ملتقى صناع المحتوى الهادف في طبعته الثالثة
تغطية: عبد الغني بلاش/
نظمت لجنة الطلبة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين يوم السبت 09 نوفمبر 2024، الموافق لـ 08 جمادى الأولى 1446، ملتقى صناع المحتوى الهادف في طبعته الثالثة، والذي استضافته قاعة الأطلس بباب الواد في الجزائر العاصمة. تحت شعار “ماراكش وحدك رانا خوتك”، جمعت الفعالية مجموعة من الشباب الجزائريين الناشطين في مجال صناعة المحتوى الهادف من مختلف المنصات الإلكترونية، إلى جانب شخصيات إعلامية ودعوية مؤثرة. جاء هذا الملتقى ليوحد جهود صناع المحتوى في إبراز الهوية الوطنية والإسلامية وتوجيه وسائل الإعلام الرقمية لنصرة القضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
كلمة الافتتاح لرئيس الجمعية أ.د عبد المجيد بيرم ..
افتتح الأستاذ الدكتور عبد المجيد بيرم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الملتقى بكلمة ألقاها أمام المشاركين، حيث أكد فيها على أهمية الدور الحيوي الذي يلعبه صناع المحتوى اليوم في تشكيل وعي الشباب والمجتمع، وشدد بيرم على أن الشباب اليوم يمتلكون وسائل وأدوات تمكنهم من نشر قيمهم والدفاع عن قضاياهم، مشيرًا إلى الدور المحوري للمحتوى الهادف في توجيه الرأي العام وتكريس التضامن الشعبي تجاه القضايا العادلة، كما دعا إلى ضرورة استثمار وسائل التواصل الاجتماعي لدعم فلسطين وتثقيف الجمهور حول حقوق الشعوب المضطهدة، مؤكدًا على أن الشباب هم أمل الأمة ورسل الوحدة والتضامن.
الجلسات ومشاركة صناع المحتوى البارزين…
شهد الملتقى عددًا من الجلسات الهامة التي شارك فيها صناع محتوى بارزون من مختلف التخصصات. تضمنت الجلسات مواضيع متنوعة تعكس تحديات وطموحات صانعي المحتوى الهادف في الجزائر، وشملت الجلسات المحاور التالية:
جلسة علم النفس والاجتماع، التي حضرها أ.سمير دهريس ود. نور الدين بكيس ومحمد عزروق ود.رمزي سعودي و زكريا آغا، وناقشوا فيها تأثير المحتوى الرقمي على الصحة النفسية والاجتماعية وكيفية توجيه هذا المحتوى لدعم القضايا الإنسانية.
جلسة الشبيبة غرب، وشارك فيها كل من كاكي بوملال، و وليد بوجلال،محمد رافع ، زكريا جلواط ، بلال مجاهد،السعيد دريدي حيث تمحورت حول تجارب الشباب في صناعة محتوى هادف يعكس واقعهم وطموحاتهم.
جلسة الشبيبة شرق – وسط، التي حضرها فاتح سعادة وتاج الدين إسلام ومحمد سعدون، وركزت هذه الجلسة على التحديات التي تواجه الشباب في الجزائر في مجالات المحتوى الرقمي الهادف.
جلسة المال والأعمال، وشارك فيها الأستاذ عبد الرحيم عبد اللاوي، ولطفي خمار، فيصل بلجيلالي، و الدكتور أسامة رحو، وتناولت دور المحتوى الهادف في توعية الشباب بأهمية الاستثمار وريادة الأعمال.
جلسة قورارير، بمشاركة مريم العاشوري ود.فاطمة الزهراء، والدكتورة ايمان بودالي، الناشطة أسماء شعشوعة، سارة العرباوي، و مريم رزان، حيث تطرقت إلى تجارب نساء الجزائر في صناعة محتوى هادف يعكس تطلعاتهن وإسهاماتهن في المجتمع، مع تسليط الضوء على قوة المراة الفلسطينية في ايصال الرسالة الايجابية رغم الحروب.
جلسة صفحات ومؤسسات، سلط المشاركين في فيها الضوء على أهمية استخدام الصفحات الكبرى في نشر المحتوى الهادف وتعزيز القيم الإيجابية.
ورشة عمل: كيف تصنع محتوى هادفًا ومؤثرًا؟
اختُتمت الجلسات بورشة عمل تفاعلية قدمها خبراء في صناعة المحتوى الرقمي، حيث تعرف المشاركون على تقنيات بسيطة لصنع محتوى مؤثر وذي قيمة عالية. تضمنت الورشة تقديم خطوات عملية لإنتاج فيديوهات ومواد بصرية جذابة تعكس قضايا هادفة، إلى جانب التعرف على كيفية استخدام أدوات تحرير الصور والفيديو بأسلوب مبتكر ومناسب لرسائل الملتقى.
التفاعل والنقاشات بين المشاركين
شهد الملتقى تفاعلًا كبيرًا من الحاضرين، حيث طرح الشباب أفكارهم حول كيفية تعزيز حضورهم الرقمي واستخدام منصاتهم لنشر قيم العدالة والحرية. كما قدم العديد من صناع المحتوى مداخلاتهم حول مسؤولياتهم الاجتماعية وأهمية تقديم محتوى أخلاقي وجذاب في ذات الوقت. وأكدوا على ضرورة تقديم محتوى يجذب الشباب ولكن بدون الإخلال بالقيم الوطنية والدينية.
اختتم الملتقى برسالة تؤكد على أهمية التعاون والتكامل بين صناع المحتوى الهادف، وأن تكون رسالتهم وسيلة لنقل الحقائق وتثقيف الجمهور. اتفق المشاركون على أن صناعة المحتوى ليست مجرد وسيلة لنشر الترفيه، بل هي أداة قوية لنشر التوعية وإيصال رسائل الوحدة والتضامن. دعا الملتقى إلى المزيد من الدعم لصناع المحتوى الوطنيين وتشجيع الشباب على الانخراط في هذا المجال بمسؤولية.
كما شكّل ملتقى صناع المحتوى الهادف في طبعته الثالثة منصة فعّالة لتبادل الأفكار وتوحيد الجهود بين صناع المحتوى في الجزائر، جيث أكد المشاركون على أن دعم القضايا العادلة، وعلى رأسها فلسطين، يتطلب من صناع المحتوى العمل يدًا بيد وتوحيد رسالتهم الإعلامية. وقد مثّل شعار “ماراكش وحدك رانا خوتك” نبراسًا لروح التضامن والإخاء التي جمعتهم، ليكونوا صوتًا قويًا يعبّر عن آمال الأمة وتطلعاتها نحو العدل والسلام.