نداء إلى القمّة العربية

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا﴾[سورة النساء/ الآية 58]
يا أصحاب الجلالة، ويا أصحاب الفخامة،
يا حكّام أمّتنا العربية، ويا حكّام شعوبنا
إننا نتوجه إليكم وأنتم تعقدون مؤتمر قمّتكم في ظروف خاصة تمر بها أمتنا العربية الإسلامية.
وإنكم يا حكّام أمتنا وزعماء شعوبنا، خير من يدرك ما تلقيه عليكم هذه الظروف من مسؤوليات ثقيلة، علّها تساهم في إعادة بعض الأمل إلى شعوبنا، في ظل الإحباط الذي تعيشه، جرّاء الهزائم النفسية التي أصيبت بها أمتنا في أكثر من بلد.
لذلك فإن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وهي القلب النابض بمشاعر جماهيرنا الإسلامية ووعيها، إيماناً منها بالمصلحة العليا للأمة، وشعوراً منها بضرورة إبداء النصح، لَتتوجّه إليكم يا أصحاب الجلالة، وأصحاب الفخامة بهذا النداء، مؤكدين فيه على مايلي:
1- إن القضية الفلسطينية التي يسلِّم بعدالتها كل عقل إنساني نزيه، تعيش هذه الأيام أخطر مراحل تدورها، بما يحيط بها من قتل للأبرياء، ودوس على حقوق السجناء، واستهانة بأبسط مبادئ الشرعية الدولية.
2- إن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ثابت لا يمكن التنازل عنه، وكل تراجع عنه، يعتبر خيانة لله ولرسوله، ولذاكرة الشهداء، والسجناء، وكل الشرفاء.
3- إن العدو الصهيوني المدعم من قوى الاستكبار العالمي، قد استغل مرحلة التأزم العربي، للاستفراد بالفلسطينيين، بمضاعفة أساليبه القمعية، والتراجع عن كل المواثيق الدولية، وأن أي تساهل من القمّة العربية إزاء الكيان الصهيوني لن يزيد العدو الصهيوني إلا غطرسة، وصلفا، وعدوانية على ما بقي من حقوق الفلسطينيين.
4- إن الفلسطينيين سلطة وشعباً، ومقاومة، لهم في أشد الحاجة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى كل أنواع الدعم المادي والمعنوي، لشد أزرهم ورفع قدرهم.
إننا نهيب بكم، يا أصحاب الجلالة والفخامة، أن تخرجوا من قمتكم بقرارات عملية شجاعة وجريئة، تعيد الأمل إلى شعوبكم، وتقوي ثقتها فيكم.
إن الوقت عصيب، وإن سيف التاريخ رقيب، فنأمل أن ترتفعوا بحواراتكم إلى مستوى المصير البعيد والقريب.
وكل تهاون في التعامل مع القضية الفلسطينية العادلة، سيكون له انعكاسات خطيرة على مستقبل الأنظمة العربية، فحذار أن يسجل التاريخ عليكم أي ضعف أو انتكاسة، فذلك عاقبته الندم، ويومها لا ينفع الندم.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾[سورة محمّد/ الآية 7].
أ.د. عبد الرزاق قسوم
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين