المنتسبون والمنتسبات لمدارس الجمعية يحققون نتائج رائعة في امتحان البكالوريا : شعبـة قالمـة تنظم الحفل الختامي السنوي لمدارس جمعية العلماء
متابعة : حسـن خليفة/
شهدت قاعة المحاضرات (الصغرى) بفندق لالّة ماونة ـ قالمة ـ احتفائية رائعة نظمتها شعبة قالمة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، وذلك يوم الأربعاء الماضي (26 جويلية) ، وكانت هذه الاحتفائية مناسبة لتكريم أعداد من الأفاضل والفاضلات ،وفي مقدمتهم حفظة وحافظات القرآن الكريم (من 3 أحزاب إلى 60 حزبا)كبارا وصغارا، وقد خضع الفائزون والفائزات لمسابقة (تصفيات) امتدت على أيام طويلة، خاصة في هذا الحرّ القائظ ؛ حيث كانت درجات الحرارة تقترب من الـ50 درجة (وقالمة معروفة بحرارتها صيفا ) ..ومع ذلك ،فإن الإخوة والأخوات من الأساتذة والأستاذات ، في مدارس شعبة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وهي نحو 17 مدرسة (دخلت المنافسات) لم يدّخروا وسعا في إجراء تلك التصفيات في المركز الثقافي الإسلامي (الذي كان بالمناسبة دون مكيّفات ).
وقد بلغ عدد المشاركين 510 من تلاميذ وتلميذات مدارس الجمعية. وانتهت النتائج إلى اختيار أعداد من الحفظة والحافظات كُرموا في هذه المناسبة الجميلة، بما يستحقونه من تقدير ودعم وتحفيز، بحضور أوليائهم من الآباء والأمهات، وجمع غفير من الحضور، رجالا ونساء منهم ضيوف، وأساتذة جامعات، ورجال أعمال، وأهل خير وفضل، كما حضر بعض الإخوة من شعب الجمعية في الشرق.
تم تكريم أعداد كبيرة من الناجحين والناجحين في شهادة البكالوريا لهذه السنة 2023 وهم وهنّ جميعا من المنتسبين والمنتسبات لمدارس الجمعية، في مختلف بلديات ولاية قالمة المجاهدة. وتمكن الكثيرون والكثيرات من الحصول على معدّلات عالية فوق الـ16.30 وصولا إلى 18 فما فوق، وسيجد القاريء في مكان آخر من هذا الملف أسماء هؤلاء الناجحين والناجحات، وإن المتابع ليشعر بالكثير من مشاعر البهجة والفخروالاعتزاز والسرور وهو يرى تلك البراعم من الفتيان والفتيات يعتلون المنصة للتتويج والتكريم، وهم من حفظة وحافظات كتاب الله تعالى، كل حسب مستواه وصنفه (3أحزاب، 5 أحزاب، 10 أحزاب، 15 حزبا، 20 حزبا، 30 حزبا، 45 حزبا، 60 حزبا). مع وجود حافظة مميزة هي البنت الطيبة بشرى بومليط وهي من ذوي الهمم، ومع ذلك ربحت التحدّي وحفظت القرآن الكريم، ومن تيسير الله تعالى لها أن أهداها أحد المحسنين ـ جزاه الله خيرا ـ عمرة لها ولوالدتها .وسنخصص لها وقفة خاصة ضمن هذه التغطية في مكان آخر.
وبطبيعة الحال فإن وراء هذا النجاح الطيب الكريم أسبابا ومن ذلك وجود أساتذة وأستاذات في مدارس الجمعية يبذلون الغالي والنفيس من أجل تمكين هؤلاء من حفظ كتاب الله تعالى، كل حسب مستواه، وظروفه، وبتدرّج منتظم، وهؤلاء الأساتذة والأستاذات بما آتاهـم الله من حسن الخلق والرفق وحسن التحفيز، أوصلوا تلاميذهم وتلميذاتهم إلى هذا النحاج الباهر المكين: أي حفظ القرآن الكريم والحديث النبوي وما تيسّر من العلوم، فضلا عن الاهتمام والمتابعة الجادّة لمسارهم الدراسي والتحضير الجيد للبكالوريا، وهنا يأتي دور الأوليـاء من الآباء والأمهات المتفهمين والمتفهمات؛ حيث كانوا خير سند لأبنائهم وبناتهم، وبذلك تكاملت حلقات النجاح من المدرسة القرآنية بأساتذتها المهتمين وأستاذاتها، إلى البيت والأسرة التي تتابع أيضا بجدية واهتمام مسار الأبناء، إلى المؤسسة التربوية وما يتبعها في مجال التحضير والاستعداد للامتحان.
المهم النتيجة كانت باهرة وماثلة أمامنا؛ حيث شهدنا أعدادا كبيرة من التلاميذ والتلميذات (والإناث أكثرية) يصعدون إلى المنصة بعد ذكرأسمائهم وأسمائهن من الإخوة المشرفين والمنشط القدير عبد الرافع فريوي ذي الصوت الرائع، واللغة الرصينة العالية الصافية .جزاه الله خيرا.
وقد تم تكريم الأساتذة والأستاذات أيضا تكريما يليق بمقامهم ويكافيء جهودهم، وما عند الله أعظم أجرا وخيرا وأبقى.كما تم تكريم طالبتين حافظتين للحديث النبوي الشريف.
أما عن الاحتفائية في ذاتها فقد بدأت في حدود الساعة التاسعة والنصف، في القاعة الفسيحة الجميلة، بآي من الذكر الحكيم تلاها أحد تلاميذ مدارس الجمعية، ثم النشيد الوطني، ونشيد الجمعية، وكلمة ثمينة للشيخ الأستاذ فؤاد معيزي والتي بدأها بالترحيب بكل من حضر من الإخوة والأخوات الذين شرفوا هذه الاحتفائية بوجودهم اليوم معنا ـكما قال ـ وخص بالإشارة هنا الداعمين العاملين الصادقين الذي وقفوا ويقفون مع الجمعية، وقبل ذلك مع القرآن في كل مناسبة وفي غير مناسبة، سائلا الله تعالى أن يأجرهم أكرم الأجر ويجزيهم أحسن الجزاء.
ـ ثم أشاد بالجهود التي بُذلت على مدار العام الدراسي القرآني الطويل، من طرف الأساتذة والتلاميذ بمشاركة الأولياء الذين حياهم الشيخ معيزي تحية خاصة، وطلب منهم مواصلة هذا الجهد مع أبنائهم وبناتهم، ومرافقتهم في مجال القرآن الكريم؛ لأن هذا هو الطريق الأصوب والأمثل للحفاظ على الأسرة وعلى الأبناء والبنات.
ثم تحدث منسق الشرق الأستاذ حسن خليفة في كلمة وجيزة عن درو القرآن الكريم استئناسا بقوله تعالى «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم» والتي كانت مبتدأ الحفل بتلاوة عطرة من أحد تلاميذ مدارس الجمعية.
أشار المتحدث إلى إمعان النظر في دلالات هذه الآية وما يقتضيه الأمر حينئذ؛ حيث ُ إن القرآن يشتمل على مختلف ألوان وأشكال الهدايات، وأنه يهدي لأقوم السبُل وأمثلها. بما يحقق مصالح الإنسان المسلم (المسلمة) دنيا وآخرى.
وأشار إلى أن جمعية العلماء المسلمين نهجت هذا النهج منذ تأسيسها وماتزال تحافظ عليه وتحسنه وتطوّره، وما نراه اليوم في هذا الحفل الختامي خير دليل. والحمد لله رب العالمين.كما أشار منسق الشرق إلى أن بلدنا (الجزائر) ضمن البلدان التي تهتم بالتعليم القرآني، دولة ومجتمعا وجمعيات وهيئات، ذكر ما صرّح به وزير الشؤون الدينية أكثر من مرة من أن الدولة تعتني بتعليم القرآن حيث وصل عدد التلاميذ في التعليم القرآني إلى نحو مليون تلميذ وتلميذة، وبجهود الجميع سيكون للتعليم القرآني دوره في صلاح المجتمع ومحاربة مختلف الآفات الاجتماعية والأخلاقية والنفسية.
وكان للشيخ نورالدين بودبوز أيضا كلمة مؤثرة خص بها ـ بوجه خاص ـ رجال المال والأعمال وخاطبهم ممازحا «لن أترككم، ولن أترك في رؤوسكم شعرة بيضاء …».
سأبقى وراءكم أدفعكم إلى الخير، وأنتم تعلمون أن ما تقدّمونه ستجدونه عند الله تعالى بأضعاف مضاعفة، أجرا وثوابا ومغفرة ورضوانا. وضمن حديث الشيخ نورالدين قال: إن قالمة كانت قبل بضع سنين فقط تسعى لاستجلاب الحفظة من ولايات أخرى في الغرب وفي الجنوب الجزائري؛ لكن اليوم، ومنذ سنتين على الأقل صار أبناؤنا من منتسبي مدارس الجمعية هم الذين يؤدون صلاة التراويح في كل مساجد قالمة، بمختلف بلدياتها، وهذا واحد من ثمرات الصلاح والإصلاح والتعليم الذي تمارسه الجمعية مع بقية الشركاء من أهل الخير والمهتمين بتعليم القرآن الكريم .
كانت التكريمات تمضي في سلاسة عجيبة، من فوج إلى فوج، ومن مستوى إلى مستوى، مع العدد الكبير للمكرّمين والمكرّمات، في كل الأصناف ..تقطعها بين حين وآ خر وصلة إنشادية من المنشد الرائع ابن قالمة الموهوب تقيّ الدين غريب صاحب الصوت النديّ وتلميذ الشيخ الحصري ـ رحمه الله ـ (يقلّد تلاوته على أحسن وأوجمل ما يكون).
طبعا مع وقفات أخرى هنا وهناك …وقد شرفنا جميعا بشهود هذا الحفل الختامي الذي زاده قيمة حضور بعض إخوتنا من بعض الشعب الولائية القريبة من قالمة والتي دُعيت من لجنة التنظيم، ولبّى الدعوة منها: الطارف، سكيكدة، قسنطينة، وتأخرعن حضور الحفل الختامي بعض الدعاة والأساتذة مثل الدكتور محمد بوركاب، والدكتور عبد العزيز ابن السايب وغيرهما.
ثلاث ساعات ونصف الساعة مرت بسرعة، وسلاسة وجمال؛ فكل شيء كان عن القرآن وبالقرآن، وعن الصلاح والإصلاح ..في ظلال سياق احتفائي إيماني راق تصنعه عادة شعب الجمعية في نشاطاتها المتنوعة، وبالأخص منها الأنشطة ذات العلاقة بتكريمات الحفظة والحافظات والناجحين والناجحات.
وهذا دأب الجمعية وهذا عملـها يشهد به القاصي والداني، ويباركه ويدعمه أهل الخير والفضل والصلاح، وهو ـ بعون الله ـ من طور إلى طوريؤتي أكله كل حين بإذن ربه.