شعاع

الشيخ يحي صاري …و10 مقترحات لجمعية العلماء

أ. حسن خليفة/

الجلسة مع الشيخ الداعية النشط المعروف يحي صاري جلسة ماتعة نافعة؛ وهو المعروف بنشاطه في مجالات: الإغاثة والأعمال الإنسانية والخيرية؛ خاصة لصالح أشقائنا في فلسطين عامة وغزة خاصة…لكن ما تجب معرفته أيضا هو إلمامه الثقافي ـ التاريخي العميق، بكل ما يتعلق بالجزائر، وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بشكل خاص.
من هذا المنطلق يمكن القول بوضوح: إن الشيخ يحي صاري مثقف من طراز عال، وهو قاريء نهم،كما أنه يمتلك الكثير من المراجع والوثائق والسندات، والتي سعى ـ وما يزال ـ يسعى للحصول عليها يثري بها مكتبته العامرة، ويستفيد منه في أوجه الاستخدام الثقافي الدعوي الذي يمارسه بشكل يومي تقريبا: محاضرات، ندوات، كتابات، فتاوى، اجابات عن استشارات، توجيهات الخ
بعد الحديث المطوّل في شؤون شتـّى القضايا ذات الصلة بجمعية العلماء.. انتهى الشيخ يحي في حديثه إلى تقديم مقترحات للجمعية في مجال النشاط الثقافي /العلمي، كما سمّاه، نوردها فيما يلي:
1ـ يجــب ُ أن تحرص الجمعية على استحداث «مَعلَمة الجمعية» وهي أقرب ماتكون إلى موسوعة شاملة لكل ما يتعلق بجمعية العلماء (أعلام وشخصيات، صحف، مجلات، مواقف، الخ)
2 ـ التعجيل والإسراع في إنجاز «ألبوم الجمعية»… وإشارته هنا دقيقة ومعلّلة، حيث أبدى ملاحظات مهمة، وهي أن الجمعية لديها ـ في مجال الصورة ـ أرشيف عظيم ضخم، سجّل الكثير من الوقائع والحقائق، والمناسبات، والشخصيات..والاجتهاد في إصدار «ألبوم (صوّر)» عن كل ذلك سيكون شيئا مفيدا ورائعا، وليُقدّم كهدية للشخصيات الرسمية وغير الرسمية، كما يمكن أن يسوّق لتعريف الأجيال الجديدة التي لا تعرف الكثير عن الجمعية،فتكون الصورة مع تعليقات بسيطة ومختصرة سفيرا يوصل المعلومات إلى الجمهور العريض. وبالطبع يمكن تطويرهذه الفكرة وتحسينها، ولكنها ـ يقول الشيخ يحي ـ ضرورية جدا كما يراها.
3ـ العناية بتفسير ابن باديس وتبسيطه وتنقيحه ونشره، والاجتهاد في توفير نُسخ منه بالمدارس القرآنية التابعة للجمعية وغيرها.
4ـ العناية بالتفسير أيضا بإعادة بعث «دروس التفسير» في عديد الولايات لإيصال منهج ابن باديس في تفسير القرآن الكريم، وربط تعليم القرآن وتحفيظه بالتفسير والتدبّر، بصيّغ مناسبة للأعمار والمستويات العلمية والثقافية.
5ـ يلحق ذلك الاهتمام بكتب شيوخ الجمعية والعناية به وتنقيحها وطبعها وإعادة نشرها، وليكن ذلك في إطار مؤسسة خاصة بإحياء تراث ابن باديس وعلماء الجمعية،خاصة العقائد الإسلامية ورجال السلف ونساؤه، والمطبوعات الأخرى للإمام وعلماء الجمعية الآخرين.
من واجب الجمعية كما يقول الشيخ يحي أن يكون لها دارنشر خاصة بها، تتابع تراث الجمعية وأدبياتها وإنتاجات أعلامها على مدار العقود الماضية إلى الوقت الحاضر.
6ـ العناية بكل أو معظم ما طبع وكُتب ونُشر عن الجمعية ؛ خاصة الأطروحات العلمية والمراجع العلمية المهمة (دكتوراه ـ ماجستير الخ )، وقد رأينا رأي العين الكثير من الكتب لدى الشيخ يحي من هذا النوع، وبعضها سبق نشره في منشوراتنا السابقة.وأشار الشيخ يحي صاري في هذا المجال إلى الجهد العلمي الكبير الذي قام به الأستاذ الدكتور مسعود فلوسي في شكل بحث بيبليوغرافي، وهو يرى ضرورة استكمال ذلك وتحيينه بين وقت وآخر؛ لأن هناك دائما جديد، بالنسبة للكتابة عن الجمعية وجهودها في مختلف المجالات.
7 ـ من مقترحات الشيخ يحي صاري للجمعية الاهتمام المطلوب والجاد بكل من ساهم في إحياء الجمعية: الكتاب، الناشرون، الشخصيات العلمية وغيرها..وقد أشار ها هنا إلى صاحب أطروحة الدكتوراه الموسومة «دور العلماء المسلمين في ثورة التحرير» للدكتورعبد الرحمن بن عُمير النعيمي، وقال إنه تواصل معه ورغب كثيرا في زيارة الجزائر وجمعية العلماء، وهذا قبل سنوات ولكن للأسف لم يتم الاهتمام بذلك. ونضيف إلى هذا الأستاذ الكثير غيره ممّن يحتاجون فعلا إلى التكريم والتبجيل والتقدير، ومنهم مثلا: الشيخ الحبيب اللمسي صاحب دار الغرب الإسلامي، وهو صاحب الفضل الكبير في المجال الثقافي (الطبع والنشروالتوزيع)، وايضا الشيخ الدكتور علي الصلابي صاحب السلسلة المعروفة «كفاح الشعب الجزائري» وهي مجموعةمجلدات كبيرة، ومازال الدكتور الصلابي يكتب عن الجزائروانجازاتها وشخصياتها..فهؤلاء يستحقون كل التقديرمن الجزائرا التي يعرف مجتمعها جيدا حقيقة الوفاء للرجال وللقيّم والمباديء.
8 ـ من المقترحات المهمة للشيخ يحي في الظروف الحالية : إحياء نادي الترقي وباقي المؤسسات في الحواضر الكبرى تلمسان، قسنطينة،وغيرهما.وهو متأكد أن العمل الجاد المنتظم سيثمر خيرا عميما ثقافيا وعلميا ودينيا وحضاريا ويعود بالفائدة على المجتمع كله.
9 ـ حرص الشيخ على التنبيه إلى الاستفادة من الأعلام الجادّين وذكر لنا اسمين كبيرين وهما الشيخ الدكتور ناصر الدين سعيدوني المؤرخ الموسوعي وذكر أنه من طلبة معهد الشيخ عبد الحميد ابن باديس وهو في حاجة إلى الزيارة والانتفاع منه بكل وجه، كما ذكر الأستاذ الصحفي الكبير سعدي بزيان الذي مازال يواصل الكتابة في البصائر أسبوعيا، مع أنه في الثانيةوالتسعين من عمره ـ حفظه الله…ودعا إلى وجوب الاستفادة والانتفاع منه بكل سبيل
وكأن الشيخ يحي كان يريد أن يقول : إن الجمعية قصّرت، للأسف، نحو هؤلاء وأضرابهم
10 ـ لم ينس الشيخ يحي صاري التذكير بضرورة وأهمية وجود «نادي» خاص بالجمعية يلتقي فيها المثقفون والإعلاميون ـ الصحفيون والكتاب وأهل الرأي، والزوّار للجمعية..نادي يليق باسم كبير كجمعية العلماء يستوعب ُ النخبة من أهل الفكر والثقافة مع أعضاء الجمعية وقياداتها الوطنية والولائية في المناسبات الكثيرة الجامعة. وهو يرى أن هذه نقطة سيئة في مسار الجمعية التي لم تعمل على فتح فضاء خاص بها، مع أن الجمعية التاريخية كانت حريصة على فتح النوادي التي كانت فعلا فضاء للقاءات الجيدة والمثمرة.

ــــــــــــــ
هذه أهم أفكار الشيخ الداعية النشط يحي صاري أنقلها بأمانة…وآمل أن تجد آذانا صاغية وقلوبا واعية لتفعيلها والاجتهاد في بلورتها وتحويلها إلى انجازات في أرض الواقع.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com