القومية العربية و الحركة الإصلاحية
الشيخ نــور الدين رزيق
الأمين العام – جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
سلط العلامة ابن باديس الضوء على هذا التلازم بين العروبة والإسلام في مقالة نشرها في ذكرى المولد النبوي لسنة 1936 تحت عنوان «محمد رجل القومية العربية» يصف فيه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كالآتي: هذا هو رسول الإنسانية ورجل القومية العربية…هذا هو رسول الإنسانية ورجل الأمة العربية الذي نهتدي بهديه ونخدم القومية العربية».
وعلى العكس من رؤية الحركات الإحيائية كحركة الإخوان المسلمين، التي تعتبر التاريخ العربي قبل الإسلام «كفراً وجاهلية»، فإن ابن باديس يتخذ موقفاً متوازناً، معتبراً أن القرآن رغم ذكره لقبائح المجتمع العربي قبل الإسلام، إلا أنه لمّع الحضارة العربية القديمة، خاصة مع عاد وثمود وإرم ذات العماد، ومملكة سبأ.
ويضيف ابن باديس في هذا الجانب: «الحقيقة التي يجب أن أذيعها في هذا الموقف هي أن القرآن وحده هو الذي أنصف العرب .
والناس، بعد نزول القرآن، قصروا في نظرتهم التاريخية إلى العرب، فنشأ ذلك التخيل الجائر عن القصد».
يرى الإبراهيمي أن المغرب العربي يشكل جزءاً لا يتجزأ من الوطن العربي، وأن الميول نحو التفرقة يرجع إلى سببين يتمثل أولهما بحسب الإبراهيمي في أمزجة العرب إبان عصور الانحطاط التي مالت نحو العصبية العرقية والقبلية، أما السبب الثاني فأفرزه الغزو الفكري والثقافي الغربي، الذي نقل أفكاراً تدعو للتفرقة وتفتعل قضايا مزيفةً لتعميق التفرقة وضرب أسس التجانس الاجتماعي.
أما بخصوص الطرح الوحدوي، فيمكن وضع البشير الإبراهيمي في خانة دعاة الوحدة الاتحادية أو الفدرالية نتيجة لاعترافه بوجود دولٍ عربيةٍ مستقلةٍ بذاتها.
ويوضح أن ما يجمع هذه «الدول المستقلة بذاتها» هي رابطة القومية التي تتجاوز حدود تلك الأقطار المتفرقة.
أما القومية العربية كحركة سياسية حيث تؤكد على الهوية القومية الجامعة وتتجاوز الانقسامات الدينية والطائفية والقبلية،الهدف هو تعزيز الشعور بالانتماء العربي فوق أي ولاءات أخرى.
ومن أشعارهم كما يقول سليم الخوري القروي:
مرحباً بكفر يوحد بيننا وأهلاً وسهلاً بعدها بجهنم.
و هذا يقدح في عقيدة الإسلام و التوحيد.
و لكن تلتقي الحركة الإصلاحية مع حركة القوميين في القضية الفلسطينية اذ تعتبر القضية الفلسطينية قضية محورية في فكر القومية العربية، وتربط بين تحرير فلسطين والسعي لتحقيق الوحدة العربية،و قد رفعت الحركات القومية شعار «الوحدة والتحرر» لتوحيد الجهود العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
يتبع….
(فقرة من مداخلة لي في الجامعة الصيفية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين شهر سبتمبر 2024).