ويستمر همّ الأبناء
عبد العزيز كحيل/
أيها الأولياء لا تتْركوا أولادكم يألفون المعاصي بحجّة أنهم صغار فيكبرون وقد ماتت تقوى الله في قلوبهم، علّموهم منذ الصغر أن هناك خطوطا حمراء لا يجوز اقتحامها مثل ترك الصلاة وسب الله والكلام الفاحش والتبرج والكذب والمهلوسات والمشاهِد الخليعة والاعتداء على الغير والغيبة وإهانة أي إنسان..اتعبوا معهم، علموهم، اصبروا عليهم اليوم قبل أن تكونوا أنتم ضحاياهم غدا..وأفضل طريقة هي ربطهم بكلمة التوحيد التي تلاشت لدى كثير منهم ولم يعد يربطهم بها أي خيط بسبب سياسة تجفيف منابع التدين وإفراغ المنظومة التربوية من أي مسحة دينية جادة، والحقيقة التي لا يجوز أن نهوّن منها هي أن منهج المعاصي والذنوب والمخالفات الشرعية أخذ طريقه إلى المجتمع بحيث لم يعد الناس يستقبحونها إلا من عصمه الله..لقنّوهم هذه الثوابت: ما حرّمه الله سيبقى حراما إلى يوم القيامة ولو ارتكبه كل الناس..الحجاب سيبقى فرضا على المسلمة ولو خلعته كل النساء..فطرة الله التي فطر الناس عليها ستتغلب على محاولات التحريق الإلحادية..العاقبة للمتقين رغم الداء والأعداء.
هكذا وجب تحصين الأبناء منذ الصغر، وأكتفي بأمثلة صارخة يجب أن نتكلم فيها مع الأبناء لتوجيههم وتحصينهم:
أولا: مسابقات ملك جمال وملكة جمال الجزائر! يبدو أن التفاهة هي وحدها التي تجني أرباحا كثيرة في هذا الزمان..أمّتنا التي تحتاج إلى التميز في العلم والعمل والرقي والتضحية يغرقها الإعلام في التقليد الأعمى لسلبيات الغرب والمهازل والميوعة ومزيد من العري والتخنث والرذيلة.. يحتقرون مهرجانات تتويج حفظة القرآن وارتداء الحجاب ويضخمون مهرجانات الفجور والمعاصي وبأموال الشعب..هذه أوهام التقدم والرقي لكنها في الحقيقة الغباء الحاد والتغريب الحثيث لمحاربة الدين والأخلاق.. في الوقت الذي تحتاج فيه الأمة إلى الفحول و«الفحْلات» لبناء المستقبل نجد أن القدوات هي فتيات عاريات مزوّقات، وفتيان جميلات حسناوات (نعم، ذكور جميلات حسناوات) يتبارون لنيل لقب جميلة وجميل الجزائر، وكذبوا فالجمال جمال الأخلاق والإنجاز والتضحية من أجل الأمة.
ثانيا: وتنضم الكلاب إلى المشهد: أين الآباء والأمهات؟ أين الأولياء؟ أين الدروس التي تعجّ بها المساجد؟ بيوت يعيش فيها مراهقون وشباب تدور حياتهم حول المهلوسات والمخدرات.. ثم أضيفت إليها الكلاب، كلاب من كل نوع وحجم، يرعبون بها المارة على مرأى ومسمع من آبائهم وأمهاتهم.. هؤلاء لا يقتصرون على دفع مصروف الأبناء العاطلين المنحرفين بل تضيفون إليه مصروف الكلاب، والغريب أنهم جميعا يرددون الحديث النبوي «إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب»..إذا رضوا بعشرة الشياطين في بيوت طردوا منها الملائكة، وهذا من أسباب حياتنا الضنك من غير شك.
ثالثا: الحلاقة والحلاقون: أرى أنه من الأفضل أن ينزع الحلاقون لافتة «حلاق للرجال» من واجهات محلاتهم ويتركوا كلمة «حلاق» فقط لأن ما يفعلونه من قصات شعر لا علاقة له بالرجال والرجولة.. ربوا أبناءكم على أمارات الرجولة منذ الصغر، قولوا لهم هذه القصات الغريبة تبطّن رسائل الانحراف عن الفطرة وإن هؤلاء الحلاقين يساهمون في انتشار التخنث والشذوذ والدياثة.
أيها الأولياء منذ صغرهم علموا أبناءكم الرجولة وبناتكم الأنوثة.
إنها الحقيقة المرة: استقالت البيوت، مهمتها تنتهي عند الإنجاب والإطعام كأنهم يعلفون عجولا.. هكذا يحلبون في إناء العلمانية التغريبية التي تشجع كل الممارسات التي تبعد النشء عن الدين والأخلاق..أيها الأولياء إنكم مسؤولون أمام الله ولن تنفعكم التبريرات، فإن عجزتم عن التربية لماذا تكثرون من الإنجاب؟