وقفة مع الشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي مؤسس و مدير جريدة – النجاح –

أ. الأخضر رحموني/
تعتبر زاوية الشيخ علي بن عمر بمدينة طولقة من ولاية بسكرة من بين المؤسسات الثقافية والقلاع العلمية التي حافظت على لغة القرآن الكريم منذ تأسيسها سنة 1780 على يد الشيخ الصوفي ورجل العلم و الصلاح الشيخ علي بن عمر ( 1750- 1842)، عن طريق نشر العلم والتربية و مساعدة الفقراء والمساكين وتعليمهم بالمجان، حتى قال عنها الشيخ زهير الزاهري (زاوية طولقة مركز ثقافي ومكتبة عامرة وهي أكبر خزانة عامة بالوطن، وليس بها فلكلور ودروشة وتنويم وتخدير فهي كالسنوسية). أخذ الشيخ علي بن عمر الطريقة الخلوتية عن شيخه محمد بن عزوز، وقام بنشرها في أنحاء القطر الجزائري و تجاوزت إلى البلاد المجاورة كتونس والمغرب وقد أنجب عشرة من الأبناء من زوجته بنت شيخه محمد بن عزوز خلفوا ذرية صالحة من الكواكب العلمية المشهورة في العالم الإسلامي منهم: الشيخ علي بنعثمان الذي تكفل بشؤون الزاوية وهو ابن 18 سنة بعدما هاجر الشيخ مصطفى بن عزوز إلى نفطة بتونس، والشيخ محمد الخضر حسين شيخ جامع الأزهر الشريف بمصر، والشيخ محمد المكي بن عزوز صاحب التآليف العديدة، والشيخ عبد القادر عثماني الذي فقدته الساحة الجزائرية منذ فترة قريبة، والشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي الذي سنقف عنده للتعريف بمراحل حياته وأعماله الصحفية.
محطات من حياته :
الشيخ عبد الحفيظ عثماني صاحب جريدة النجاح هوعبد الحفيظ بن الهاشمي بن الحفناوي بن علي بن عمر بن عثمان .
اختلف أغلب من كتب عنه في تحديد تاريخ ولادته فمنهم من أرخها بسنة 1892 مثل:
-الأستاذ محمد المهدي بن شعيب في كتابه – أم الحواضر في الماضي والحاضر – صفحة 341
-الأستاذ عبد الحليم صيد في كتابه – معجم أعلام بسكرة – صفحة 150
ومنهم من ذكر تاريخ ولادته بسنة 1895 مثل:
– الدكتور محمد ناصر في كتابه – الصحافة العربية بالجزائر – صفحة 43
– الدكتور احسن تليلاني في كتابه – جريدة النجاح حقيقتها ودورها – صفحة 07 و39.
– الأستاذ فوزي مصمودي في كتابه – تاريخ الصحافة والصحفيين في بسكرة وإقليمها – صفحة 75
– الأستاذ عبد القادر بومعزة في مقاله المنشور بأسبوعية – الزيبان نيوز – الصادرة في 19 فيفري 2007
ومن ذكر سنة 1897 منهم
-الدكتور عمر لعيطر -الأوضاع العامة لمدينة قسنطينة من خلال جريدة النجاح – التي ناقشها بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة .
– الدكتور عمار بوطبة في رسالته الموسومة ب – المجتمع القسنطيني من خلال جريدة النجاح – التي ناقشها بجامعة منتوري بقسنطينة.
وهوالتاريخ الصحيح الذي أميل إليه، اعتمادا على نسخة تحصلت عليها من شهادة ميلاد المعني صادرة عن بلدية طولقة تحت رقم 4318، وتشير بوضوح إلى سنة 1897 .وحسب الدفتر الأصلي للحالة المدنية فإن عمره كان 35 سنة خلال سنة 1932 وهي السنة التي توافق تاريخ شروع السلطات الفرنسية في تسجيل الحالة المدنية بمنطقة طولقة حسب التقسيم الإداري للدوار.
وما يؤكد تاريخ الميلاد أيضا هواستقرار مترجمنا بمدينة قسنطينة في المنتصف الثاني من سنة 1919 ،حيث تزوج سنة 1920 بابنة عمه السيدة الفاضلة منوبية عثماني مرابط حسب عقد الزواج المسجل ببلدية طولقة تحت رقم 45 بتاريخ 15 جوان 1972
ويبدوأن المعني عمل في أخريات حياته على تسوية الوضعية الاجتماعية لزوجته التي عاش معها رغم عدم إنجابهما أولادا.
درس الشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي بداية في زاوية جده الشيخ علي بن عمر بطولقة ،وحفظ القرآن الكريم في حلقات والده المدرس بالزاوية، كما تلقى بها المبادئ العلمية على يد الشيخ محمد المدني بن أحمد بن عمر بن علي بن عمر الذي كان يدرس التفسير والحديث والفقه والتوحيد وغيرها من العلوم ،كما درس على يد الشيخ إبراهيم بن الحسين والشيخ محمد بن عزوز.
في خريف سنة 1912 انتقل إلى تونس للدراسة بجامع الزيتونة المعمور، وتتلمذ على يد الكثير من شيوخها من أمثال: شيخ الإسلام محمد الطاهر بن عاشور صاحب التفسير ،والشيخ محمد بن يوسف والشيخ بلحسن النجار والشيخ عبد العزيز جعيط والشيخ سعد السطايفي .
وتحصل على شهادة التطويع حسب ما ذكره الشيخ أحمد حماني في كتابه – صراع السنة والبدعة – ،كما ذكر ذلك الكاتب محمد العلمي في مقاله المنشور في جريدة النجاح العدد 3805 الصادر بتاريخ 03 ماي 1950
في صيف 1918 رجع إلى مسقط رأسه ،وانتصب للتدريس بالزاوية فترة من الزمن ،ومنها انتقل إلى مدينة قسنطينة تلبية لرغبة صديقه اسماعيل مامي بن عبدي الذي التقى به في تونس ،واتفقا على تأسيس جريدة تكون لسان حال الشعب الجزائري ، وهوالذي عايش تطور وازدهار الصحافة في تونس ،حيث أسس جريدة – النجاح – ،وحسب لوقو الجريدة فإن مؤسسها ومديرها وصاحب امتيازها هوالشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي أما المتصرف العام برتبة رئيس قلم التحرير هوالكاتب مامي اسماعيل.
تاسيس جريدة – النجاح –
حاولت جريدة – النجاح – إيصال صوت الشعب الجزائري إلى الدوائر الفرنسية ،ومن خلال ما اطلعت عليه من أعدادها عبر مختلف سنواتها الطويلة ، فإن الشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي كان ينشر بها الكلمات الافتتاحية، وهوغزير المادة وفي جميع المجالات منها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والأدبية.ولوتجمع هذه المادة التي تؤرخ لمرحلة هامة من تاريخ الجزائر فستصدر في مجلدات فخمة تفيد الباحثين لما تحتوي عليه من معلومات وأفكار .
ورغم ما قيل عنها من طرف الدارسين فإن مؤسسها كان يدافع عن توجهات الجريدة بقوله ( إن النجاح لا يطأطئ رأسه ،ولا يداري، ولا يخشى إلا الله في أن يقول كلمة الحق ،وإن غضب الغاضبون، وسخط الساخطون وإن حسامه ينال كل من يناهض البلاد ،وإنه لا يقرأ حسابا لمن أثاروا القهار في طريق الهدى…)
وكان مترجمنا يعمل المستحيل من أجل تطويرها ونشرها وتوزيعها، وهوما يؤكده محتوى مقال الشيخ محمد بن العابد الجلالي المنشور بالعدد رقم 1961 بتاريخ 17 فيفري 1937 تحت عنوان – مدير النجاح في العمالة الوهرانية –
وعن هذه الفترة يقول الأستاذ محمد المهدي بن شعيب ( ولما رأى ما عليه من الحاجة الماسة إلى وجود صحافة عربية، دعته دواعي الوطنية رغم حرج الوقت ،إلى تأسيس جريدة النجاح في أعقاب الحرب العالمية جعلت الأفئدة تهوى إلى قراءتها بمزيد الإقبال والشغف لحداثة عهد الناس في قسنطينة بالخصوص بالصحف العربية ،وكان الشيخ عبد الحميد بن باديس من جملة كتابها والمشجعين لها ،وكذلك الأديب محمد النجار ) .
مطبعة النجاح
ولتسهيل عملية الطبع اشترى لها مطبعة عربية من باريس ،في وقت كانت المطابع العربية معدومة بقسنطينة، وكانت تطبع جريدة – النجاح – والمطبوعات التجارية واليوميات وبعض الكتب، منها كتاب – الدر المكنوز في حياة سيدي علي بن عمر وسيدي بن عزوز ) لمؤلفه الشيخ عبد الرحمان بن الحاج بن علي بن عثمان سنة 1931 م،وكتاب – المنظومة الرحمانية في الأسباب الشرعية المتعلقة بالطريقة الخلوتية – من نظم عبد الرحمان باش تارزي الذي قام بتصحيحه الشيخ عبد الحميد بن باديس سنة 1923 م. كما أنشأ بجانبها مكتبة علمية اشتهرت باسم مكتبة النجاح ،وظلت هذه المكتبة موجودة في موقعها بالطابية إلى غاية عهد الاستقلال وبعد وفاة شريكه مامي إسماعيل الذي كان قائما عليها .
وكانت الجريدة تنشر عناوين الكتب التي تصله من المشرق العربي وتونس وتذكر أسعارها.وحتى عندما زار المشرق حاجا فقد استورد معه الكتب عند عودته.
ومن عناوين المجلات التي كانت توزع في مدينة قسنطينة نجد:
هدى الإسلام – الرسالة- المصور – الصباح- الهلال- الإسلام – اللطائف المصورة – نور الإسلام…
جريدة النجاح والاختلاف في صدورها:
تعتبر جريدة – النجاح – من أهم الجرائد التي ظهرت في الفترة ما بين 1919 و1956،وهي بمثابة سجل لأحداث الجزائر .نشر تحت عنوانها ( النجاح جريدة حرة أسبوعية مباحثها العلم والدين والأدب والسياسة )، وكان شعارها ( النجاح جريدة لكل الجزائريين ).
مدح الشيخ عبد الحميد بن باديس جريدة النجاح والمشرفين عليها في مقال نشر بجريدة – الشهاب – جاء منه (النجاح مرآة لثلاثة أشياء تراها متجلية فيه : مرآة لحزم وعزم ونشاط وإقدام، وتضحية صاحبيه المجاهدين الشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي الرجل الصبور والكاتب القدير،والشيخ مامي إسماعيل الرحالة الداهية الخبير .ومرآة للأمة الجزائرية من وجهة عامة في عقليتها وحالتها ،ومرآة للحكومة الجزائرية في مقدار الحرية للصحافة العربية ).ونشر فيها مقالات بتوقيع مستعار هو– العبسي – و– ابن الإسلام –
اختلف من كتب عن جريدة النجاح في تحديد تاريخ صدورها ، فالكاتب أديب مروة في كتابه – الصحافة العربية نشأتها وتطورها – صفحة 395 يذكر سنة 1920،وجاراه في ذلك الدكتور أبو القاسم سعد الله في موسوعته
( تاريخ الجزائر الثقافي) صفحة 251 الجزء رقم 05 نقلا عن الشيخ علي مرحوم ،والدكتورة عواطف عبد الرحمان في كتاب ( الصحافة العربية في الجزائر دراسة تحليلية ) صفحة 37.
أما الدكتور محمد ناصر المختص في تاريخ الصحافة العربية في الجزائر فيذكر تاريخ 13 أوت 1919 ،والتاريخ نفسه أشار إليه الأساتذة أحمد الخطيب وزهير إحدادن ومن نقل عنهم بعد ذلك .غير أن جميع الباحثين لم ينتبهوا إلى أن تاريخ 13 أوت 1919 يتوافق مع يوم الأربعاء 16 ذي القعدة 1337، والجريدة كما هومعروف عنها صدرت يوم الجمعة ،ويذكر مؤسسها وصاحب امتيازها الشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي أنها صدرت في شهر محرم من سنة 1338.
ويبدوأن الدكتور محمد ناصر اعتمد على ما ورد في مقال ( دخول النجاح في السنة التاسعة) الصادر بالعدد 627 بتاريخ 12 أوت 1928 حيث جاء فيه (اعتبارا من 13 من هذا الشهر أي غدا ،يدخل النجاح في السنة التاسعة ) ، دون مراعاة للتاريخ الهجري.
ولم ينتبه الدارسون إلى أن مؤسسها كان يؤرخ في مقالاته لتاريخ دخول الجريدة سنة جديدة من عمرها بالتاريخ الهجري ،وهوما ذكرته شخصيا لأول مرة في المداخلة التي قدمتها خلال الندوة الخاصة بالذكرى المئوية لجريدة النجاح المنظمة من طرف الجمعية الخلدونية بالتعاون مع فرع اتحاد الكتاب الجزائريين ببسكرة في أفريل 2019 ،واحتضنت فعالياتها المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية محمد عصامي ببسكرة.
ففي مقاله مثلا ( دخول النجاح في السنة التاسعة عشرة ) المنشور يوم الأربعاء 07 أفريل 1937 يقول ( نشأ النجاح في محرم 1338 في جومحلولك الجوانب، مكفهر الأرجاء، لم تزل فيه الأقلام معلولة ، والأفكار جامدة ، وحالة الصحافة إذ ذاك أوهن من بيت العنكبوت ،والطباعة لم يدر لها دولاب، والقرائح على حالها …).ومقاله ( دخول النجاح في السنة السادسة ) صدر في النجاح بالعدد رقم 218 بتاريخ 24 جويلية 1925.
وبالمقابلة والتمحيص في تواريخ مجموعة من المقالات المنشورة بمناسبة ذكرى تأسيس النجاح ،والعودة إلى التاريخ الهجري من خلال كتاب ( تحفة الإنجاد بمقابلة تاريخي الهجري والميلاد للشيخ محمد بن خوجة،) نجد أن أيام الجمعة لشهر محرم من سنة 1338 ه تتوافق مع التالي :
الجمعة 02 محرم 1338ه/ 26 سبتمبر1919
الجمعة 09 محرم 1338ه/ 03 أكتوبر1919
الجمعة 16 محرم1338ه/ 10 أكتوبر1919
الجمعة 23 محرم1338 ه/ 17 أكتوبر1919
لهذا السبب أرجح أن تاريخ صدور جريدة النجاح كان يوم الجمعة 02 محرم 1338 الموافق ل 26 سبتمبر 1919، إلى غاية ظهور الحقيقة بالكشف عن النسخة الورقية من العدد الأول للجريدة.
أوأن صدورها يكون ضمن أحد التواريخ المذكورة أعلاه.
بدأت جريدة النجاح أسبوعية في الصدور يوم الجمعة إلى غاية يوم 29 ديسمبر 1925 حيث كانت تطبع في صفحة واحدة،ثم صارت تصدر يومين في الأسبوع يومي الجمعة والثلاثاء وتطبع في أربع صفحات ، وابتداء من 16 جوان 1926 صارت تطبع ثلاث مرات في الأسبوع أيام الجمعة والأحد والأربعاء ،وفي جانفي سنة 1930 تحولت إلى جريدة يومية تطبع منها خمسة آلاف نسخة ما عدا يوم الاثنين ،إلى غاية 25 فيفري 1931حيث تحولت إلى نصف أسبوعية ، لتستمر في مسيرتها الصحفية إلى غاية توقفها سنة 1939 بسبب الحرب الكونية الثانية ،ثم عادت للظهور سنة 1945 ،واستمرت في الصدور إلى تاريخ توقفها يوم 01 سبتمبر1956.
نشاطات أخرى
اشتغل الشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي بالتدريس في قسنطينة بالجامع الأخضر ،وجامع سيدي ميمون، ومسجد الأربعين شريفا ،والمدرسة الكتانية لتلاميذ الطبقة العليا.
وخلال المرحلة الثانية من عمر جريدة – النجاح – حيث مال خطها إلى الإدارة الفرنسية ،عرض عليه في شهر فيفري سنة 1950منصب الإفتاء بمدينة عنابة بعد وفاة المفتي الشيخ الحجازي، فطلب مهملة للتفكير والتشاور ،وفي الأخير قبل تولي هذا المنصب ،مع بقائه مشرفا على جريدة – النجاح-.
وصف الحفل
وصف الكاتب محمد العلمي حفل تنصيب الشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي مفتيا في مقال نشر بجريدة النجاح العدد 3805 الصادر بتاريخ 03/05/1950 جاء فيه :
(رافق رجال الدين والأعيان القسنطينيون المفتي الجديد إلى مقر وظيفته، وخرج أعيان عنابة وأعضاء جمعياتها الدينية لاستقبال وفد الإفتاء على مسافة عدة كيلومترات خارج المدينة ،وكان حفل التنصيب في جامع سيدي بومروان بحضور السلطات الإدارية والمدنية والعسكرية والنواب والأعيان ،وقد مدحه الشاعر الجزائري محمد الأخضر السائحي بقصيدة منها:
فعبد الحفيظ الهاشمي قيل انه علا منصبا فوق المناصب عاليا)
الدعوة إلى حزب إصلاحي
دعا الشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي في مقال نشر في جريدة – النجاح- بتاريخ 23 أكتوبر 1925 إلى تكوين حزب إصلاحي ،وإلى تكتل في تنظيم يساعد على تحقيق الأهداف الإصلاحية والاجتماعية ،على غرار الدعوة التي نادى بها الشيخ الطيب العقبي على صفحات جريدة – المنتقد – بتاريخ 08 أكتوبر 1925 ،وكذلك دعوة الشيخ المولود بن الصديق الحافظي في جريدة – الشهاب – بتاريخ 07 جانفي 1926.
الكاتب الشاعر
كان مترجمنا مطلعا على الأدب العربي، بل أنه شاعر ونشر مجموعة من القصائد ، ومن الذين استقدمهم للكتابة في جريدة النجاح الشاعر محمد الصالح خبشاش الذي كان يوقع مقطوعاته الشعرية باسم الوطني الصميم ،ولوتجمع قصائد هذا الأخير لكونت ديوانا شعريا ضخما . وفي مقال ( النهضة الأدبية إلى الأمام ) المنشور في جريدة – النجاح- بتاريخ 04 يونيو1926 يشترط مترجمنا أن تكون القصيدة سليمة من الزحاف والعلل وغيرها من العيوب ،ومن الألفاظ المبتذلة الموضوعة في غير ما وضعت له ،مما يدل على أنه كان يهتم بالقواعد والبلاغة العربية باعتبارها الأساس في قول الشعر.
في أواخر سنة 1950 رجع إلى مدينة قسنطينة ،وأسندت إليه دار الإفتاء بالجامع الكبير ،ورغم هذه المهمة فقد بقي ينشر في جريدة – النجاح – دون انتظام ،وبأسلوب مغاير بسيط.
للإشارة، فإنه كان يوقع مقالاته بأسماء مستعارة منها : رشيد، زيد ، صهيب . كما كان يقوم بإلقاء المحاضرات في إذاعة الجزائر من محطة قسنطينة الجهوية ،وكذلك في إذاعة تونس محورها مواضيع في الأدب والشريعة.
نكبة مكتبته
بعد توقف جريدة – النجاح – عن الصدور في عددها رقم 4423 الصادر في 01 سبتمبر 1956 تعرض إلى مضايقات من طرف المنظمة المسلحة السرية ،دون اعتبار إلى أنه متحصل سنة 1949 على وسام الاحترام من طرف السلطات الفرنسية المعروف بوسام شوفالي.
وقد نجا مع أعضاء عائلته من مؤامرة دبرتها ضده هذه العصابة التي ألقت على منزله ليلا عدة قنابل ،مما أدى إلى احتراق مكتبته الزاخرة بالمؤلفات العلمية مع أثاث منزله.
بعد الاستقلال أدمج الشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي في سلك أساتذة التعليم الثانوي، وانتسب إلى هيأة التدريس بثانوية أحمد رضا حوحو،وثانوية الحرية ،وثانوية يوغرطا بمدينة قسنطينة إلى غاية إحالته على التقاعد لتقدمه في السن سنة 1967.
وفاته
توفي الشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي عثماني مرابط صباح يوم السبت 12 رجب 1393 الموافق ل 11 أوت 1973 بمسكنه بقسنطينة على الساعة الرابعة والدقيقة الخامسة والأربعين ،ونقل في اليوم الموالي لوفاته أي يوم الأحد 12 أوت 1973 إلى مدينة طولقة ليدفن بالمقبرة العائلية في زاوية الشيخ علي بن عمر،وقد أبنه الشيخ أحمد مغزي بخوش إمام مسجد القايد سابقا – المسجد الكبير الشيخ العلامة محمد بخوش مغزي حاليا ببسكرة – ،وتولى الصلاة عليه الشيخ الطاهر عثماني مرابط كبير العائلة العثمانية ،ثم رفع نعشه طلبة الزاوية ليدفن بمحاذاة ضريح جده. ونشرت جريدة – النصر- الصادرة يوم الاثنين 13 أوت 1973 خبر وفاته، بالإضافة إلى مقال في عددها رقم 683 بتاريخ 06 سبتمبر 1973بتوقيع الشيخ عبد الحفيظ بن دخية القاضي الموثق بمحكمة سيدي عقبة تناول محطات من حياته.