجا متميزا ورائدا في مجاله، يروم تقديم مشروع نهضوي حضاري من منظور سنني شامل غطي جميع الساحات والمنظومات السننية.
المداخلة الثالثة بعنوان «النهضة – الإصلاح – التجديد، محاولة تأسيس مفهومي من منظور سنني»، للأستاذ التهامي ماجوري، والتي حاول من خلالها وضع إطار مفهومي جامع للمصطلحات الثلاثة وتوضيح العلاقة بينها وبيان وظيفتها في عملية النهضة والبناء الحضاري.
المداخلة الرابعة بعنوان «النموذج الإرشادي السنني في العلوم الإنسانية والاجتماعية وآفاق النهضة الحضارية» لـ أ.د. عبد العزيز حدار من جامعة البليدة2، تطرق فيها إلى أهمية هذا النموذج كإطار لفهم أفضل للواقع الإنساني وتجاوز الأزمات الفكرية المعاصرة، ونوّه إلى ضرورة الاستفادة من السنن الإلهية كأساس لبناء مناهج شاملة تساعد في تفسير الظواهر الاجتماعية وتوجيه السلوك الحضاري.
المداخلة الخامسة الموسومة بـ «تجديدات الإمام الشاطبي في مبحث طلب الكفاية والتأسيس للرؤية النهضوية للأمة الإسلامية» لـ د. بشير جنان من جامعة بسكرة، وضح فيها رؤية الإمام الشاطبي التجديدية في فروض الكفايات وأهميتها في الفعالية الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع.
أما الجلسة الثانية فأدارها أ.د. نور الدين عدوان من جامعة باتنة1، وتضمنت ست مداخلات؛ الأولى بعنوان «التكاملية المعرفية وثقافة بناء المشروع السنني النهضوي الحضاري» لـ أ.د. بشير قادره من جامعة باتنة1، ركّز فيها على أهمية التكامل المعرفي في بناء مشروع النهضة الحضارية، واستعرض تأثير المناهج التربوية في العالم العربي والإسلامي والتي تتسم بالتجزيئية وتفتقر إلى الشمولية، مما أدى إلى تشكيل فكر معاصر يعاني من نقص في فهم العلاقة بين العلوم والمعارف، كما قدم نموذجا مقترحا لتحقيق تكامل معرفي يساهم في بناء مشروع نهضوي متكامل.
المداخلة الثانية بعنوان «سؤال النهضة الحضارية عند عبد الحميد بن باديس من خلال خطاب: العرب في القرآن -دراسة سننية» لـ د. أنيسة زغدود من جامعة البويرة، وضحت فيها الشروط التي تؤهل أي أمة لتحقيق نهضة حضارية متوازنة متكاملة وشاملة وفق منظور الشيخ بن باديس، وكيف أن أي خرق للسنن الإلهية يؤدي إلى إضعاف المجتمع.
المداخلة الثالثة بعنوان «مشروع الإسلام الحضاري ودوره في تحقيق النهضة الماليزية – مقاربة سننية» لـ د. حسام الدين مخلوف من جامعة الوادي، استعرض فيها النهضة الحضارية في التجربة الماليزية التي سارت وفق منظور سنني شمولي، مبرزا قدرة الإسلام الحضاري على تعزيز التنمية والإصلاح.


المداخلة الرابعة بعنوان «سننية التدافع ودورها في الظهور الكلي للدين -عند أبي القاسم حاج حمد» لـ د. محمد قاسمي من جامعة باتنة1، تناول فيها مدى تأثير القوانين الإلهية على الأمة من خلال رؤى فكرية متعددة، مركّزا على موقفي ابن خلون ومالك بن نبي بغرض الوقوف على المستجد في طرح أبي القاسم حاج حمد، كما أبرز كيف أن مفهوم التدافع يمكن أن يسهم في النهوض الحضاري وذلك عبر تحليل الصراع العربي – الإسرائيلي كجزء من الإطار الكوني للظهور الديني.
المداخلة الخامسة بعنوان «سؤال النهضة في فكر جاسم سلطان من منظور سنني» للباحثة هاجر فرزولي من جامعة باتنة1، استعرضت فيها النموذج النهضوي الحضاري للمفكر القطري جاسم سلطان، من خلال تسليط الضوء على معوقات النهضة النابعة من خلل في منظومة الأفكار والقيم، وتطرقت إلى قوانين النهضة التي يجب أن يستوعبها جيل القيادات لتحقيق التغيير الحضاري.
المداخلة السادسة بعنوان «الوعي بالمنظور السنني وأثره في مواجهة التجزيئية التنافرية فكرا وسلوكا من خلال مؤلفات الدكتور الطيب برغوث» لـ د. فايزة فرحاتي من جامعة الوادي، تحدثت فيها عن أوجه استفادة الخطاب الدعوي من المنظومة السننية الشاملة.
عقب نهاية الجلستين فُتح باب النقاش أمام جمهور الأستاذة والطلبة الحاضرين، وأوصت لجنة الملتقى بجملة من التوصيات كالتالي: تثمين موضوع الملتقى ونشر أعماله، ضرورة التوعية الإعلامية بالسننية الشاملة، اقتراح تدريس منظور السننية الشاملة في جميع التخصصات للسنوات الجامعية الأولى، العمل على إنشاء مخابر وهيئات تهتم بالبحث في الدراسات السننية الشاملة، وترقية الملتقى إلى ملتقى دولي متنقل عبر الجامعات. واختتم الملتقى بكلمة ختامية لرئيس الملتقى أ.د. جمعي بوقفة جدد فيها الشكر لكل الحاضرين والمنظمين، ثم توزيع الشهادات على المشاركين.
اتسم الملتقى بجو علمي وثري أكد فيه المشاركون على أهمية هذه التظاهرات العلمية ودورها في تعزيز الثقافة والوعي السنني لبناء مستقبل حضاري مستدام.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com