شعاع

الجمعية ..خطوات واثقة نحو أفق أفضل

أ. حسن خليفة/

على الرغم من بعض مظاهر التعثّر والبطء البادية في مسار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، لكن من يمعن النظر، ويحرص على الإلمام بتفاصيل المشهد العلمائي في هذه الجمعية الوسيعة الكبيرة التي هي واحة كل الجزائريين والجزائريات،و التي تنتشر في مختلف الجهات، وتوجد في أكثر من 54 ولاية حتى الآن.
من يفعل ذلك سيلحظ ـلا محالة ـ ثمارا كثيرة للجهود المبذولة في مختلف الميادين والحقول التي تعمل عليها الجمعية، مع الإقرار بوجود إكراهات وصعوبات وعوائق لا بديل عن تجاوزها.
وإنما أردتُ ـ في هذه السطور ـ الدعوة إلى مزيد من التنسيق، والتعاون، والتحشيد، وبذل الجهد، وأعني هنا خاصة ثلاث فئات، وثلاثة محاور:
أـ أعضاء الجمعية كلهم، رجالا ونساء وشبابا وشابات، فهؤلاء معنيون أكثر من غيرهم ببذل المزيد من الجهد، وتحقيق الحدود الوسطى في التعاون والتنسيق، وذلك أمر ميسور.
ب ـ أحباب الجمعية وأنصارها وما أكثرهم، ممن لديهم صفة المناصر للجمعية، وهم محبو الجمعية، ولو لم يكونوا منخرطين فيها بشكل رسمي. وهؤلاء قوة كبيرة؛ خاصة وأن منهم نسبة عالية من المتفرغين (المتقاعدين)؛ وفيهم أيضا مئات من أهل الخبرة والكفاءات في مجالات علمية، ودينية، وفكرية وأدبية ..ودور هؤلاء كبير، في الإسناد والدعم، وملء الفراغ الموجود في عديد المجالات التي تفتقد إلى المورد البشري المتخصص وشبه المتفرغ.
ولو أن هؤلاء انخرطوا بشكل أكبر وأوسع وأعمق في الجمعية لحقق ذلك المراد وأزيدَ من المراد؛ لأنهم بذلك يسدون الثغرات، ويعينون إخوانهم على استكمال الواجبات المترتبة عليهم.
ج ـ الفئة الثالثة ونعني بها أهل اليُسر والمال، وهؤلاء يتحقق بهم الدفع إلى الأمام على نحو كبير ورائع، خاصة إذا انخرطوا في مشاريع الجمعية ورفدوها بوافر غيرتهم ودعمهم:
1ـ في المجال الإعلامي (إذاعة، وقناة فضائية، وجريدة ومجالات أخرى).
2ـ في المجال التربوي: بالانخراط في إنشاء وتأسيس مجمّعات تربوية (من التحضيري إلى الثانوي) في عدد من الولايات الكبرى ـعلى الأقل ـ بما يحقق قفزة عظيمة للجمعية في مجال العمل التربوي التعليمي، وبذلك تتجاوز الجمعية مرحلة (الأقسام والنوادي الصغيرة) إلى مجمّعات تربوية عصرية، تسير وفق قوانين الدولة، وتضيف إليها زخما مركزا في مجال الأخلاق والتهذيب والإعداد القيمي الحضاري الوطني للناشئة.
وقد يُضاف إلى ذلك إنشاء كلية أو أكثر، في التعليم العالي، فضلا عن إنشاء عدد من الـمعاهد الشرعية التي تكفل توفير تعليم شرعي معمّقو واسع، وتخريج علماء ودعاة يقومون بنشر الخير والعلم والفضيلة والهداية، وذلك مقصد من مقاصد الجمعية وأحد اهدافها الكبرى.
3ـ في مجال التكوين والتدريب، والحاجة إلى التكوين كبيرة وواسعة، ولكنها تحتاج إلى شروط، ولا بد فيها من المال والإنفاق، للاستفادة من الكوادر التدريبية الكثيرة المتوفرة في الساحة الوطنية،وإن احتاج الأمر إلى أكثر من ذلك يتحقق أيضا، ولا ريب أن ملمح التكوين ـ التدريب ملمح عظيم الفائدة، يحقق ضمن ما يحقق الجودة، والإدارة الجيدة، والتسييرالمتمرس، ومما ينبغي أن يُعرف أن المكتب الوطني يسعى ، باجتهاد كبير، لسد الثغرات ويعمل على أكثر من جبهة، وفي أكثر من مستوى على تحقيق الاهداف المطلوبة ، وهذا يمكن ملاحظته في:
أـ تفعيل الهيئات الموجودة وإنشاء هيئات أخرى تقتضيها الحاجة، حسب ما تنص عليه القوانين.
ب ـ الاجتهاد أكثر في ترتيب البيت الداخلي، تنظيما، وإدارة، وتسييرا، وتيسير التواصل بين قيادة الجمعية ومختلف الشعب الولائية والبلدية.
ج ـ رسم خريطة نشاط علمي منتظمة تمتد على مدار عام على الأقل،يتعاون فيه المكتب الوطني مع الشعب الولائية، ومع الهيئات والجمعيات والمؤسسات الشقيقة العاملة لنفس الأهداف والغايات.
د ـ إطلاق فعاليات وأنشطة وأعمال تستجيب لتطلّعات المجتمع الجزائري، في مجال :الإرشاد والدعوة والإفتاء(لجنة الإفتاء)، في مجال إشاعة الثقافة الصحية والتحسيس(المنبر الصحي)، التحسيس بأخطار الآفات الاجتماعية ومضارّها (التحسيس من أخطار المخدرات والمهلوسات ..).
دـ إيلاء التكوين والتدريب المكان اللائق بهما،والذي سيُعمم ويمس كل أعضاء الجمعية بحول الله تعالى.
هـ العناية بالجسم النسوي المعتبر في الجمعية، والإعداد لاستيعابه وتحريكه بما يحقق مرضاة الله تعالى أولا، ويسمح بإسهام أخواتنا وبناتنا في نهضة المجتمع الجزائري على نحو مميز وفريد.
وـ انفتاح الجمعية على التعاون واعتبار ذلك (التعاون) فريضة من الفرائض الشرعية، ومن هنا فإن الجمعية تتعاون بشكل وثيق مع الهيئات الدينية والعلمية والتربوية (جامع الجزائر، المجلس الإسلامي الأعلى، المجلس الأعلى للغة العربية، الجامعات والمراكز الجامعية، الوزارات الخ )
وستثمر هذه العلاقة التعاونية التشاركية ثمرات طيبات في خدمة الدين والمجتمع والدولة.
المطلوب:
الانخراط الجدي الواعي في هذا المشروع الدعوي الإصلاحي الجامع …من الجميع، وعلى كل المستويات، ورفده بالنصح والتوجيه والتصويب ..وتعميق وتعزيز العمل وفق نظرة علمية منهجية إصلاحية دعوية صائبة .والله الهادي إلى سواء السبيل.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com