كلمة حق

ابن باديس في فيلم سينمائي- الدكتور عمار طالبي

نهنئ معالي وزير الثقافة على إنجاز هذا الفيلم الذي يدل على العناية برجالاتنا وآثارهم في حياة الشعب الجزائري، وتاريخه القديم والحديث وما بذلوه من تضحيات وجهود معتبرة لتحرير الشعب الجزائري من سيطرة الاستعمار، وترسيخ مقومات الأمة، والدفاع عنها، من دين ولغة وتاريخ، وبث الوعي في الأوساط الشعبية بإنشاء المدارس، والنوادي، والمساجد، التي تحافظ على هذه المقومات ونقلها للشباب جيلا بعد جيل.

ولاشك أن هذا الفيلم الذي شاهدناه في أوبرا الجزائر بوعلام بالسانح يتضمن رؤية فنية جيدة وتأويلا سديدا لأهم الأحداث التاريخية لحياة الشيخ الجليل ومواقفه الوطنية السياسية القوية والصلبة في مواجهة السلطات الاستعمارية، ولكن يخلو السيناريو من كثير من الأحداث التاريخية الأخرى في حياة ابن باديس، وحركته الإصلاحية، ويبدو أنه قد غلبت عليه الرؤية الدرامية، وضعف البعد التاريخي، مثل ولقائه، بالإبراهيمي وغيره في القاهرة والإسكندرية ولعل تخطيط السيناريو قصد إلى هذا  الجانب، وأن لا يكون فيلما وثائقيا كما جاء في كلمة السيد الوزير في افتتاح عرض الفيلم، مشيدا بصاحب الفيلم السيد باسل الخطيب ومن معه العاملين على إنجازه من الشباب الجزائري، وبمركز الوطني لترقية السينما.

ومن أهم الأحداث تجديده ومقاومته للخرافات والشعوذة، وختمه لتفسير القرآن، وختمه لشرح الموطأ في الجامع الأخضر وأما زوجه فلم تكن كما صورها الفيلم بل كانت تقف معه وتعينه فقد شاركت بحليها في شراء المطبعة، وصبرت على اشتغاله بهموم الأمة وقضاياها المصيرية، كما أن مسألة اغتيال مفتي الجزائر الذي دبرته السلطة الاستعمارية لإفساد المؤتمر الإسلامي، واتهم الشيخ العقبي وعباس التركي وحوكما، فلم يظهر عباس التركي في هذا الفيلم كما لاحظنا عدة أخطاء لغوية في الترجمة، وأخطاء أخرى مثل اسم أبي يعلى الزواوي كتب، أبو علي فنرجو أن يصحح ذلك كله.

ومن أهم الأحداث ما أحدثه اليهود في 1934 بقسنطينة من العدوان والشعب الذي كان ابن باديس من الذين عملوا على إطفاء ذلك الشعب والعدوان مع أن السلطات تواطأت مع اليهود وبين الأستاذ عبد الحق اخو الشيخ عبد الحميد بن باديس أن الفيلم مقبول وانه لا يمكن الإلمام بكل جوانب حياته.

والواقع أن الفيلم لم يتناول كل مراحل حياة ابن باديس وإنما اقتصر على بعضها بطريقة درامية اكثر منها وثائقية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com