نظرية العمران في القرآن
د .علياء العظم/
كتاب (نظرية العمران في القرآن) محاولة لتقديم منهجية علمية مستقاة من كتاب الله، تسهم في إخراج الأمة من مآزقها الحضاريّة، وتدفعها إلى مصاف الأمم المتقدمة، وذلك من خلال العمل على محاولة استجلاء قضية العُمران في القرآن الكريم بتثوير سوره وآياته، والبرهان على أنه احتوى نظرية متكاملة في موضوع العُمران. العُمران المقصود يعني السعي بالفعل الإنساني للإصلاح في الأرض، ماديّاً ومعنويّاً، فرديّاً وجمعيّاً، لتحقيق قيمة الاستخلاف، وبتعبير آخر هو المشروع الإصلاحي لتحقيق الاستخلاف. تجلت عناصر النظرية في ستة أمور، هي: (المقوّمات، والموجهات، والمجالات، والمعوّقات، والآليّات، والثمرات)، أما المقوّمات فتشكّلت في ثلاثية: (التسخير، والتمكين، والتكليف)، وأما الموجّهات فتمثلت في ثلاثية: (فهم مستويات الخطاب الإلهي، وإدراك ومراعاة السنن الإلهية، ومراعاة القيم الإيمانية)، بينما جاءت ثلاثية المجالات في: (بناء الإنسان الفرد، وبناء المجتمع، ومسيرة الإنتاج)، وتمثلت المعوّقات في ثلاثية: (الغفلة عن كل من: المقومات، والموّجهات، والمجالات)، وجاءت الآليات تبين كيفية مواجهة المعوّقات، من جهة، وكيفية استثمار المقوّمات بمراعاة الموّجهات ضمن ميادين المجالات من جهة أخرى. إن تحقيق مشروع العُمران ينتج نوعين من الثمرات، الأولى تأسيسيّة مبنية على مفاهيم قرآنية، مثل: (الاستحقاق الاستخلافي، والإنشاء، والتمكين، والصلاح، والوراثة، والارتفاع، والظهور)، والثانية تطبيقية تظهر في أرض الواقع، مثل: (صلاح الكون، والازدهار العلمي، وتعديل النظر لمقاصد الأسرة، والانتصار على الأعداء، وتحقيق مسار عام مستدام للعمران «الصراط المستقيم»، ووجود خطط دائمة لتصحيح المسير «التوبة»).