د. نجيبة عابد/
سطرت المرأة الفلسطينية أروع الملاحم والبطولات عبر تاريخ نضالها الطويل ضد الاحتلال الصهيوني، وتجاوزت دورها التقليدي لتقف في الصفوف الأولى للمقاومة، مدافعة عن دينها ومقدساتها، عن شعبها ووطنها. فبرزت المرأة الفلسطينية كرمز للصمود وأيقونة للتحدي والمقاومة. سنتناول في هذا الركن محطات لدور المرأة الفلسطينية وشواهد لنضالها الدائم والمستمر:
المرابطة هي تلك المرأة المقدسية التي تلازم المسجد الأقصى وتداوم التواجد فيه، فلا يبقى شاغرا، حيث تقضي ساعات طويلة في العبادة وتعليم القرآن والتدريس على مصاطب العلم، وكذا حراسة المسجد من أي اعتداءات محتملة. فالمرابطة حارسة أمينة للمسجد الأقصى، وشاهد حي على ما يتعرض له من انتهاكات من طرف المستوطنين الصهاينة.
وتواجه المرابطات العديد من التحديات فهي تتعرض للاعتقال والضرب بشكل دائم تقريبا وباستمرار،كما يتم إبعادهن عن المسجد الأقصى لفترات طويلة، بالإضافة للضغوط النفسية لهن ولعوائلهن فمنازلهن مستباحة للتفتيش والاقتحام في أي وقت، دون إغفال الغرامات المالية المرهقة لكواهلهن…. والتهمة هي الرباط.
ورغم ما تتعرض له المرابطة من اعتداءات بالضرب والاعتقال والإبعاد إلا أنها تصر على العودة في كل مرة مهما كانت الظروف، لانجاز مهمتها السامية في حماية المسجد الأقصى و فضح ما يتعرض له من انتهاكات، ومن أبرز المرابطات: المقدسيتان: هنادي الحلواني التي التحقت بالرباط منذ سنة 2011 واعتبرت المرأة الأخطر في مدينة القدس، وخديجة خويص التي اعتقلت أكثر من 28 مرة، بكت في مرة واحدة فقط… يوم انتزع حجابها.
المرأة الفلسطينية المرابطة في المسجد الأقصى هي تجسيد حي للصمود والتحدي في وجه الاحتلال الصهيوني. وخط الدفاع الأول لحماية المسجد الأقصى -أولى القبلتين وثالث الحرمين- من الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية ومحاولات التهويد المستمرة.