الرّسول قدوتي
أ: حشاني زغيدي/
كنت أسير في طريقي، أوقفني سائلا:
من قدوتك؟!
احترت في أمره، يسألني عن قدوتي.
قلت: للنّاس قدوات في الفن والشّهرة والثّراء والجمال والنّجاح والصّلاح.
وأنا قدوتي، من أرى فيه الكمال، أراه خاليا من العيوب، أراه في عيوني مثال الطهر.
أقرأ سيرته صبحا و ظهرا في آيات ربي، فيثني الله عليه مدحا (و إنّك لعلى خلق عظيم)
[القلم الأية 4]
أقرأ سيرته في الرّحيق المختوم، وفي زاد المعاد فتطيب النفس لوصفه وتزكو.
لو أخبرتك عن أوصافه ستنبهر،
هو محمود في السّماء محمود في الأرض.
وصول العشرة بأهل بيته، كريم مع ضيفه، شفوق بالمحتاج والمسكين.
ودود مع أصحابه، يسعدهم بأفعاله، يغمرهم بأفضاله.
من طيب أدبه يكني من يحبّ بأجمل الأسماء.
فتتجمل الأسماء بالصّديق والفاروق، وبذي النّورين، وأبي تراب، وبأمين الأمّة و بسيف الله ولكل كنية قصّة.
حبّب إليه الرّفق في المعاملة، والتيسير في التكاليف، يرفع المشقة ولو في العبادة .
يكره الاختلاف وينبذ التّشدد.
ينفق في غير إسراف، يحسن للأرملة والمسكين، يغيث الملهوف، يقضي الحاجة ، لا يرد السّائل.
يشكر النعم، فلا يعيب طعاما، فكان يجوع ويشبع، يشارك طعامه الوافد.
يكبر عنده ذو الشيبة، وصاحب العطاء والبذل.
فكان يصدق ولو كان مازحا، فلا يعرف له كذبة أفريل، أو كذبة بيضاء أو صفراء، فكان الصّدق معدنه وطينته.
يحبّ الوفاء ويكره الخيانة، ويكره الغدر، يحب السّتر ويكره الفضح.
يُكرم المرأة ويحبّ من يكرمها ويحسن معاملتها.
قال رسول الله ﷺ:
“إنما النّساء شقائق الرّجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم”.
وكان يغضب حين تنتهك الحرمات، وحين يهتك حدّ من حدود الله.
قلت لسائلي هذا قدوتي، أتمنى لقاءه عند الحوض فيأخذ بيدي للجنّة.