شعاع

ملتقى تبادل التجارب …متى نلتفت إلى الكنوزفي شُعبنا الولائية

يكتبه: حسن خليفة/

من ضمن الأهداف النبيلة والعمَلية شبه العاجلة أن تجمع الجمعية (قيادة الجمعية) أبناء الشُّعب في مختلف الولايات، أو على الأقل حسب الجهات :(شرق ـ غرب ـ وسط ـ جنوب ) في لقاء خاص يُسمّى لقاء أو منتدى تبادل التجارب.
وقد تحقق من هذا القليل فقط، بلقاء في قسنطينة جمع الشُعب البلدية والفروع، وأمكن فيه الإفصاح عن “تجربة” كل شُعبة وفرع، فاتضح أن هناك “تميّزا ” كبيرا، من حيث اختصاص وتخصص كل شعبة أو فرع في أمر من الأمور المهمة، ذات الصلة بعمل الجمعية في مختلف الميادين.
والأمر نفسه بالنسبة للولايات ؛حيث يُلحظ تفاوتها في مجال العمل والجدّ والاجتهاد، كما يُلاحظ تميزبعضها على الأقل بنمط من الأنشطة والفعاليات، بل والإبداع في مجالات محددة بذاتها، مع مشاركتها لشقيقاتها من الولايات فيما هو عامّ في عمل الجمعية :تربية وتعليم، التعليم القرآني، محو الأمية،النشاط الثقافي العام، التحسيس والتوجيه، الخ
الحاجة اليوم إلى “تجمّع ” أو لقاء أو منتدى يُخصص لاستعراض ما برعتْ و تبرع فيه كل شُعبة ولائية (وحتى بلدية ) بات ملحا .والمستفاد من ذلك :
ـ أولا : للتعرف والاطلاع على أعمال وأنشطة وأنماط الاجتهاد في كل شعبة؛
ـ ثانيا: للتثاقف والاستمزاج والاستئناس؛ حيث تأخذ كل شعبة ما تراه مفيدا ونافعا للمجتمع، من الشعب الأخرى التي ابتكرتْ وأبدعتْ ذلك النمط من النشاط.
ثالثا: يتقوّى الجميع بمعرفة بعضهم البعض، على نحو عملي واقعي مباشر،فيؤدّي البعض واجب النصح، ويقوم البعض بتصويب ما يراه ليكتمل العمل المبتكرويجمُل ويكون أكثرقوة وأفضل أداء.
رابعا: اندفاع الجميع بعدئذ إلى العمل الجاد، والانخراط بقوة في العمل النافع على بيّنة وبصيرة، وفق رؤية محددة واضحة، وأهداف مسطرة، فتنتقل الجمعية ـ في عمومها ـ عند هذا الحد من الأنشطة والفعاليات إلى البرامج والخطط المتوسطة والطويلة .
خامسا: سيُبرز النقاش، في ضوء معرفة تجارب كل شعبة أو منطقة، عن تحديد الأولويات وتصنيف مايجب التركيز عليه أكثر؛ بحسب حاجة المجتمع والأمة.
سادسا: سيكون من الثمرات الطيبات لذلك اللقاء؛ خاصة إن أُحسن الإعداد والتخطيط له ..سيكون من ثمراته: تبادل القوافل الدعوية، و عقد اتفاقيات وتجسيد التوأمة بين الشعب، وتعزيز العمل التعاوني بين الولايات، بما يحقق المرتضى بحول الله، كالاشتراك في عقد ملتقى دولي أو وطني بين مجموعة ولايات متقاربة متجاورة(ملتقى الأوراس كمثال ..)، أو تخصيص موارد وإمكانات لاستكمال بعض الصروح كـ:
دار القرآن قالمة، أولؤلؤة سكيكدة، أو معهد الشيخ عمر دردورباتنة، أو معهد الإمام مالك في المسيلة، أومعهد إحكام بمستغانم ، أو معهد القراءات بالعلمة، أو كلية العلوم الشرعية والإنسانية بالبرج ..الخ …الخ .
سابعا: وفي كل ذلك خير كبيروفير …نحقق به مراد الله تعالى “وتعاونوا “ونوزع العبء على عدد أوسع من العاملين، فيخفّ الحمل، وتقوى الهمّة، ونتشارك الأجر.
لماذا لا نبادر إلى توفير الوقت والمدد والإعداد لهذا النوع من اللقاءات المفيدة الناجعة التي هي ربح خالص للجمعية وأبنائها وبناتها، في مختلف الولايات؛ تأخذ كل ولاية أو جهة بيد أخواتها بما يمكن أن يرقى بجهود الجمعية وأعمالها فتثمر وتزهر.
إنني على يقين أن هناك كنوزا ثمينة في عديد الولايات، وإن التفكير على نحو مختلف بعض الشيء في حركة سير جمعية العلماء يمكن أن يقودنا إلى إنجازات كبيرة وهامة، وإن الكثير من ذلك يكون من خلال التعرّف الدقيق والمحكم والشامل بما حققته الشعَب، من خلال إنجازاتها، ومن خلال رجالها ونسائها وجهودهم الكبيرة الرائعة .. وكل ذلك يمكن إجماله واختصاره في لقاءات نوعية تحت مسمّى “لقاء تبادل التجارب” بين الشعب الولائية للجمعية.
ليس بأمر كبير ولا صعب ..ولكنه أمرمفيد غاية الإفادة ..وعظيم النفع بحول الله.
فقط نحتاج إلى الإعداد الجيد، والتوقيت الجيد، والتحضير الجيد، ونحتاج أيضا إلى استجابة جيدة، ولعل بعض إخواننا في الشعب النشطة تنبعثُ هممهم في هذا السياق فيعملون على التئام جمع أبناء الجمعية لطرح تجاريبهم وأعمالهم المميزة فيستفيد الجميع، والله هوالهادي الى سواء السبيل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com