أعمال الجمعيةنشاطات الشعب

الصيرفة الإسلامية أفاق وتحديات. نادي الرقيم-الجلفة‎

تغطية: بلخير بن جدو/

نظّم نادي الرقيم العلمي المتفرع عن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ندوة وطنية هي الأولى في برنامج النادي حول الصيرفة الاسلامية آفاق وتحديات.
كانت الندوة برعاية مصرف السلام الذي رأينا منه الاحتفاء بالعلم وأهله وطلابه جزاه الله خيرا وقد حضر بصفة شخص مديره العام الأستذ ناصر حيدر وكانت مداخاته بعنوان: (تجربة مصرف السلام في تنمية ثقافة الادخار الاستثماري لدى العائلات) وأبان فيها عن حلول ومحاولات جادة لوجود بديل عن البنوك التقليدية، منها تنويع أساليب جذب المدخرات إلى المنظومة الصيرفة الاسلامية واستثمارها في طرق مشروعة كالمضاربة الشرعية وتقاسم الأرباح وفق الغنم بالغرم أو تمويل المشاريع وفق الصيغ الشرعية كالمرابحة والبيع بالتقسيط وبيع السلم والاستصناع والإجارة المنتهية بالتمليك والتجارة التشغيلية كلّ هذا يخضع للمراقبة الشرعيّة كما تنص عليه هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، وكذلك العمل على تنويع الخدمات كالخدمات عن بعد واختصار المسافة خاصة مع بعض الحرفيين.

 
ثمّ كانت محاضرة الدكتور بلخير طاهري: (الصيرفة الاسلامية بين أصالة التأصيل ومزالق التنزيل) قائلاً بأننا لا نأتي بجديد فيما يتعلق بالتأصيل في موضوع الصيرفة، لأنّ علماءنا كفونا ذلك مركزاً مداخلته على إشكالات التنزيل وتحقيق المناط وان مشكلة المسلمين هي تحري الحلال في معاملاتهم لا جمع المال والتهافت على الدنيا بشتى الطرق.
وسبيل الحلال هو سؤال أهل العلم قبل الخوض في أمور المعاملات المالية المشتبهة. وان فقهاءنا أصلوا المسائل الفقهية الفرعية عبر قواعد كلية تجمع المسائل الفرعية وتستجيب للمستجدات والنوازل خاصة في باب المعاملات بمرونة هذه القواعد.
ومن المسائل التي نبه عليها العلماء أنه لا اجتهاد في مسائل الربا القطعية، لأنّ بعض الفقهاء ألحقوا صوراً في باب الربويات وهي لا علاقة لها بالربا وهي تقع في باب الغش أو التدليس حتى أصبح العامة ينظر إليها على أنها ربا. وهي جهالة أو غرر وهذا خلل في الفهم.
ونوه بالجهود المبذولة التي تسعى للنهوض بمشروع الصيرفة الإسلامية في الجزائر وثمن هذا المكسب المتمثل في التوجه نحو المعاملات المالية الإسلامية سواءً عبر البنوك المختصة في الصيرفة الإسلامية أو عبر الشبابيك الخاصة بالصيرفة الإسلامية، او على غرار المشاريع المالية الأخرى مثل صندوق الزكاة وديوان الوقف والتأمين التكافلي.
وجاء في كلمته أن هناك مجموعة أسباب عطلت أو تجعل مشروع الصيرفة يتعثر منها:
– في عدم ثقة المواطن في الصيرفة الإسلامية لحساسيته تجاه البنوك التقليدية.
– الالتزام المذهبي والحذر من الخروج من فقه المذهب لأن المعاملات المالية خاصة مما يجب ألا تتقيد بالمذهب لكثرة النوازل والمستجدات فيها.
– تصدر غير المختصين المزاوجين بين علم الاقتصاد والمالية المعاصرة مع الفقه الإسلامي لبعض المؤسسات المالية التي تقدم الخدمات المالية الإسلامية.
– عدم استقلالية وحضانة الهيئة الشرعية في قراراتها.
– آفة استعجال فتح البنوك دون تهيئتها لتقديم الخدمات المالية الإسلامية.
– التوسع في أبواب الضرورة والبحث عن المخارج والحيل.
– الأرباح المبالغ فيها في صيغ المرابحة على عكس البنوك التقليدية.
ثمّ كلمة الدكتور علي محي الدين القرة داغي الذي سجل كلمته واعتذر عن الحضور وشهد أن البنوك الاسلامية تصارع من أجل البقاء وأن الحلول التي يقترحونها تحتاج الى تعديلات كالصكوك ولكن هذا لا يمنع من تشجيعها ثم تكلم الدكتور عبد الرشيد هلالي عن (البعد الروحي للصيرفة الاسلامية) والدكتور فارس مسدور تكلم عن واجبنا نحو الصيرفة والبنوك وأنها مكسب ينبغي تشجيعه ومرافقته وكلمته (نحو بنك للقرض الحسن) والاستثمار فيه ومساعدة أصحاب الحرف والابتكارات وغيرهم وختم الاستاذ نور الدين رزيق الندوة بكلمة عميقة وهي (الصيرفة الأسلامية من الجهاد الأصغر الى الجهاد الأكبر) وكيف كانت الصيرفة الاسلامية محاربة والكلام عنها ممنوع والأستاذ نور الدين رزيق من المجاهدين الأوائل في هذا الميدان و من مؤسسي نادي ابن خلدون للاقتصاد الاسلامي سنة 1989/1988 والآن صار الحديث عن الصيرفة الإسلامية جائزا بل مدعما من طرف الدولة فيجب ان نجاهد لتحسينه واختتمت الندوة بتوصيات من نادي الرقيم جاء فيها:
تأسيس مدرسة ومعهد للصيرفة الاسلامية
تشجيع ودعم البحوث والمبتكرات العلمية والعملية في الصيرفة
تدوير هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلاميّة (الأيوفي) بين الدول ومنها الجزائر لأنّ الجزائر كانت من السباقين لفكرة الهيئة والبنوك الاسلامية عموما.
تشيجيع فكرة القرض الحسن التي دعا اليها الدكتور فارس مسدور وفقه الله، وفتح فرع لمصرف السلام في ولاية الجلفة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com