متابعات وتغطيات

كلمة في السياق …: جمعية العلماء والطب.. أي علاقة؟

يكتبه: حسن خليفة/

قد يتساءل متسائل أو متسائلة: ولكن ما علاقة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وهي جمعية دعوية تربوية، دينية، فكرية ثقافية تهذيبية.. ما علاقتها بالطب؟ ولماذا تحشر أنفها في هذا المجال؟ وقد قيل مثل ذلك من قبلُ عن العمل الخيري الإنساني والإغاثي.. كما قيل عن غير ذلك من حقول العمل التي تجتهد الجمعية، بما أوتيت ، لتقدم فيه ما يفيد المجتمع والوطن.
والجواب على هذا السؤال وغيره: إنّ جمعية العلماء جمعية إصلاحية في منهجها الشمل، أي أنها تبتغي تقديم الخير والنفع والصلاح و»وما ينفع الناس» على العموم، ولذلك تجد من واجبها العمل على كل ما يفيد المجتمع الجزائري.. ومنه الجانب الصحي، بصفة عامة.
وهي إذ تشتغل من منظور إيماني – إسلامي فهي تتقصد قصدا كل ما يفيد النّاس في دنياهم وأخراهم… والاشتغال على موضوع الصحة، خاصة بهذا المستوى الراقي المبهر، هو جزء من العمل الإصلاحي الذي انخرطت الجمعية فيه بالكلية والشمولية، فالنهج الإصلاحي الإيجابي القويم هو واحد من أهداف الجمعية، على عموم وتنوع هذا الإصلاح.
ثمّ إنّ الاستمداد من الدين وهو المرجعية الأصيلة للجمعية يقتضي أن تعمل الجمعية وفق الخطاب التكليفي القرآني (الإيماني) فتهتم بكل ما يُصلح الإنسان في حياته الدنيا وبعد مماته، في آخرته.
ومن الشؤون المهمة في حياة الإنسان انصلاح حاله في صحة البدن – الجسم، وفي صحة العقل، وفي عافيته العامة، أي أن يكون الإنسان إنسانا متوازنا في صحته، ودينه، وروحه، وتربيته، وإيجابيته ونفعه لنفسه ووطنه، ومن غير صحة جيدة لا يمكن للمرء -رجلا كان أو امرأة – أن يقوم بباقي واجباته، وهذا شيء معلوم معروف.
ثمّ إن الجمعية، وفق منهجها في العمل الإصلاحي الشامل النافع تستهدف العناية بالإنسان، وتعدّه الرأسمال الأكبر والأهمّ، منذ ولادته إلى مماته، فهي تعكف على تجسيد هذه العناية منذ الصغر، لذلك كانت التربية واحدة من أهم حقول عملها… وهذا منهج المؤسسين من المصلحين والمفكرين والشيوخ والدعاة، وهو في واقع الأمر محور عمل جميع الدعوات الربانية الرسالية التي تخدم الإسلام وتعمل على التمكين له. وإذن.. فإنّه ليس من بدع الأعمال أن تقوم الجمعية يهذا الواجب الوطني الكبير، بل ينبغي أن يُنظر إلى ذلك كقيمة مضافة في أعمال الجمعية وفي ميزان اشغالها وجهوده، وهو ما يعني تقدير هذا العمل ودعمه وتعزيزه، من مختلف الجهات والهيئات؛ لأنه عمل -في سبيل الله أولا – ثم في تقوية وتعزيز المجتمع في شأن كبير وهو «الصحة» فردية وعامة.
ومن تيسير الله تعالى أن يُوفق إخواننا في المنبر الطبي الوطني فيكون القَبول ممدودا لهم، من جهات متعددة، ومنها الجهات الرسمية، وأيضا من الخواص أطباء ومستشارين صحيين، وأصحاب مخابر، وموزعي أدوية، ومهتمين بالصحة عموما، وهو ما يترجمع حضور العشرات من الشركات والمؤسسات العاملة في هذه الباب، والذين أتاح لهم المنبر الطبي فرصة ثمينة للقاء والتشاور والتحاور، وقد استشففنا من كثير ممن حاورناهم استحسانهم وسرورهم بهذا اللقاء الذي هيئته لهم الجمعية من خلال منبرها الطبي .فلله الحمد والشكر على التوفيق والتسديد.

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
    أولا،أتوجه بأصدق التحايا لأسرة جريدة البصائر على ما تقدمه من مواضيع هادفة تخدم الشأن العام والخاص على حد السواء.
    ثانيا،أتمنى من هيئة تحرير المجلة والقائمين بأمرها التفكير في تقديم نسخة البصائر باللغة الإنجليزية للوصول إلى القارئ الأجنبي لما في هذا خدمة للدين الإسلامي ،من جهة،و نشرا لأفكار وتوجهات الجريدة ،من جهة أخرى.
    تحياتي العطرة لكم جميعا.
    الدكتور لعرج جبران ،جامعة سيدي بلعباس.

زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com