خواطر نهاية الصيف
عبد العزيز كحيل/
هي خواطر خفيفة لها ظلال إيمانية نختم بها فصل الصيف.
• ما رأيكم؟ أليست قلوبنا في حاجة ماسة إلى تحديث وإعادة برمجة كي تعود إليها الحياة؟ أليست في حاجة إلى أن تعود إليها الخشية والرحمة والمحبة؟ ألم يطفح كيل الهوى والقسوة والبغضاء؟ أليست هي محل نظر الله قبل الأجسام والصور؟ لا أتحدث عن الآخرين بل عني وعنك يا صديقي.
• التعصب الديني في نظر العلمانيين هو لحية الرجل وحجاب المرأة، هو قول «لا يجوز» لأن كل شيء جائز عندهم يدخل في الحرية الشخصية وخاصة عري النساء والعلاقات الجنسية المحرمة…أما الحديث عن أمجاد الإسلام والدعوة إليه والتبشير بعودته وبغض الكفار المعتدين فهو عندهم كفر «حضاري»…التعصب هو أن تقول إن اليهود والنصارى لا يدخلون الجنة، أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
• لماذا غاب التزاور بيننا رغم أنه عبادة إسلامية ومكرمة إنسانية؟
لماذا قلّ طرق الأبواب، وتزاور الاصحاب، وكثر التلاوم والعتاب؟ لماذا أصبحت البيوت خالية من الضيوف؟ لماذا نتكلم عن صلة الأرحام وقد عمّ التقاطع والانكفاء على الذات؟ إنما يرجع ذلك إلى:
– تنامي قسوة القلوب فضاعت معاني القربى والأخوة في الله.
– التكلف الذي صار يرهق كاهل الزائر وصاحب البيت حيث غرق الناس في الهدايا بعيدا عن البساطة
– وسائل الاتصال الحديثة ساهمت في قطع الأرحام والصلات فقلت الزيارة وحلّ محلها الهاتف وانترنت
يجب أن نحيي جلسة الودّ مع الأقارب والأحباب في ظل الأخوة والبساطة…فإنها تحمل البركة إلى البيوت…يجب أن نحيي هذه السنة الحميدة قبل ان يفرق الموت بين الأحباب ويبدأ الندم حيث ذهبوا من غير أن نقبلهم أو نعانقهم أو نضمهم إلى صدورنا.
* علّموا أبناءكم: علّموهم منذ الصغر التسليم لشرع الله والانقياد لأمره ونهيه وعدم الاعتراض على آية أو حديث، فهذا المسلك الذي سنّته العلمانية يؤدي إلى الكفر كما هو حادث في الواقع…لا تسكتوا عنهم وهم يردون النصوص الشرعية بدعوى أنها «تخالف العقل»…يعبدون عقولهم الصغيرة ويردون الشريعة بجهلهم العميق ويناطحون القرآن والسنة، لماذا؟ لأنها موضة العصر…هكذا تعلموا من دعاة الإلحاد في فيسبوك ويوتيوب وبعض الفضائيات…دلّوهم على العلماء الربانيين والكتب النافعة، تكلموا معهم، لا تدعوهم فريسية للشيطان، الصلاة ركن، الحجاب فرض إلى يوم القيامة، علموهم هذه الآيات منذ الصغر:
– {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
– {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}.
– {وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}.
• رسالة موت الفجأة
هل فهمنا رسالة السماء؟ الموت لا يأخذ المرضى وحدهم ولا العجائز، قد يأتي دون سابق إنذار، يخرج الانسان من بيته صحيحا معافى ويعود إليه مسجى قد مات بسكتة قلبية أو إثر حادث مرور، ربما لم يكن مستعدا للقاء ربه بسبب طول الأمل، كان يظن أن لديه الوقت ليتوب ويستقيم، وربما كانت لديه مشاريع كثيرة كلها دنيوية لم تترك مساحة لمشاريع الآخرة، خاصة إذا كان من أصحاب السياسة والمال والفن، هؤلاء يغويهم الشيطان أكثر من غيرهم…هل فهمنا رسالة السماء؟ موت الأقارب والأحباب والجيران فجأة رسالة واضحة تخبرنا أن الدور آت علينا، وكل ما هو آت قريب، ملك الموت متأهب ينتظر الأمر، فهل تهيأنا للقاء الله؟ يا ويحنا من الغفلة، يا ويح شبابنا المنقطعين عن الدين، ماذا يبقي الموت من جمال تلك الحسناء؟ ومن تبختر ذلك الشاب الفرح الفخور؟ ومن ذلك الحاكم المتألّه ومني ومنك؟ سنموت وربما فينا من يظن أنه لن يموت، فماذا ستكون خاتمتنا؟