الوتر والقيام في رمضان
أ.د: عبد الحليم قابة/
1- الأفضل أن يوتر الإنسان آخر صلاته من الليل، في رمضان وغيره.(اجعلوا آخر صلاتكم من الليل وترا).
2- إذا صلى وترَه في رمضان بعد التراويح عملا بالحديث الوارد في ذلك لتحصيل أجر قيام الليل، وأراد التنفل بعد ذلك؛ فله ذلك، فالليل كله للإحياء بالصلاة والذكر والدعاء وغيرها، ولا ينبغي أن يترك القيام بحجة أنه صلى الوتر، ولا أن يعيد الوتر، لأنه (لا وتران في ليلة.)
3- إذا خشي الإنسان أن لا يستيقظ آخر الليل؛ فالأفضل أن يوتر قبل أن ينام؛ لكيلا يفوت وقته المختار بطلوع الفجر. وهذا من الحزم المطلوب.
4- من أذن عليه الفجر وهو لم يوتر فليوتر قبل صلاة الصبح ، ولو صلى ركعتي الفجر.
5- من صلى الصبح فقد فاته وقت الوتر عندنا في مذهبنا، وليستغفر ربَّه من التقصير. ويمكن قضاؤه بعد طلوع الشمس استفادةً من المذاهب الأخرى المعتمدة عند الأمة. وهذا من حسن الاستفادة من الخلاف.
6- يجوز للإنسان أن يقوم الليل ويوتر بثلاث وبخمس وبسبع وبتسع وبإحدى عشرة ركعة وبثلاث عشرة ركعة، وله أن يزيد ما شاء وما وسعه جهده، فقد كان كثير من السلف يفعل ذلك، والأمر واسع إن شاء الله، وله أن يصليها كلها بتسليمة واحدة، فقد ورد ما يدل على ذلك، أو يفصل بينها بالتسليم وهو الأفضل عندنا في المذهب وعند غيرنا أيضا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى مثنى)، وهو الأخف والأيسر على المصلّي.
7- من لم يستطع إطالة الصلاة بالقراءة أو الركوع أو السجود كما كان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبالإمكان الاستعاضة عن ذلك بتكثير عدد الركعات ، كما كان حال كثير من السلف رحمهم الله.
ولا يصح منع الناس من إحياء الليل بفهم بعض الأحاديث التي تشير إلى العدد الذي صلاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، والواقع أنه لم يَفهم منها أئمة الاجتهاد الحصرَ في العدد المذكور، لأنه لا تصريح بالحصر فيه، إنما هو وصف لفعل لا مفهوم له، وقد أجمعوا على أن الليل كله محلٌّ للنافلة، ولا ينبغي منع الناس منها بسبب العدد ، بل حتى بسبب صلاتهم للوتر. كما ذكرنا، والحصر في ثمانية والمنع من الزيادة، مخالف للسنة فقد ثبت عنه صلاة 13 ركعة ، ومخالف لهدي السلف الذين ثبتت عنهم الزيادة بشكل متواتر، لم يقل بالحصر في ثمانية إلا بعض المتأخرين، وتبعه على ذلك كثير من المتبعين له ، مخالفين فتاوى أئمة الاجتهاد المُجمع على إمامتهم، من أئمة المسلمين، وأدلَّتَهم في المسألة والتي هي كالشمس في رابعة النهار. عفا الله عنّا وعنهم أجمعين.
فالقيام مناجاة ،ّوكلٌّ أدرى بقلبه وبحاجته، وليركز الإنسان على الحال أكثر من النظر إلى العدد، فرب ركعة واحدة خاشعة خير للإنسان من عشرات لا يَسْلم فيها من الرياء والضجر والعجب؛ فكيف إذا كان الخشوع مصاحبا لصلاته كلها؟؟.
والله الموفق وهو يهدي السبيل