تعريف مختصر بمدرسة عبد الله بن عباس ريادة في تعليم القرآن وتأمين البيئة الصالحة للأبناء والبنات
سلوى حمـــزاوي/
مدرسة عبد الله بن عباس هي إحدى مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين شعبة ولاية قالمة ،انطلقتْ في الموسم التربوي 2020/2019،وكان المعلن من أهدافها:
ـ تعليم القران الكريم وتحفيظه للصغار والكبار
ـ وتنشئة جيل قرآني حافظ ومتخلق بأخلاق القرآن وعامل بما جاء به القرآن.
تقع مدرسة عبد الله بن عباس وسط مدينة قالمة في حي بن طبولة.. تحت إشراف مدير المدرسة ومعلم القرآن الكريم “الشيخ بلقاسم غزارة ” وأمينتين(كاتبتين) هما: فرجاوي رقية وقيراطي زينب.
بلغ عدد المعلمين والمعلمات 20 معلما ومعلمة، ويزيد عددهم في المدرسة الصيفية؛ حسب مقتضى الملتحقين والملتحقات بالمدرسة، فيما يبلغ عدد المنتسبين والمنتسبات إلى المدرسة أكثر من 600طالب وطالبة من مختلف الشرائح العمرية، ومن الجنسين.
يبلغ عدد أقسام المدرسة سبعة أقسام، كما توجد قاعة كبيرة (قاعة المحاضرات) يتم فيها التدريس، كما يتم استخدامها في المناسبات العلمية والدينية، واللقاءات المتنوعة.
كما أن المدرسة مجهزة بكل اللوازم الضرورية.
من حيث الدراسة والتعليم تضم المدرسة أفواجا لماقبل التمدرس، بواقع فوجين بالنسبة لقسم التحضيري وفوج واحد لقسم التمهيدي، يدرسون خلال الأسبوع من الاحد الى الخميس من 8:00سا إلى 11:00سا.
وبالنسبة لأقسام القرآن الكريم: يصل عدد المتمدرسين إلى ما يشكل الـ14فوجا، موزعة بين البنات والنساء 8أفواج، والفتيان والرجال 6أفواج .
وكذلك يوجد أفواج للإجازة خاصة بالرجال والنساء فيها أكثر من 40 طالبا وطالبة .
نظام التدريس
يقوم نظام التدريس في المدرسة على الفصل بين الذكورو الإناث، وتقسيم الأفواج يكون على حساب الفئات العمرية ومقدار الحفظ لكل طالب؛ حيث يدرس المتمدرسون خلال الموسم يومين في الاسبوع، وذلك يوم الجمعة والسبت.
أما الرجال والنساء فيدرسون حصتين خلال ايام الاسبوع .. والتكثيف يكون في العطلة الصيفية لتثبيت المحفوظ القديم خلال الموسم.
من جهة أخرى تعتمد المدرسة على برامج بيداغوجية متكاملة لتأسيس الطلبة على مبادئ أولية للتحصيل العلمي ودعمهم وتنمية قدراتهم بإستعمال طرق تعليمية،كما تشتمل البرامج أيضا على حفظ القرآن وتعلم التربية الإسلامية والسيرة النبوية والاذكار المأثورة وحفظ المتون والأحاديث.
كما أنها تعتمد في التعليم القرآني على طريقة حفظ القرآن وتثبيته، وذلك عن طريق تلقين السورالكريمة، وتعلم القراءة الصحيحة والأحكام العامة .
وبالنسبة للطلبة المبتدئين يتعلمون القرّآن بهذه الطريقة مدة شهرين، وبعد ذلك يبدأ الطالب في مرحلة الحفظ ابتداء من الحزب الأخير من سورة الناس إلى سبّح .
ومرحلة التثبيت تكون بإجراء امتحان لكل طالب عندما يكمل حزبا، حيث يحفظ المتمدرسون الصغار 5 أحزاب أو أكثر، خلال الموسم وذلك حسب قدرات كل طالب.
أما الكبار فيحفظون 15او اكثر خلال الموسم.مع تعلم الأحكام النظرية فكل فئة لديها أحكام تضبطها، وكل طالب يتقدم في الحفظ يزيد في مستوى الأحكام.
وفي كل سداسي تقام امتحانات لتقييم الحفظ، كما يتم التحقق من المعلومات ذات الصلة في الجانب النظري؛ حرصا على التعلّم الصحيح والتحصيل العلمي الجيد .
وعندما يختم الطالب القرآن حفظا وإتقانا للجانب النظري ينتقل إلى مرحلة الإجازة؛ حيث يبدأ برواية ورش عن طريق الأزرق، ثم يـنتقل إلى رواية ورش عن طريق الأصبهاني، ثم بعدها إلى رواية قالون.
وتوجد في المدرسة مجموعة من الطلبة ممن أكملوا الروايتين معا، وهم الآن في الرواية الثالثة رواية قالون.
أما في ما يخص المتون فتعتمد المدرسة على متن تحفة الأطفال للإمام سليمان الجمزوري بالنسبة للمستوى الاول، يحفظها الطلبة ويستظهرونها في القسم على شيوخهم، وعندما يضبطونها جيدا يقوم الطالب باستظهارها في جلسة واحدة على الشيخ بلقاسم غزارة في جلسة واحدة ويسلم له شهادة حفظ.
أما المستوى الثاني فيتعلق بحفظ متن الجزرية، وبالنسبة لافواج الإجازة يحفظون متن درر اللوامع.
وفي باب الحديث تُعتمد الاربعون النووية، عمدة الأحكام، الشمائل المحمدية.
وبالنسبة للقانون الداخلي للمدرسة: أي طالب يكمل ربع القرآن إلزاما يمتحن في لجنة تقويم الحفظة التي تؤطرها لجنة ولائية (على مستوى شعبة ولاية قالمة)، تقام في كل عام دورتان اثنتان، تنتهي باختيار الحافظين والحافظات بترتيب وتصنيف دقيق، وقد اعتاد المكتب الولائي تنظيم حفل التكريم السنوي في آخر كل عام دراسي، وأحيانا يكون ذلك في شهر أكتوبر.
ويُشار هنا إلى أن إحصائيات الناجحين والناجحات الذين يتأهلون في كل موسم خلال الدورات الـ13 يصل إلى ما بين 115 و120، طالبا وطالبة في الفئات التالية: [60,45,30,15 حزبا]
وتقام أيضا على مستوى المدرسة في كل موسم مسابقة رمضانية تجرى في شهر رمضان وتعرف باسم مسابقة : “ترجمان القرآن” من حزب إلى 60حزب، عدد المشاركين فيها يتجاوز عادة الـ 100طالب وطالبة، تجرى المسابقة على يومين يؤطرها مجموعة من معلمات المدرسة.
كما تجرى أيضا في كل موسم دورات علمية يؤطرها مجموعة من المشايخ من بينها: دورات تكوينية تنظمها لجنة التربية (هيئة التفتيش) لمعلمات التربية التحضيرية لمدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين شعبة ولاية قالمة.
ودورات علمية خاصة بالمدرسة مثل:
– دورة المخارج والصفات للشيخ عبد الله سيليني، دورة علوم الحديث تحت إشراف الأستاذ عبد الحليم دبيش.
كما للمدرسة نشاطات ترفيهية ورحالات :
للمساجد، الحماية المدنية بالنسبة لافواج التحضيري والتمهيدي ورحالات سياحية للمتمدرسين زيارة للمناطق الأثرية ورحلة للمسبح خاصة بالذكور.
وفي نهاية كل موسم تقام مسابقة ولائية لمدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين شعبة ولاية قالمة تقام على مرحلتين، التصفيات الأولية والنهائية، ودائما يتحصل طلبة المدرسة على المراتب الأولى.حيث بلغت احصائيات المشاركين 100 طالب وطالبة وعدد الناجحين 53 ناجحا وناحجة كل عام .
إن مدرسة عبد الله بن عباس كانت بمثابة الملاذ الآمن والدرع الذي يحصن أبناءنا وبناتنا، ففيها يتعلمون كلام الله، كما يتعلمون الأخلاق والأدب والفضائل، ويجدون في رحاب المدرسة الرفقة الصالحة .وحفظ القرآن لا يشغلهم على دراستهم، بل قد أثبتت التجربة في هذه المدرسة وكل مدراس جمعية العلماء المسلمين للتعليم القرآني أن كل من يحفظ القرآن متفوق في دراسته؛ فالقران كان بمثابة دافع للتميز والإرادة وجلب البركات والتوفيق والتيسير في كل شيء .حيث بلغت نسبة نجاح تلاميذ المدرسة في شهادة التعليم المتوسط والبكالوريا 100%بمعدلات ممتازة :
خير مثال على ذلك من الناجحين في شهادة التعليم المتوسط التلميذة المجتهدة متحصلة على معدل 19,12 وتحفظ 40حزبا من القرآن، والتلميذ المجتهد شرياق عبد الرحمان متحصل على معدل 18،32 يحفظ 50حزبا من القرآن.
وبالنسبة لشهادة البكالوريا :
عبد الرحيم فرنان متحصل على معدل 18,37 يحفظ 55حزبا من القرآن وهو حاليا معلم قرآن في المدرسة .
طواهري يونس تحصل على معدل 17,72 يحفظ 48 حزبا من القرآن.
وهناك ثمرة رائعة من المدرسة كرمت على المستوى الوطني في شهادة البكالوريا الخاتمة والمجازة في القران الكريم تحصلت على معدل 16,17 شعبة الآداب والفلسفة.
كرمت من طرف رئيس الجمهورية وهي معلمة قرآن في المدرسة مجازة في رواية ورش عن طريق الأزرق والاصبهاني وهي الآن طالبة في جامعة الأمير عبد القادر تخصص أصول الدين وهي الأولى في دفعتها.
شاركت في مسابقة وطنية خاصة بفئة “ذوي الهمم ” تحصلت على المرتبة الأولى وطنيا في حفظ وتجويد القرآن .
وخير ما عملت به مدرسة عبد الله بن عباس إدماج الطلبة الخاتمين وجعلهم معلمي ومعلمات قرآن، رغم صغر سنهم، ولديهم تأطير خاص يراعي تميزهم وتفوقهم وهذا الاستثمار جعلهم حافزا للطلبة المبتدئين.
ونؤكد في الأخير: إن غايتنا تنشئة جيل قرآني حافظ ومتقن ولديه اخلاق القرآن ويعمل بما جاء به القرآن .