مؤسسات الجمعية

من مؤسسات جمعية العلماء المسلمين الجزائريين : دار الإمام مالك للحديث النبوي تكسبت ـ الوادي

إعداد: تواتي نور الدين/

تناولنا في العددين السابقين من «البصائر» التعريف ببعض مؤسسات الجمعية العلمية، ومنها: ـ مقرأة الماهر بالقرآن التابع لشعبة العلمة، سطيف. ـ و«معهد عثمان بن عفان لتعليم القرآن وعلومه «بعين لكبيرة سطيف. في انتظار استكمال المادة عن «معهد الشيخ دردور للعلوم الشرعية- باتنة، ودار الطالب في تلمسان، ومدرسة عبد الله بن عباس بقالمة، ومركز الشهاب بسطيف، وغيرها. آملين أن يتواصل الإخوة في الشعب الولائية والبلدية ليعرّفوا بمؤسساتهم العاملة النافعة، قرآنية وتعليمية وغيرها. نعرّف اليوم في عجالة ـ تذكيرا وتحفيزا وتنويها ـ بمؤسسة علمية شرعية من مؤسسات الجمعية وهي دار الإمام مالك للحديث النبوي الموجود مقرها في الوادي.

تسعى دار الإمام مالك للحديث النبوي بحي تكسبت بولاية وادي سوف، إلى ترسيخ القيم الدينية والوطنية لدى الطلاب والطالبات، وتهذيب النفوس بمبادئ وقيم أخلاقية تساهم أولا في بناء فرد متشبع بقيمه الإسلامية ومُحصّنا بها، حتى يتمكن من مواجهة مختلف التحديات والأفكار الدخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية، والتطلع إلى المثل العليا والأهداف الكبرى في الحياة، ذلك وفق الدور التربوي والتعليمي الذي تتبناه دار الإمام مالك للحديث النبوي من حيث الأهداف والغايات التربوية.
هذا وتعتمد دار الإمام مالك للحديث النبوي على مجموعة من الأساليب والبرامج التربوية والتعليمية القائمة على حلقات قرآنية ودروس تربوية ايمانية ودورات تأهيلية وتكوينية، وندوات فكرية وعلمية وأيام دراسية، تساهم من خلالها في تطوير الفكر المعرفي والتربوي لدى التلميذ لتهيئته نحو التعلم الجيد في المدرسة.

مجهودات علمية لتكوين أجيال وكوادر مؤهّلة
تستقبل دار الإمام مالك للحديث النبوي بوادي سوف، الأطفال والتلاميذ من مختلف الأطوار الدراسية، لتعليمهم وتكوينهم وفق نظم تعليمية وتربوية متميزة، إلى جانب الطلاب والطالبات المهتمين بعلوم الشريعة الإسلامية، ما يجعلها مؤسسة تعليمية تربوية وتكوينية رائدة، ومقصدا لشباب المنطقة، من أجل تحفيظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة للناشئة، وتعليم علوم القرآن وعلوم السيرة النبوية للطلبة.

مشاريع علمية ودعوية وتربوية
أطلقت دار الإمام مالك للحديث النبوي، عددا من المشاريع العلمية والدعوية والتربوية الرامية إلى تهذيب النفوس وترشيد السلوك لتلاميذ وطلبة الدار، وذلك لتحصينهم في مواجهة التحديات الفكرية والثقافية التي تهدد الأمة اليوم من شهوات وشبهات وحروب على الهوية والثقافة، وبالتالي تُشرف الدار على عدة دورات علمية وندوات فكرية وأيام دراسية، ونشاطات تثقيفية وترفيهية.

  

مشروع “أكاديمية التأصيل العلمي” للارتقاء بالقيم والمعارف الإسلامية
من المشاريع التي أطلقتها دار الإمام مالك للحديث النبوي، مشروع “أكاديمية التأصيل العلمي”، والذي يأتي في عامه الثالث على التوالي. يهدف المشروع إلى تأهيل وتكوين الكفاءات العلمية والمتخصصة في العلوم الإنسانية والدراسات الإسلامية واللغة العربية وفي العلوم الأخرى ما بعد مرحلة الثانوي، من خلال برنامج علميّ متكامل يضم أهم العلوم الشرعية كعلوم القرآن وعلوم الحديث وأصول الدين وأصول الفقه والفقه المالكي والنحو والسيرة النبوية والتزكية. كما يهدف مشروع “أكاديمية التأصيل العلمي” إلى الإسهام في نشر وترسيخ الوسطية والاعتدال، والارتقاء بالقيم والمعارف والمهارات التي تُعين على حمل رسالة العلم والتعلم وتوفير فرص البيئة العلمية والتربوية المناسبة.
هذا ويدرس الطالب أو الطالبة بالأكاديمية ثلاث سنوات في الجذع المشترك، حيث يتحصل على اللبنات الأولى والقاعدة الأساسية في عدد من علوم الشريعة، ثم ينتقل ويتأهل للدراسة في مرحلة التخصص.
ويستهدف مشروع أكاديمية التأصيل العلمي، كل شخص يرغب في تعلُّم العلوم الشرعية من كلا الجنسين ومن خريجي المعاهد الإسلامية كطلبة العلوم الإسلامية وأيضا خريجي المعاهد الأخرى المهتمين بتحصيل العلوم الشرعية كالأئمة والمرشدين والمرشدات وآخرين، الذين سيتداولون على الأكاديمية كل يوم السبت ماعدا أيام الامتحانات والعطل.
وفيما يخص شروط التسجيل للالتحاق بأكاديمية التأصيل العلمي فتقتصر على امتلاك الطالب أو الطالبة شهادة البكالوريا، فضلا عن التحلي بالاعتدال والوسطية ومجانبة مظاهر الانحلال والغلو والتطرف.

اجازات وشهادات تزكية وجوائز قيمة لطلاب وطالبات الأكاديمية
وخصصت أكاديمية التأصيل العلمي مجموعة من الامتيازات كالإجازات بالأسانيد المتصلة في المتون العلمية المقررة، وشهادات تزكية في العلوم المقررة إلى جانب جوائز تحفيزية قيمة ومعتبرة للمتفوقين والمتفوقات.

تنظيم دورات تدريبية وندوات علمية ونشاطات تثقيفية
كما تشرف دار الإمام مالك للحديث النبوي على إقامة الدروس والدورات العلمية مع منح إجازات القرآن وكتب الحديث لمستحقيها. إضافة إلى تنظيم دورات علمية كالدورة في علم عدّ الآي شرح كتاب الجَدَد في علم العدد مع الإجازة من مؤلفه الدكتور هارون كيحل. ودورة في أحكام النّبر والتّنغم وأثره في قراءة القرآن الكريم. ومجالس لختم القراءات العشر ودورات لحفظ السنة “حفظ الموطأ الإمام مالك وصحيح البخاري”، ودورات حول مقومات الزواج الناجح من خلال الأحكام الفقهية والنصائح التربوية والتوجيهات الواقعية، وذلك بمشاركة الآباء والأمهات كونهم المشرفين على زيجات أبنائهم، فضلا عن المقبلين على الزواج كون الأمر يعنيهم بشكل مباشر، وغيرها من المواضيع التي تمس الطفولة والمرأة والأسرة، والقضايا التربوية والاجتماعية والدينية التي تشغل الشأن العام، وذلك بالتنسيق مع ثلة من الأساتذة والأستاذات المتخصصين والمتخصصات في شتى المجالات والعلوم.
كما يتم تنظيم سلسلة من الدروس المتنوعة كدورات تكوينية وندوات علمية لفائدة النساء بالجناح الخاص بهن، حيث تهتم دار الإمام مالك بالمربيات ومعلمات القرآن الكريم والخاتمات لكتاب الله تعالى، وذلك من خلال برنامج تدريبي وتكويني يُعقد لهن، متمثل في مجالس التفسير حتى يتمكّن من شرح المعاني القرآنية وإبراز القيم الايمانية والتربوية التي ترشد إليها الآيات من خلال تعلّم طرق التفسير وقواعده وأصوله. كما تُنظّم لهن مجالس الحديث النبوي التي تهدف إلى ربط الحديث النبوي بالقرآن الكريم كمصدر ثان من مصادر التشريع التي لا يستغني عنه المسلم. وتعليمهن سيرة الصحابيات الجليلات ثم سير الصالحات عبر الأجيال المختلفة لترسيخ التربية بالقدوات.
كما تهتم دار الإمام مالك للحديث النبوي، بصغار الخاتمين لكتاب الله، حيث يلتحقون مع بداية الموسم الصيفي بالمركز الصيفي الخاص بهم، الذي يُعنى بتكوين الأطفال الذين يحفظون كتاب الله وفق برنامج تكويني منوّع، كمراجعة القرآن وأحكام التجويد والمتون الشرعية وأحاديث نبوية، إلى جانب النشاطات الترفيهية كالسباحة للذكور، وتعليم مختلف الأنشطة والحرف للإناث، كمكافأة لجهودهم المبذولة خلال موسم كامل من الجد والعطاء.

أساتذة أكفاء يشرفون على تعليم الطلبة
كما تتطلع دار الإمام مالك للحديث النبوي إلى دراسة معمقة في لغة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية للتزود بالمعارف والقيم الدينية وتصحيح المفاهيم الخاطئة عبر عملية تعليمية جادة تقوم على منهجية متكاملة، يُشرف عليها نخبة من الأساتذة والمعلمين الأكفاء، حيث يستمد المعلم القرآني برامجه في الحلقات التربوية والتعليمية من مجموع ما تفيض به ثقافة الأمة الإسلامية.

صناعة جيل متشبع بقيمه ومدافع عن مقوماته
تأتي هذه المؤسسة العلمية الواعدة “دار الإمام مالك للحديث النبوي” في إطار العمل الجاد لتصحيح صورة الإسلام التي عمدت تيارات الغلو والتطرف إلى تشويهها في العالم، هذه الأخيرة التي تستند في خطابها إلى تفسيرات منحرفة. وبالتالي تسعى الدار التي تقع بحي تكسبت وادي سوف، من خلال مشاريعها التربوية والتعليمية والعلمية والفكرية إلى الإصلاح والتكوين والعمل وفق العلم المبني على أساس تحليل منهجي ومنطقي وسليم لتخريج جيل واع بحاضره ومُحصّن بأصالته، وذلك لمواكبة حاجات العصر والتعايش مع مجتمعاته بعقل مستنير وخلق قويم، مما يجعله فاعلا ومتفاعلا مع ثقافة عصره ومعتزا بانتمائه الأصيل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com