حوار

الشّيخ الدّكتور أحمد مرتضى رئيس رابطة علماء دول السّاحل الإفريقي للبصــائر: الإسلام متجذّر في نيجيريا… الشّباب ثمّ الشّباب فهم مستقبل الأمم والشّعوب…/ : إبراهيم بن ساسي

البصائر: نرحّب بكم سيّدي أوّلاً على صفحات جريدة البصائر لسان حال جمعيّة العلماء المسلمين الجزائريّين، ثم نلتمس من سماحتكم بطاقة تعريف عن شخصكم الموّقّر.

الدّكتور أحمد مرتضى: أخوكم أحمد مرتضى من مواليد بلدة بايرو في ولاية كانو شمال نيجيريا، حاصل على شهادة الدّكتوراه في الشّريعة الإسلاميّة من جامعة يايرو، وأستاذ محاضر في نفس الجامعة، شاركت في العديد من الملتقيات المحليّة والدّولية وأنا اليوم رئيسا لرابطة علماء دوّل السّاحل الإفريقي.

البصــائر: ماذا عن البنية الاجتماعيّة في نيجيريا؟

الدّكتور أحمد مرتضى: نيجيريا أكبر دوّل القارّة، عدد سكّانها مائة وسبعون مليون نسمة، يشكل المسلمون منهم قرابة 75 بالمائة، وفيها حوالي 400 قبيلة أبرزها الهاوسا في الشّمال، وقبيلة يوربا في الجنوب، وكذا قبيلة أيبو، وكلّ قبيلة بأميرها ونظامها العشائري وعاداتها المميّزة.

البصــائر: لو حدّثتنا عن دخول الإسلام إلى الدّيّار النّيجيريّة؟

الدّكتور أحمد مرتضى: دخل الإسلام أوّلا إلى الشّرق النيجيري بين القرنين الثّالث والرّابع الهجري، ومعلوم أن الشّيخ المغيلي مكث في مدينة كانو شمال البلاد حوالي ثمانيّة أعوام إذ قام بدور تربوي وتعليمي مميّز ومنها دخل إلى منطقة توات الجزائريّة في ولاية أدرار الّتي طهّرها من اليهود، وقد خلفه في الجهاد والعلم عثمان بن فودي الّذي أقام دولة إسلاميّة في القرن التّاسع عشر الميلادي قبل دخول واستيلاء المستدمر على بلادنا كما يقول المفكّر مالك بن نبي رحمه الله. البصــائر: كيف حافظ النّيجيريّون على دينهم؟

الدّكتور أحمد مرتضى: هذا سؤال مهــــمّ، لعلّ ذلك يعود للدّين نفسه وكذا تمسّك المسلمين بشعائر دينهم والمحافظة على العبادات ودور الطّرق الصّوفيّة الّتي ينقاد لها جمهور عريض من المسلمين والمحاضن القرآنيّة وشيوخ العلم والدّعــاة وكتبهم وتراثهم كالشيخ عثمان فودي وتلاميذه مثل عبد الله فودي والشّيخ أحمد بيلّو.

البصــائر: ذكرتم الكتب والمؤلّفات فهلاّ ذكرت لنا بعض العناوين؟ الدّكتور أحمد مرتضى: نقتصر على الشّيخ عبد الله فودي الّذي ألّف كتابا في التّفسير به أربعة مجلّدات، وكذا كتابه اللؤلؤ المصون في القواعد وهو موضوع بحثي لشهادة الدّكتوراه، وللشّيخ عبد الله فودي أيضا ألفيّات في الأصول والقواعد الفقهيّة وكذا أربعمائة بيت في النّحو العربي.

البصــائر: وماذا عن المخطوطات في نيجيريا؟

الدّكتور أحمد مرتضى: المخطوطات عندنا محتفظ بها وهي في خزائن المراكز والمكتبات الكبرى خصوصا المخطوطان المتعلّقة بالعلماء المجاهدين، فمخطوطات عثمان بن فودي وحدها تجاوزت المائة. البصــائر: ماذا عن التّعليم في نيجيريا واللغة العربيّة؟

الدّكتور أحمد مرتضى: الإسلام متجذّر في نيجيريا وآثاره جليّة في المجتمع النّيجيري المحافظ على شعائر دينه وقرآنه خاصّة في الولايات ذات الأغلبيّة المسلمة، ورغم أنّ الدّولة لا تعترف إلاّ باللغة الإنجليزيّة كلغة رسميّة وتتيح للّهجات المحليّة فرصة تداولها والعمل بها إلا أنّنا والحمد لله من خلال مؤسّساتنا المحليّة ونظامها الإمارة نحيا حياة الإسلام في تعاملنا وهو ما يساعدنا للحفاظ على كياننا، أمّا اللغة العربيّة فنتعلّمها في الكتاتيب القرآنيّة والمعاهد الإسلاميّة وفي المراحل المتقدّمة في التّعليم الجامعي وغير ذلك.

البصــائر: ماذا عن علاقتكم كمسلمين بالدّوّل العربيّة والإسلاميّة؟ الدّكتور أحمد مرتضى: علاقاتنا أوّلا بدولتي النّيجر وتشاد جيّدة ومثمرة ولنا علاقات مع الدّول العربيّة والإسلاميّة من خلال منظمة دوّل العالم الإسلامي ولنا تمثيل قي الاتّحاد العالمي للعلماء المسلمين من خلال عضويّة الشّيخ إبراهيم خليل وكذا رئاستي لرابطة علماء دوّل السّاحل الإفريقي.

البصــائر: انطلاقا من ملتقى ورقلة الدّولي السّابع للسّيرة النّبوية الذي ناقشتم فيه موضوع محاربة التّطرّف بالتّربيّة المستدامة ماذا عساكم تقولون في هذا الشّأن؟

الدّكتور أحمد مرتضى: لابدّ أن تتاح للعلماء وهيئاتهم الفرص لأداء دورهم في النّصح والتّربيّة والتّوجيه تساعدهم الأجهزة الأمنيّة والإعلاميّة ببث العلم والوعي بفكر وسطي فما يجمع الأمّة أكثر ممّا يفرّقها ولابد من صبر وتسامح وحوار هادئ هادف.

البصــائر: هل من كلمة أخيرة؟

الدّكتور أحمد مرتضى: الشّباب ثمّ الشّباب، فهم مستقبل الأمم والشّعوب لابدّ من رعايتهم وتربيّتهم ليكونوا أدوات لبناء دوّلهم وخدمة شعوبهم، وحفظ الله الجزائر دولة وشعبا وشكرا لأهل ورقلة عظيم كرمهم الّذي لا ينسى وأعراسهم الجماعيّة المفيدة.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com