الفتوى رقم: 265/ محمد مكركب
الموضوع: صلاة الوتر سنة مؤكدة تصلى بعد العشاء في الحضر والسفر.
السؤال
قال السائل: أنا سائقُ شاحنة كثيرُ السفر، عبر المسافات البعيدة، وأضطر لتقصير الصلاة. متى ينتهي القصر عند الرجوع من السفر؟ وكيف أصلي الوتر؟ وهل في صلاة الوتر قراءة خاصة؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله وآله.
أولا: القاعدة في الفقه أن من سافر مسافة أربعة برد وهي ثمانية وأربعون ميلا بقدر(81 كيلومترا) وجب عليه أن يقصر الصلاة اتباعا للسنة، فيصلي الرباعية ركعتين، ويبدأ القصر إذا جاوز بيوت المدينة التي يسكنها، ويظل يقصر ما دام في ترحال من حال إلى حال، حتى يرجع إلى مدينته. لكن إذا نوى المسافر أن يقيم أربعة أيام أو أكثر بمكان، فإنه يُتم الصلاة كأنه في مدينته، حتى يرحل من ذلك المكان، وفي الرجوع يقصر الصلاة حتى يدخل حدود المدينة، بمفهوم حدود البلدية عندنا في الجزائر، بالنسبة لأطراف دور المدينة. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثانيا: صلاة الوتر في الحضر والسفر سنة مؤكدة كصلاة العيدين: قال مالك (كما جاء في المدونة): لا ينبغي لأحد أن يوتر بواحدة ليس قبلها شيء لا في حضر ولا في سفر، ولكن يصلى ركعتين ثم يسلم ثم يوتر بواحدة. وفي الحديث:[ إِنَّ اللهَ وِتْرٌ يَحِبُّ الْوِتْرَ، فَأَوْتِرُوا يَا أَهْلَ الْقُرْآنِ] وعن علي بن أبي طالب:[ ليس الوتر بحتم كهيئة الصلاة، ولكنها سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فلا تدعوه] ويجوز الوتر بواحدة. ففي الحديث. عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [الوتر حق على كل مسلم، فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل، ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل، ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل]( أبو داود.1422) والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثالثا: القراءة في الوتر بالفاتحة وسورة الإخلاص، والمعوذتين. قال مالك: الوتر واحدة والذي أقر به وأقرأ به فيها في خاصة نفسي:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} مع أم القرآن. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.