قصة نجاح/ البروفيسور رياض بغدادي.. رائد الذكاء الاصطناعي من الجزائر
إعداد: عبد الغني بلاش/
قصة نجاح في عدد اليوم سنخصصها للحديث عن أحد العلماء الجزائريين الشباب الذين تركوا بصمتهم في عالم البرمجيات وهو البروفيسور رياض بغدادي، حيث تعد قصته من بين القصص الملهمة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة.
ولد رياض في الجزائر ونشأ في بيئة داعمة للتعلم والاكتشاف، منذ سن مبكرة، أظهر اهتماماً كبيراً بالتكنولوجيا والحوسبة، حيث تعلم أساسيات البرمجة على يد أخيه الأكبر، الذي كان له دور محوري في توجيهه نحو هذا المجال.
نشأ رياض في ولاية الجزائر، حيث تلقى تعليمه الأساسي والثانوي. في هذه المرحلة، أبدى شغفًا كبيرًا بالتعليم، واهتمامًا خاصًا بالعلوم والرياضيات، كما حفظ أجزاء من القرآن الكريم في صغره، وهو ما عزز فيه قيم الاجتهاد والصبر، و بعد إنهاء دراسته الثانوية، التحق بجامعة الجزائر لدراسة علوم الحاسوب، حيث بدأ يظهر تفوقه الأكاديمي وبحثه المستمر عن الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي.
بفضل نتائجه المتميزة، حصل رياض على فرصة للدراسة في الخارج، حيث انتقل إلى فرنسا لمتابعة دراسته العليا في جامعة السوربون الشهيرة. هناك، واجه تحديات جديدة، منها التكيف مع نظام تعليمي مختلف وإتقان اللغة الفرنسية. لكن بفضل عزيمته القوية، تغلب على هذه التحديات، وأكمل دراساته العليا بنجاح، ليحصل على درجة الدكتوراه في مجال الذكاء الاصطناعي. تركت أبحاثه بصمة مميزة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي.
بعد تخرجه، انتقل إلى الولايات المتحدة، حيث التحق بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وهو واحد من أعرق المؤسسات العلمية في العالم. في MIT، واصل رياض مسيرته الأكاديمية والبحثية، حيث عمل على تطوير نظم ذكاء اصطناعي متقدمة تستخدم اليوم في العديد من الأجهزة والتطبيقات. من بين إنجازاته المميزة تطوير نظام «هايلايت»، الذي ساهم في تحسين تجربة المستخدم في تطبيقات الهواتف الذكية ومنصات الفيديو مثل يوتيوب.
على الرغم من نجاحاته الكبيرة في الخارج، ظل رياض مرتبطاً ببلده الجزائر. أسس جمعية «امتياز» عام 2015، وهي منظمة غير حكومية تهدف إلى تقديم الدعم والتوجيه للطلاب الجزائريين الراغبين في دخول مجالات التكنولوجيا والبحث العلمي. عبر الجمعية، تمكن آلاف الطلاب من الحصول على فرص تدريب وإرشاد من متخصصين في مختلف المجالات.
يؤمن رياض بأن التعليم هو السبيل الأساسي للنهوض بالمجتمعات، وقد قال في إحدى محاضراته: «النجاح ليس فقط في الإنجازات الفردية، بل في تمكين الآخرين وتحقيق أهداف مشتركة» بفضل رؤيته الثاقبة، ساهم في إلهام العديد من الشباب الجزائريين ودفعهم للسعي وراء أحلامهم في مجالات العلم والتكنولوجيا ، ناهيك عن دعمه للنوادي العلمية بالجامعات وقد اقام مسابقات في هذا الشأن وقد لقيت اهتماما كبيرا وتجوابا مع الطلبة الجامعيين.