البعثة الطبية المتخصصة لإنقاذ الجرحى في الحرب الضارية
أ د. عمار طالبي/
بذلت اللجنة الوطنية للإغاثة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين جهودا من أجل تطوع بعثة طبية جزائرية متخصصة في جراحة الأعصاب، والعظام، والقلب، والترميم، وغيرها، للقيام بالجراحة اللازمة لإخواننا ضحايا الإرهاب الصهيوني في لبنان الشقيق الذي تعرض للعدوان، بسبب مساندته لغزة، وجهاد المقاومة الإسلامية اللبنانية للعصابة الصهيونية التي دمرت العمارات والأبنية، واستشهد الشهداء، وأصيب آلاف الجرحى ظلما وعدوانا.
إن المقاومة الإسلامية في لبنان والعراق واليمن، تصدت للعدوان على غزة وتدميرها، وإبادة جماعية لسكانها المدنيين، وليس للجيش الصهيوني إلا الهدم، وقتل الأطفال، والنساء، والرجال المدنيين الآمنين، انتقاما لعجزه عن مواجهة المجاهدين الأبطال، فالجهاد واحد، وطوفان الأقصى طوفان يغرق العدو، ويهلكه بأيدي المجاهدين في غزة، وفي لبنان، وفي العراق، واليمن، ولا تجد سلوكا للصهاينة إلا الإرهاب منذ 1936 إلى 1948 إلى 1967 وما بعدها، في فلسطين ولبنان، كانوا يحرقون القرى، ويهجرون السكان قسرا، ويستولون على الأرض، ويبنون المستوطنات بعد أن مكّن لهم في ذلك كله الغرب، ليكون الصهاينة رقباء وسرطانا ينخر وجود الأمة الإسلامية، ويفكك هويتها لإخضاعها للغرب حتى لا تقوم لها قائمة.
وقد أرسلت بعثة طبية أخرى إلى غزة ومكثت خمسة عشر يوما، وأجرت عمليات كثيرة، ونحن نهيئ هذه الأيام بعثة أخرى إلى غزة إذا سمحت مصر، للدخول من معبر رفح، لعلاج الجرحى والمرضى، وقد دمّر العدو المستشفيات، والمدارس، والمساجد، والكنائس، وأزهق أرواح الأطفال في مشاهدة مروعة، لم يراع الإرهاب الصهيوني قيمة إنسانية ولا أخلاقية، ولا قانونا من قوانين الحروب واتفاقيات جناف.
وقد انتشرت الأمراض الجلدية وغيرها، وتلوثت المياه، وأصبحت المياه المستعملة مستنقعات في الشوارع.
وزاد الطين بلة اعتقال الأطباء، وتدمير سيارات الإسعاف، فمن العسير إسعاف من كانوا تحت الركام، وانتشال جثث الضحايا الشهداء.
ونحن في جمعية العلماء نشكر هؤلاء الأطباء الجزائريين الذين يضحّون بأوقاتهم وأعمالهم، ويتطوعون في أعمال إنسانية، يقومون بالجراحة بمختلف أنواعها، لا يفرقون بين الجرحى، لا في دين، ولا في جنس، ولا في مذهب، فالإنسان أخو الإنسان أحب أم كره، وقد حرّم الله قتل النفس الإنسانية على الإطلاق، فهي بناء شيّده الله فلا يجوز العدوان عليه، وهدمه، ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾.
ولكن هؤلاء المجرمين تجاوزوا كل القيم الأخلاقية، وحسبوا أن من سواهم من الناس ليسوا بشرا، وإنما هم أقل من الحيوانات قيمة.
فأين الأطباء بلا حدود؟ وأين الهلال الأحمر والصليب الأحمر؟ وأين الإنسانية لدى الدول التي تقتل بأسلحتها الأطفال، ولا يجد البشر في غزة ولبنان جرعة ماء، ولا لقمة طعام، ولا علبة دواء، ولا حليب، ولا إسعاف، ولا حماية للنفوس ولا للمتلكات، وينهب جنود الصهاينة أموال الناس، وما يمكن أن يجدوه من حلي النساء، إنهم وحوش وقتلة ونهّابون سراق ومرتزقة.
فشكرا لأطبائنا الخيّرين المتطوعين، في ظروف الحرب التي لا تبقي ولا تذر، إنها مجازر وهؤلاء الأطباء معالجون طيبون، جزاهم الله كل خير.
قائمة الوفد الطبي المتوجه إلى لبنان