الشيخ نــور الدين رزيق
الأمين العام – جمعية العلماء المسلمين الجزائريين /
كان موضوع الجامعة الصيفية السادسة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين هذه السنة ولمدة يومين (14 و15 سبتمبر) هو مقومات الوحدة الفكرية التي تبنتها الجمعية ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1. الإسلام كمرجع أساسي: اعتبرت الجمعية الإسلام هوية دينية وقومية للجزائريين، ودعت للعودة إلى أصول الدين الحنيف البعيدة عن البدع والخرافات. تبنت الفكر السلفي الإصلاحي وركزت على العقيدة الصحيحة والشريعة الإسلامية كمحور للفكر والتربية.
2. العربية لغة الدين والهوية: عملت الجمعية على حماية اللغة العربية وتطويرها، معتبرة إياها الركيزة الأساسية للهوية الجزائرية. قامت بمواجهة محاولات الفرنسة التي فرضها الاستعمار، وركزت على تعليم اللغة العربية ونشر الثقافة الإسلامية.
3. مقاومة الاستعمار الثقافي والفكري: سعت الجمعية إلى مواجهة التأثيرات الثقافية والفكرية الاستعمارية التي كانت تهدف إلى طمس الهوية الجزائرية. دعت إلى التحرر الفكري والثقافي من الاستعمار عن طريق التربية والتعليم.
4. الوحدة الوطنية: كانت الجمعية تدعو إلى وحدة الشعب الجزائري تحت مظلة الإسلام والعروبة، بغض النظر عن الفوارق القبلية أو الجهوية. ركزت على أهمية التعاون والتضامن بين الجزائريين من أجل تحقيق الأهداف المشتركة.
5. الإصلاح الاجتماعي والأخلاقي: ركزت الجمعية على إصلاح المجتمع الجزائري عبر تعليم الناس القيم الإسلامية الصحيحة، وتعزيز الأخلاق الفاضلة، ومحاربة الفساد الأخلاقي الذي كان الاستعمار يسعى إلى نشره.
6. التعليم والتربية: اعتبرت الجمعية أن التربية والتعليم هما السبيل الأساسي لإصلاح المجتمع. أسست العديد من المدارس والمعاهد لتعليم اللغة العربية والعلوم الدينية، وذلك لإعداد جيل واعٍ قادر على مواجهة التحديات الفكرية والثقافية.
7. التسامح الديني والانفتاح: رغم أن الجمعية ركزت على الإسلام بوصفه مرجعية أساسية، إلا أنها كانت تدعو إلى التسامح مع الأديان الأخرى والانفتاح على الثقافات المختلفة، ما دامت لا تتعارض مع الثوابت الدينية والوطنية.
هذه المبادئ ساهمت في تكوين الفكر الوحدوي للجمعية، وجعلتها حركة إصلاحية فكرية ذات تأثير عميق في المجتمع الجزائري.
و لنا عودة بشيء من التفصيل في حلقات قادمة بإذن الله ،عن بعض المقومات الفكرية التي انفردت و تميزت بها الجمعية عن سائر الحركات الإسلامية الإصلاحية في العالم الإسلامي.
