عن هذا العدد …وعن جهود الجمعية
أ. حسن خليفة/
أحبّ أن أركز في هذه السطور القليلة على هذا العدد (الخاص) من جريدة “البصائر” العتيدة، والذي خُصص لذكرى ثورة نوفمبر المجيدة، تخليدا وترسيخا وتعزيزا لحضور قيّمها الثورية العظيمة، وبالأخص التضحية، وبذل الجهد والوسع، والمفاصلة والتمايز مع المستدمر المجرم، مع بيان الحد الأوسط من جهود جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الإعداد والتهيئة لهذه الثورة الخالدة، والدراسات والوثائق في ذلك كثيرة ومتنوعة بأقلام المؤرخين الفضلاء، والدارسين النزهاء وهي موفورة مبذولة إلا لمن أبى.
وإن مقتضى الأمر هنا يستلزم التأكيد على أهمية نقل هذه المعارف التاريخية والعلمية إلى الأجيال بشكل منهجي وجدي؛ خاصة ونحن نرى ونسمع ونتابع اجتهاد الموتورين والمبطلين، كلما لاحت ذكرى نوفمبر كيف ينثرون سمومهم، ويعيدون التذكير بـ”أوهام” و”أباطيل” عن تأخر الجمعية عن الثورة، وعن ضعف مساهمتها فيها، بل يذهب البعض إلى إنكار أي إسهام للجمعية في ذلك، مع وفرة الشواهد والوقائع، والوثائق، والشهادات التي تدلّ على خلاف هذا الزّعم الذي يروج له ـ دون حياء ـ بعض المتنطّعين.
وإنه لمن أوكد الواجبات العمل الحثيث على نشر الحقائق الصحيحة الناصعة، والوثائق الباهرة المشرّفة، والاجتهاد في مرافقة مجتمعنا، وخاصة نخبه العالمة والمتعلمة بالسليم الصحيح من العلم، والرزين الرصين من الوثائق، والجميل الأنيق من الكتابات الناضجة المعبرة.. مما يوسع دائرة الوعي الوطني الصحيح لدى الأجيال. وهذا ليس من مهام الجمعية وحدها، بل هي مهمة شريفة لكل الهيئات العلمية والفكرية والدينية الوطنية.
وهذا دون أن ننسى ـ من جهة ثانية ـ جهود الجمعية في الميدان، فمن المهم التذكير بجهودها العلمية خاصة، من خلال ملتقيات نوعية، وندوات، ودورات تكوينية وورشات تدريبية، ونشاطات نوعية متعددة الحقول .. تقوم بها عديد اللجان في المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، كما تقوم به قياما مشرّفا العديد من الشُعب الولائية هنا وهناك في جهات الوطن العزيز المترامي، وهذا يؤكد عمل الجمعية العلمي التربوي الهاديء الرصين، على طريق صناعة النهضة الثقافية ـ العلمية، من جهة، كما يؤكد على انتظام العمل الدعوي الإصلاحي الميداني المستدام.
ومن يتابع، بحرص ونزاهة، يستطيع أن يسجل كل ذلك، ويلحظ الجهد المبذول من أعضاء الجمعية رجالا ونساء، وطموحهم الكبير في إحداث التغيير والسموّ بالمجتمع إلى أفق أوسع وأفضل.