إصدارات

إصدارات: كتاب (نشأتي) للشيخ إبراهيم بن عيسى أبي اليقظان

عرض : الأخضر رحموني/

تدعمت المكتبة الجزائرية بكتاب (نشأتي) من تأليف الشيخ إبراهيم بن عيسى أبو اليقظان (1888-1973)، وبتحقيق و تعليق الدكتور أبو اليقظان بن الحاج الشيخ أحمد الصادر حديثا عن جمعية التراث بالقرارة ضمن سلسلة موسوعة إبراهيم أبي اليقظان وهو الخامس في ترتيبها .
الكتاب الذي وصلتني نسخة منه كهدية أدبية غالية من الباحث لحسن بن علجية يقع في 160 صفحة من الحجم المتوسط، قياس21سم× 14سم.


ورغم الكتب العديدة التي تناولت سيرة ومسيرة الشيخ إبراهيم أبي اليقظان الذي يعد من رواد الصحافة الجزائرية العربية، منها ما كتبه الشيخ محمد علي دبوز في كتابه (أعلام الإصلاح في الجزائر) والدكتور محمد صالح ناصر في كتابيه (أبو اليقظان وجهاد الكلمة) و(تاريخ صحف أبي اليقظان)، والدكتور محمد ناصر بوحجام في كتابه (الشيخ إبراهيم أبو اليقظان الترجمة والمصادر والمراجع) والدكتور أحمد فرصوص في كتابه (الشيخ أبو اليقظان إبراهيم كما عرفته)، والأستاذ محمد بن أحمد جهلان في كتابه (قضايا الإصلاح الاجتماعي في مقالات جريدة الأمة للشيخ أبي اليقظان) بالإضافة إلى الإصدارات الخاصة بالملتقيات المقامة سنتي 2003 و 2013، فإن مادة هذا الكتاب جاءت بالجديد بل ذكرت معلومات تكشف لأول مرة، خاصة حول الحركة الإصلاحية في الجزائر ومنها منطقة بني ميزاب، وجوانب مضيئة عن حياة القطب اطفيش، وأسباب اهتمام المؤلف بعالم الصحافة.
وحسب المحقق فإن (جده الشيخ إبراهيم أبا اليقظان كان ضميرا حيا ينتشي ويتألم لأي أمل وألم في ميزاب والجزائر والوطن العربي والإسلامي، لم يوغل في المحلية،كما أنه لم يهمل رسالته الحضارية)
الكتاب عبارة عن مخطوط تمكن المحقق من الحصول عليه ضمن مقتنيات الشيخ أبي اليقظان لعلاقته العائلية به، وبمساعدة من خاله الأصغر، توجد منه نسخة خطية وحيدة، وينشر لأول مرة.
المخطوط سيرة ذاتية لصاحبها كتب و تمت مراجعته وهو على قيد الحياة، حيث كان يجيب مشافهة عن أسئلة بعض أبنائه الأعزاء المقربين، وإن كنت أرجح أنه كاتبه الخاص الأستاذ أحمد فرصوص المذكور في إجابة بالكتاب الصفحة رقم 112.
المخطوط تم الفراغ من تأليفه بالقرارة في تاريخ 15 رمضان 1389 الموافق ل 25 نوفمبر 1969 ،أي قبل وفاة الشيخ أبي اليقظان بثلاث سنوات وأربعة أشهر. ولكن بفضل الله وعونه، يرى النور بعد مرور نصف قرن عن وفاة صاحبه.
وقد قام الباحث المحقق بـ:
-رقن النص الأصلي للكتاب، ثم مراجعة النص المكتوب مع التدقيق الإملائي واللغوي، ووضع علامات الترقيم، وضبط النص بالشكل.
-تخريج الآيات والأحاديث الواردة.
-الترجمة لبعض الأعلام والأماكن.
-إحالة الأبيات الشعرية للشاعر المذكورة بالمخطوط إلى موضعها الأصلي في ديوانه المطبوع.
-ضبط الألقاب العائلية حسب ما هو مسجل في الحالة المدنية الحالية لبعض الشخصيات المذكورة.
-إضافة بعض الهوامش والعبارات التي رأى المحقق أنها تقرب المعنى للقارئ.
شمل المخطوط تفاصيل مهمة من حياة الشيخ أبي اليقظان منذ الميلاد والنشأة، والتوجيه الصحيح نحو التحصيل العلمي والتدرج في طلب العلم والمعرفة، كاشفا عن أسرار العمدة في الزواج والتفرغ للتعليم من 1907 الى 1914، ومتوقفا عند مناقب وآثار القطب الإمام اطفيش حسب معرفته الشخصية به متذكرا 17 موقفا، ومفصلا في ما بعد الرحلة من المشرق سنة 1911، وأدائه فريضة الحج سنة 1909، وعن دور ونشاط البعثة العلمية الميزابية الأولى والثانية إلى تونس ونظام التعليم فيها. الانخراط في العمل السياسي وتشكيلة الحزب الحر الدستوري برئاسة الزعيم التونسي عبد العزيز الثعالبي سنة 1920 وما علق بذاكرته عن هذا الزعيم الوطني. ولقاؤه بالشيخ سليمان الباروني في تونس والجزائر، والأسباب المباشرة وغير المباشرة لإنشاء صحفه الثمانية التي كانت تعطلها السلطات الفرنسية الواحدة تلو الأخرى بموجب قانون ميرانت منذ أكتوبر 1926 إلى غاية أوت 1938، وهي وادي ميزاب – ميزاب – المغرب- النور – البستان – النبراس – الامة – الفرقان. وما صادفه من متاعب ومصاعب عند إنشاء المطبعة العربية سنة 1931، ومؤلفاته العديدة التي تجاوزت الستين عنوانا ما بين المطبوعة و المخطوطة. وأجاب بصراحة عن المؤسسات التي التحق بها مثل لجنة الدستور بتونس سنة 1917 وجمعية الحياة بالقرارة برئاسة الشيخ إبراهيم بيوض وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931، هذه الأخيرة التي كشف عن العلاقة المتينة التي كانت تربطه بأعضائها باعتباره من الأعضاء الحاضرين عند تأسيسها عضوا في مجلسها الإداري سنة 1934.
وكشف عن المحن و النكبات التي تعرض إليها في حياته وذكر منها 14 حادثا. وعن الأجواء التي شجعته على الاهتمام بعالم المطالعة وولوعه بكتابة الشعر منذ دراسته وهو الشاعر المطبوع الشغوف بالجديد وصاحب الروح المحبة لجمال الطبيعة. مع ذكر أسماء المشايخ الذين أخذ عنهم العلم في الجزائر وفي جامع الزيتونة المعمور ومعهد الخلدونية بتونس.
وفي ختام الكتاب نشر قصيدة تؤرخ لأبرز محطات حياته مستلهمة بما رواه نثرا. وهي تقع في 47 بيتا. ختمها بقوله:
إلى نشأتي أهدي دعائم أربعا  *** كمخ حياتي مسكها منها يعبق
معية ربي لا تزال تمدني *** بأمداده منها المنى يتحقق .

وكان الأجدر بالدكتور أبي اليقظان بن الحاج الشيخ أحمد و هو ينشر في ختام كتابه فهارس شملت على الآيات القرآنية والأحاديث والأعلام والفرق والمذاهب والعشائر والأماكن والبلدان وأخرى للكتب والمجلات والهيآت والمنظمات، أن ينشر الصفحتين الأولى والأخيرة من المخطوط كما هو معتاد في مثل هذه الأعمال حتى يزيده قيمة علمية توثيقية، والأمل معقود على الطبعة الثانية لرأب جوانب القصور والتقصير التي أشار إليها الكاتب المحقق.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com