متابعات وتغطيات

المدرسة القرآنية -مسجد الصحابة تحتفي بـتكريم 11خاتمـا وخاتمة للقرآن الكريم

تغطية ومتابعة : حسن خليفة/

بحضور مدير الشؤون الدينية والأوقاف ورئيس بلدية عين مليلة وثلة من الأساتذة والمشايخ يتقدمهم الأستاذ الدكتور عبد الكريم مقيدش (ضيف الشرف) أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأمير عبد القادرللعلوم الإسلامية(قسنطينة) ومدير معهد عبدالكريم مقيدش لتدريس القرآن وعلومه، والأستاذ حسن خليفة عضوالمكتب الوطني مسؤول لجنة الإعلام، والأخ رشيد يايسي (برلماني سابق)، وأفاضل وفاضلات من المدعوين والمدوعات، وأولياء الخاتمين والخاتمات، وفي جوّ قرآني إيماني «يعلوه الفخر والاعتزاز بماحققه الأبناء والبنات من تفوق وتقدم في حفظ كتاب الله تعالى، باجتهاد يومي ودأب وشغف .. وبإشراف من كوكبة من المعلمين والمعلمات أعلى الله أقدارهم وثبّت أجرهم، هم مؤطرو المدرسة القرآنية لمسجد الصحابة الكبير بعين مليلة.

تم تنظيم حفل تكريم خاص بمجموعة من الحفظة والحافظات في ساحة المدرسة الجميلة، وقد بلغ عددهم هذا العام 11 كوكبا مضيئا.
بدأ الحفل بعد صلاة العصر يوم الأربعاء 14 أوت، بآيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة ترحيبية موجزة للشيخ الدكتور عبدالغني بارش إمام المسجد والمشرف على المدرسة القرآنية؛ حيث ذكر ببدايات تأسيس المدرسة وكيف كانت فكرة (على الورق) تُناقش مع بعض الأفاضل ومنهم الدكتور عبد الكريم مقيدش الذي نصحه بتوجيه الاهتمام من أهل الخير الذي اعتادوا بناء المساجد.. توجيههم إلى بناء المدارس القرآنية لأنها ذات نفع عظيم للمجتمع والأمة، وقد كان… تحدث الشيخ عبد الغني عن أعداد المقبلين والمقبلات على المدرسة وهم بالمئات، مؤملا تطوير المدرسة لاستيعاب تلك الأعداد الطيبة، وتعميق المعارف الدينية في برامج التكوين، والعناية بالمعلمين والمعلمات.
بعدها أحيلت الكلمة للدكتور مولود محصول مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية أم البواقي الذي استوقفته المناسبة ليحلّق في أفق الإعداد الحقيقي للأجيال الصاعدة، مؤكدا أن القرآن الكريم هو الضمانة الوحيدة للاستقامة والرشد والصلاح، وبالتالي «كلما اعتنينا بالقرآن وجدنا ذلك في واقعنا المعيش أمنا وأمانا وصلاحا وقوة ووعيا».. وأشار إلى أهمية الاستفادة من منهج جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وهم أسلافنا الميامين الذي سبق لهم أن اهتدوا بالقرآن، وحرصوا على تعليمه وتحصين الأجيال به، فكانت ثمرات ونتائج ذلك خيرا وفضلا لمجتمعنا الجزائري كله. وبيان ذلك في الأجيال التي حملت أمانة ومسؤولية تحرير البلاد من رجس الاستدمار الذي أهلك الحرث والنسل، ودمّر وخرّب وقتل وأفسد كل شيء على مدار أكثر من مائة وثلاثين عاما كاملة. ثم اندحر وانكسر بفضل أهل القرآن والإيمان، وأهل الوعي.
بعده تناول الكلمة الشيخ الدكتور عبد الكريم مقيدش الذي قال إنه مبتهج كل الابتهاج لما يراه من نهضة قرآنية كبيرة في وطننا، منذ بضع سنوات، وأشارإلى الجهود المبذولة في هذا المجال رسميا وشعبيا، وقال إن في هذا خيرا كثيرا ونفعا عظيما للأمة. وهنأ المدرسة والمشرفين عليها على هذا الإنجاز الطيب المتميز.
ثم قدمت مسرحية من إعداد طلبة المدرسة عن فلسطين الجريحة من خلال شخصية أبي مدين الغوث (أبو مدين شعيب بن الحسين الأنصاري الأندلسي والمعروف باسم سيدي بومدين أو أبو مدين التلمساني)، وقد بدت طلاقة ألسنة الشباب الذين قدموا المسرحية دليلا وبرهانا على ما تهيئهُ المدارس القرآنية من تكوين متين في اللغة، والتعبير، والإلقاء، وحفظ الأشعار والأمثال.
بعدالمسرحية قدمت وصلة إنشادية رفيعة، ثم أحيلت الكلمة للأستاذ حسن خليفة عضو المكتب الوطني الذي هنأ الطلبة والطالبات من الخاتمين والخاتمات وهنأ أولياءهم الذين وقفوا معهم وساعدوهم ودفعوهم في طريق القرآن الذي هو خير كله، والذي يهدي للتي هي أقوم، وتمنى أن يكون هؤلاء الخاتمون والخاتمات قدوة صالحة لغيرهم من الشباب والشابات لينهجوا نفس النهج.
مما لفت النظر حضور قـضية المسلمين الأولى (فلسطين وغزة) بأعلام فلسطين وكلمات قوية عن المرابطين على الثغور المتقدمة، والدعاء بنصرهم نصرا مؤزرا عاجلا. وتنويها بالجهود الطيبات نورد فيما يلي تعريفا مقتضبا مفيدا للمدرسة القرآنية المشار إليها في هذه التغطية.

////

المدرسة القرآنية لمسجد الصحابة بعين مليلة.. في خدمة القرآن الكريم وعلومه
(تعريف وتنويه)

على مدى سنوات، ومنذ إنشائها، في شهر ربيع الثاني1436 هجري، الموافق لشهر فيفري 2015 والمدرسة القرآنية التابعة لمسجد الصحابة أحد أكبر مساجد عين مليلةـ ولاية أم البواقي ـ… تقدم لأبناء المدينة، من الرجال والنساء، من الشبّان والشابات، واليافعين واليافعات، والأطفال والبنات … تقدم أعمالا جليلة في خدمة القرآن الكريم وعلومه وأيضا الحديث النبوي الشريف وعلومه، وما يتصل بهما من معارف، بالقدر الذي يُنشّأُ عليه المنتسبون إلى المدرسة ليكونوا على دراية بالمعارف الإسلامية الراشدة النافعة، وليكونوا أفرادا صالحين في أنفسهم ولأسرهم ولمجتمعهم بعد ذلك.
تقع المدرسة بجوار مسجد الصحابة، ويبدو بناؤها ـ من الخارج ـ كصرح من الصروح الكبيرة التي تملأ العين، وتبهج القلب.
تشتمل على عشر قاعات (10)، جُعلت ثلاث منها للإدارة، واحدة لمدير المدرسة، والقاعتان الأخريان مكاتب إدارية تهتم بشؤون المدرسة والمتمدرسين.
بقية القاعات عبارة عن أقسام فسيحة يتسع كل منها إلى ما بين 30و35 من التلاميذ والطلبة والطالبات.
كما تشتمل المدرسة على قاعة محاضرات مجهزة تجهيزا جيدا، تسع أكثر من 100 شخص، وهي تُستعمل في الأنشطة العلمية والثقافية والدينية (محاضرات، ندوات، لقاءات..) وأنشطة المناسبات في المدرسة، كما تُستخدم أحيانا في إقامة الدورات التكوينية للمعلمين والمعلمات التابعين للمدرسة وغيرهم من معلمي ومعلمات القرآن.
أيضا يوجد في المدرسة مصلّى، ومرقد، وثلاث دورات مياه، ومكتبة عامرة للاستخدام من قِبل الطلبة والطالبات، ويمكن أن يستفيد منها بعض الباحثين بين وقت وآخر.
كما يوجد في المدرسة لوازم خاصة بالمطعم (ثلاجة، أواني، فرن، الخ…).
وهذه تفيد في المناسبات الخاصة عندما يكون في المدرسة ورشات تكوينية، أو دورات علمية في العلوم الشرعية (علوم القرآن والحديث)الخ.
وتتمتع المدرسة بميزة وجودها في مكان رائع ومناسب جدا، قرب المسجد، وأمامها ساحة تتسع لأكثرمن 500 شخص، وقد استخدمت هذه الساحة في إقامة احتفائيات التكريم السنوية للخاتمين والخاتمات، كما يمكن أن تستخدم في نشاطات أخرى؛ خاصة في الأوقات المناسبة عندما يكون الجو معتدلا وجيدا.
من خلال الأقسام السبعة التي تحتوي عليها المدرسة، والتي أشرنا إليها في صدر هذا التعريف المبسّط بالمدرسة يقوم المعلمون والمعلمات بالإشراف على مئات من الطلبة والطالبات، حسب الأفواج، وحسب الأعمار، وحسب المستوى المحرز في حفظ القرآن الكريم. ويبلغ عدد الطلبة في المدرسة هذا العام 864 طالبا وطالبة.
ينقسمون إلى فئات: الرجال، النساء، الكبار، الصغار، وفي الصغار هناك فئة من هم دون سنّ التمدرس (قسم التحضيري) بمجموع 155 تلميذا وتلميذة.
كما أن الدراسة في المدرسة تنقسم إلى فترتين: الفترة الصباحية، والفترة المسائية، يشرف عليهم نحو عشرين معلما ومعلّمة.
تتنوع فرص التعليم في المدرسة حيث يوجد إلى جانب تعليم وتحفيظ القرآن الكريم، للفئات المتنوعة، كما سبقت الإشارة، هناك أيضا الاهتمام بالحديث النبوي الشريف حيث يحفظ التلاميذ والطلبة الأحاديث النبوية، وبعض المتون في اللغة والحديث ومعارف دينية ومسائل أخلاقية وسيرة.
وكل ذلك يجعل المدرسة كما أفادنا الدكتور مولود محصول مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية أم البواقي… «يجعل المدرسة القرآنية لمسجد الصحابة واحدة من المدارس النموذجية المتميزة في الولاية، وربما في جهة الشرق كلها، نظرا للإمكانات الكبيرة التي تتوفر عليها، والإقبال الكبير أيضا المسجل عليها، بزيادة سنوية، بما يجعلها وجهة رائقة للعديد من الراغبين والراغبات في حفظ القرآن الكريم وتلقّي تكوين مناسب في المعارف الدينية الأساسية».
للإشارة تخرّج المدرسة سنويا عشرات من الطلبة والطالبات ممن يتقدمون في الحفظ والتلاوة بالأحكام، ومنهم في كل عام كوكبة مصطفاة من الذين ييسّر الله تعالى لهم ختم القرآن الكريم وهم بين 11و13 طالبا وطالبة كل عام، إلى حين يتهيأ الأمر لعدد أكبر وأوفر ربما يصل إلى الخمسين والستين، وربما أكثر، في السنوات القليلة القادمة بحول الله كما أفادني بذلك الشيخ الدكتور عبدالغني بارش إمام مسجد الصحابة ومديرمدرسته القرآنية ومفتي ولاية أم البواقي، وهو أحد المشرفين مع طاقمين تربوي وإداري نشطين على التعليم القرآني تعلّما وتعليما وتحفيظا في هذه المدرسة، مع الاجتهاد في إضافة مسائل أخرى كالفهم، والتفسير، والتدبر في المستقبل القريب بحول الله تعالى.
كخلاصة نقول: إن النهضة القرآنية التي يشهدها بلدنا منذ بعض الوقت، والتي تزهر سنويا بتأهيل مئات من الخاتمين والخاتمات، من مختلف الأعمارـ مع غلبة فئة الشباب والشابات ـ ومع وجود مقبلين ومقبلات على القرآن الكريم من أهل تخصصات علمية متنوعة: طب، هندسة، فيزياء، علوم، حقوق، آداب، فلسفة الخ .. كل ذلك يؤشر على ملمح رائع لمستقبل قرآني راشد وجميل ونافع للأفراد والأسر والمجتمع كله.
مع التأكيد هنا أن هذه النهضة تعرفها المدارس القرآنية التابعة لمساجد الوطن، وأيضا المدارس القرآنية لهيئات وجمعيات ومنها مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وغيرها من الهيئات العاملة في هذا المجال.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com